مع تصاعد الأزمة الليبية، وقرار تركيا إرسال قوات لدعم الحكومة الشرعية
هناك، وتنديد مصر الداعمة للواء المتقاعد خايفة حفتر بالخطوة، صعدت وسائل الإعلام
المصرية اللهجة.
فقد حشد إعلام النظام المصري جهوده للحديث عن استعداد القيادة المصرية
السياسية والعسكرية للدخول في حرب مع "أي طرف يعتدي على السيادة
الليبية"، في إشارة إلى تركيا، وأكد على دعم رئيس الانقلاب المصري عبد الفتاح
السيسي للجنرال متقاعد خليفة حفتر.
آخر محاولات النظام المصري لتجييش المواطنين هو تصريح لوزير الأوقاف
المصري مختار جمعة، الذي قال فيه: "إن واجب الوقت هو الاصطفاف الوطني خلف
رئيسنا القائد الحكيم وقواتنا المسلحة، وهو مدار خطبة الجمعة القادمة".
"عربي21" رصدت ردود الفعل لدى النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي.
النشطاء، خاصة المصريون، رأوا أن إصرار القيادة السياسية على إرسال
الجيش المصري وإشراكه في حرب على الأراضي الليبية هو قتل غير مبرر لأفراد الجيش
وإهدار لقدراته، حتى وإن زعم السيسي أن ذلك للدفاع عن "الأمن القومي
المصري".
آخرون رأوا أن الجيش المصري ليس بالجاهزية المفترضة للخوض في حرب مفتوحة
مع أي طرف آخر، مستشهدين بالخسائر التي تتكبدها القوات المسلحة في سيناء منذ دخول
"داعش" إليها.
البعض الآخر -وأكثرهم معارضون للنظام المصري- عبروا عن تأييدهم المطلق
للجيش المصري في التحرك والدفاع عن أمن مصر القومي وحدودها -مثلما يقول السيسي-
لكنهم وضعوا شروطا لذلك، منها أن يكون ذلك التحرك لاسترداد الجزر المنهوبة، أو
الدفاع عن مياه النيل، أو استرداد حقول الغاز المصرية التي تنازل عنها السيسي، وفق
النشطاء.
ومع تصريح وزير الأوقاف اليوم، تساءل نشطاء عن رأيه في أزمة المياه مع إثيوبيا، قائلين: "من أبقى وأقرب للجهاد، ليبيا أم المياه كونها قضية حياة أو
موت؟".
وعقب نشطاء أيضا على وصف وزير الأوقاف للسيسي بـ"القائد
الحكيم"، قائلين: "هل هو قائدنا في المصائب وغلو الأسعار وإهمال الطبقات
الوسطى وما تحتها، أما عند الامتيازات من قصور ورواتب ووظائف ومنح ومؤتمرات فليس
قائدنا؟".
السياسي الليبرالي عمرو عبد الهادي، قال إنه مستعد أن يساهم في الدعوة
للحرب "المزعومة"، لكن بشروط هي: رفع رواتب عامة المواطنين كي تكون كضباط
الجيش، ورفع معاشاتهم لتكون مثل متقاعدي الجيش، وصرف بدل بطالة كراتب ضابط، وفتح
المستشفيات والمرافق العسكرية مجانا لجميع المواطنين، والإفراج عن المعتقلين،
وعزل السيسي، والعودة للثكنات.
النشطاء استنكروا دعم السيسي لحفتر بالأسلحة والمعدات العسكرية لضرب
المدنيين الليبيين، مستشهدين باستهداف الكلية العسكرية الليبية في طرابلس، وسقوط
العشرات من طلبة الكلية قتلى وجرحى.
وكان النشطاء قد دشنوا عدة وسوم رافضة لإرسال الجيش المصري إلى ليبيا، والمشاركة بالحرب هناك بأي صورة من الصور، عبر عدة وسوم أبرزها، "دم جنودنا
مش للبيع" و"كلنا الجيش" و"ارحل متورطش الجيش".
عن أي شيء يبحث "حفتر" لدى مصر واليونان؟
هل تنجح مصر بعرقلة تحرك تركيا مساندة حكومة الوفاق بليبيا؟
قائد حرس السيسي أبرزها.. لهذا قام الرئيس المصري بتغييرات في الحرس الجمهوري