قال كاتب إسرائيلي إن "مسألة ضم غور الأردن أصبحت محل استقطاب من الحزبين المتنافسين في الانتخابات الإسرائيلية الثالثة في الشهر المقبل، سواء الليكود أو أزرق أبيض، وإن بيني غانتس زعيم حزب الجنرالات أثبت أنه ليس سياسيا مخضرما، في حين أن بنيامين نتنياهو رئيس الحكومة يعمل في هذا الملف بالذات انطلاقا من أبعاد شخصية بحتة، ولاعتبارات انتخابية خالصة".
وأضاف إيهود يعاري، الخبير الإسرائيلي في الشؤون الفلسطينية والعربية، في تقريره على القناة الإسرائيلية 12، وترجمته "عربي21"، أن "هذا الاستقطاب يثبت أن كلا الزعيمين، نتنياهو وغانتس، يواصل الحديث عن ضم غور الأردن، رغم أن ذلك قد يؤدي إلى إلغاء اتفاق السلام مع الأردن، في حين أن نتيجة هذا الاستقطاب الإسرائيلي قد يتزامن مع إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لصفقة القرن قريبا".
وأوضح يعاري أن "المعطيات الإسرائيلية الأخيرة التي ركزت على موضوع ضم غور الأردن، أثبتت أن غانتس ليس سياسيا حقيقيا، ولا يفهم بعد طبيعة أبعاد السياسة الدولية والعلاقات الخارجية، فقد أبدى في الساعات الأخيرة خضوعا لمزايدة نتنياهو في موضوع الغور، وكأنه وقع في الفخ الذي نصب له، من خلال إصداره عدة كلمات متكررة حول ضم الغور، وربما إرباك خطة ترامب لإعلان صفقته المرتقبة".
وأكد أن "نتنياهو يتحدث عن كل ما يتعلق بضم الغور انطلاقا من مصالح شخصية وحزبية بحتة، مع أن نتنياهو ذاته هو الذي أعلن في فترة سابقة عن استعداده لإبقاء الجيش الإسرائيلي في الغور عقب توقيع اتفاق السلام مع الفلسطينيين، وأن يبقى الجيش فقط قرب نهر الأردن، وليس في الغور فقط، كما يسعى نتنياهو لدى ترامب لعرض خطته انطلاقا من أبعاد شخصية تتعلق بحسابات انتخابية وشيكة".
وأشار إلى أن "نتنياهو يعتقد أن صفقة القرن الأمريكية التي قد تعلن قريبا ستساعده في مسيرته الانتخابية المقبلة، أما غانتس فكان مطلوبا منه أن ينتقد كلا الخطتين، ضم غور الأردن وصفقة القرن، وليس الانجرار خلفهما، مع أن تحصيل إجماع دولي على ضم عور الأردن أمر غير متاح حاليا لدى إسرائيل، هذا قول غير دقيق، وفارغ من محتواه، لأنه يضم تناقضات في الوقت ذاته".
وأضاف يعاري، الباحث بمعهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، ومؤلف كتاب "السلام المجزأ مع مصر" أن "غانتس، كما نتنياهو، يعلم جيدا أن ضم غور الأردن يهدد بقاء اتفاق السلام مع الأردن، وربما يضطر الملك الأردني شخصيا إلى إلغاء الاتفاق بمبادرة منه، كما سيوجه ذلك ضربة قاضية إلى اتفاق أوسلو مع الفلسطينيين، ورغم كل ذلك، فإن غانتس يمضي دون توقف عن مسيرته هذه".
وختم بالقول إن "إعلان صفقة القرن قبل الانتخابات لن يساعد أحدا من المتنافسين الإسرائيليين، بل قد يسبب أضرارا كبيرة لإسرائيل فترة طويلة من الزمن، مع العلم أن الحكومات الإسرائيلية دأبت في سنوات سابقة على تفضيل مسار المفاوضات المباشرة مع الفلسطينيين، منذ اتفاق أوسلو وحتى حكومة إيهود أولمرت، لأن أي خطة أمريكية لن توفر كل احتياجات إسرائيل السياسية والأمنية".
هل يستطيع الأردن قانونيا إلغاء اتفاقية الغاز مع إسرائيل؟
إسرائيل مطمئنة على التطبيع مع البحرين رغم إقالة وزير الخارجية
عقدة تشكيل حكومة "إسرائيل".. هل تُحل بالتحالفات جديدة؟