قال ضابط إسرائيلي سابق في جهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية-أمان، إن "اليمن قد تتحول إلى تهديد جدي على إسرائيل في ظل التعهدات التي قدمها الحوثيون لإيران بإمكانية مهاجمة أهداف إسرائيلية في البر والبحر، لأن إيران توفر صواريخ دقيقة لهذه المليشيات، ويمكن أن تقوم بتجريبها، وفتح جبهة جديدة ضد إسرائيل، مما قد يضطرها للذهاب إلى ضربة استباقية في اليمن".
وأضاف
يوني بن مناحيم في مقاله على موقع المعهد المقدسي للشؤون العامة، ترجمته "عربي21"، أن "معطيات مقلقة لإسرائيل
بدأت تأتي من اليمن، مفادها أن إيران تسعى لتهيئة الرأي العام العالمي من خلال
تصريحات إعلامية دعائية لتنفيذ هجمات من المجموعات الحوثية ضد أهداف إسرائيلية، كجزء من عمليات انتقامية من الهجمات الإسرائيلية ضد مواقع إيرانية في سوريا والعراق".
وأشار
بن مناحيم، الخبير الإسرائيلي في الشؤون الفلسطينية والعربية، إلى أن "وزير
الدفاع اليمني التابع للحوثيين، أعلن أوائل كانون الأول/ ديسمبر أن قواته تحتفظ ببنك أهداف إسرائيلية
في البر والبحر، ولن تتردد بمهاجمتها متى ما قررت القيادة ذلك، على اعتبار أن إسرائيل
تساهم بدور ما في الحرب التي تشهدها اليمن، ولذلك فإن الانتقام من إسرائيل سيأتي،
من خلال هجمات استراتيجية وغير مباشرة تعمل على إسكات القوات المعادية".
وأوضح
أن "الحوثيين سبق لهم أن أعلنوا مسؤوليتهم عن مهاجمة المنشآت النفطية
السعودية أرامكو في أيلول/ سبتمبر الماضي، من خلال صواريخ دقيقة وطائرات مسيرة، رغم أن الأوساط
الأمنية الأمريكية والإسرائيلية قدرت أن الصواريخ أطلقت من إيران، وليس من اليمن
على يد الحرس الثوري الإيراني".
وأكد
أن "هذا التصريح الحوثي يأتي بعد أسبوع واحد فقط على اعتراض سلاح البحرية الأمريكي
لسفينة إيرانية متجهة إلى الحوثيين في اليمن محملة بأسلحة متطورة، وهي المرة الأولى
التي ترسل فيها إيران صواريخ دقيقة هناك، مع العلم أن إيران تواصل منذ سنوات تهريب
أسلحة متطورة أخرى إلى اليمن، لكن إسرائيل تخشى أن يخطط الحوثيون اليمنيون
المدعومون من إيران لمهاجمة أهدافها من خلال صواريخ إيرانية دقيقة".
وأضاف
أنه "في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي زار وزير الدفاع الأمريكي السابق، ستيفان
مينوتشين، إسرائيل، وخلال الزيارة حذر رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو من قيام إيران بنصب
صواريخ دقيقة في اليمن قادرة على استهداف إسرائيل، وإصابة كل أهدافها في الشرق الأوسط
بنسبة دقة 5-10 أمتار".
وأشار إلى أن "التهديد اليمني الأول باتجاه إسرائيل جاء من عبد المالك الحوثي زعيم
الحوثيين في تشرين الثاني/ نوفمبر، حين أعلن أنه لن يتردد بتوجيه الضربات القاسية ضد الأهداف الحساسة
في إسرائيل، إذا قامت بأي حماقة ضدهم، لأن معاداة الصهيونية مسألة مبدئية إنسانية وأخلاقية
ودينية".
وأكد
أن "المعلومات الأمنية الاستخبارية الإسرائيلية تفيد بأن نتنياهو كشف عن
حقيقة الصواريخ الدقيقة في اليمن من أجل إرسال تحذير لإيران، بأن إسرائيل تتعقب
خطواتها، ولديها استخبارات دقيقة بشأن كل نواياها لمهاجمتها من أي جبهة، بما فيها
اليمن".
وأوضح
أن "التصريحات الحوثية مردها إلى خشيتهم من ضربة إسرائيلية استباقية ضد قواعد
الصواريخ الدقيقة المنتشرة في اليمن، في ظل حيازة إسرائيل لطائرات إف35، القادرة
على استهداف كل موقع في الشرق الأوسط، دون كشفها، كما لديها معلومات استخبارية قوية،
وتنسيقا أمنيا مع الولايات المتحدة".
وختم
بالقول بأن "تهديدا آخر تخشاه إسرائيل يتعلق بإمكانية استهداف الحوثيين لسفنها
التي تبحر قرب باب المندب، حيث يمتلكون صواريخ دقيقة، والمعلومات الاستخبارية الإسرائيلية
والأمريكية تفيد بأن قرارا إيرانيا اتخذ بمهاجمة إسرائيل انطلاقا من اليمن، وأن
التحضيرات بدأت للتنفيذ، مما يعني فتح جبهة جديدة ضد إسرائيل، تصاف للجبهات
السورية والعراقية واللبنانية والفلسطينية، واليوم بدأت في اليمن".
تنامي "خطير" للصراع الأمريكي الإيراني بالعراق.. ماذا وراءه؟
صحيفة: المليشيا الموالية لإيران تحاول إجهاض الحراك العراقي
حصري.. السعودية بدأت تشييد قاعدة عسكرية بجزيرة زقر اليمنية