نشرت صحيفة "أ بي ثي" الإسبانية
تقريرا قدمت فيه آراء مجموعة من المختصين في العلوم النفسية حول أضرار تثبيت جهاز
التلفاز في غرفة النوم.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته
"عربي21"، إن بعض الأشخاص لا يكتفون بتثبيت جهاز تلفاز في غرفة النوم
لمشاهدة بعض البرامج قبل الخلود للنوم فحسب، وإنما يحملون معهم الهاتف المحمول
والحاسوب اللوحي للسرير للترفيه عن أنفسهم قليلا قبل النوم. ولكن جميع هذه الأجهزة
تجعل الأشخاص يسهرون مزيدا من الوقت وهو ما يؤثر على راحتهم، ويلحق الكثير من
الضرر بأعينهم.
وأوردت الصحيفة أن علماء النفس وتحديدا الخبراء
في الراحة النفسية أكدوا أن الشخص الذي يمتلك شاشة تلفاز في غرفة نومه لن ينعم بعد
الآن بالظروف المثالية التي تضمن له نوما هنيئا. وفي هذا الصدد، أفادت أوقيانوسيا
مارتن ريسيو، أخصائية علم الصحة العام في "مركز سيبسيم النفسي" في
مدريد، بأنه "من الشائع للغاية أن نسمع بعض الناس يتحدثون عن استخدامهم
التلفاز حتى يتمكنوا من النوم بشكل أفضل فحسب دون أن يعيروه اهتماما كبيرا. ومع
ذلك، تفعل عقولنا ذلك حتى دون أن ندرك".
وأشارت الصحيفة إلى أن الخبيرة مارتن ريسيو
أكدت أن مشاهدة فيلم أو أي برنامج على شاشة التلفاز قبل النوم مباشرة يعتبر من بين
الأخطاء الشائعة للغاية بين الناس. وأضافت الخبيرة أنه "بهذه الطريقة، لا
يستعد الدماغ للنوم نظرا لتغير دورة النوم والاستيقاظ. لقد تعود الإنسان على النوم
في الظلام. نتيجة لذلك، تتأخر بداية الراحة لأننا نبقى متيقظين ونشطين عند مشاهدة
التلفزيون قبل النوم بانتظام، بغض النظر عن نوع المحتوى الذي نراه، مما يزيد من
موجات النشاط لدينا".
وأفادت الصحيفة بأن الكثير من البرامج
التلفزيونية والإعلانات التجارية تجعلنا نتذكر الاحتياجات التي تنقصنا. وفي هذا
الإطار، قالت عالمة النفس إليسا غارسيا إن "بعض البرامج يمكن أن تجعلنا تشعر
بالنشاط من الناحية الفسيولوجية والمعرفية. فعلى سبيل المثال، من المرجح أن نشعر
بالجوع عند مشاهدة إعلانات الطعام المتنوعة في التلفاز. أما على المستوى العاطفي،
فيمكن أن نستحضر الكثير من الذكريات القديمة عند مشاهدة أحد البرامج أو الأفلام أو
حتى نشعر بالخوف والحزن. وعموما، تجعل كل هذه المشاعر عملية الخلود للنوم مهمة
عصيبة ومعقدة للغاية".
ونوّهت الصحيفة بأن استخدام تقنية "برمجة
إيقاف التشغيل" من بين الحلول الفعالة التي يمكن أن نعتمد عليها حتى لا نجعل
مشاهدة التلفاز قبل الذهاب للنوم أمرا مضرا. وبناء عليه، يوصي خبير دراسات علم
النفس، مالطا كالديريرو، بأنه في حال عدم تمكن الفرد من الانقطاع عن مشاهدة
التلفاز قُبيل الخلود للنوم، من الأفضل أن يقوم الشخص بجدولة إغلاق التلفاز بعد
مرور 45 دقيقة من تشغيله. وبهذه الطريقة، لن يكون نوم الشخص مضطربا، ناهيك عن أنه
سيحمي نفسه من أضرار التلفاز الكثيرة.
بعض الأفكار للشعور بالراحة عند النوم
ذكرت الصحيفة أن ممارسة بعض الأنشطة التي
تجعلنا نشعر بالاسترخاء والهدوء، تعتبر من أفضل الحلول العملية لنوم جيّد خال من
الاضطرابات المزعجة. وفي هذا الصدد، قالت الخبيرة إليسا غارسيا إن "الوقت
الذي نمضيه قبل النوم ينبغي أن يكون هادئًا حتى نتمكن من تنظيم عواطفنا".
من جهتها، أضافت أستاذة دراسات علم النفس
والعلوم التربوية في جامعة كاليفورنيا، مارتا كالديرارو، أن الشخص ينبغي أن ينام
بعد ساعة من إيقاف تشغيل التلفاز، واستخدام هذا الوقت للاستماع "للموسيقى
بصوت منخفض أو قراءة كتاب".
نعم، هناك شيء أسوأ من التلفزيون في غرفة النوم.
وأشارت الصحيفة إلى أن أجهزة الكمبيوتر
المحمولة والهواتف الذكية ليست أفضل الحلول التي تساعد على الخلود للنوم. لا ينبغي
أن نفكر أن جهاز التلفاز يعتبر من أسوأ الأشياء التي يمكن أن نضعها في غرفة النوم.
ومن جهتها، أشارت العالمة النفسية إليسا غارسيا إلى أن "التلفاز ليس له فوائد
كثيرة، ويمكن أن يتحول إلى مصدر دعم في بعض اللحظات الحيوية، أي أن التلفاز يتحول
إلى سبيل هروب حتى لا يفكر الشخص في أمور تؤذيه وتزعج تفكيره".
وأفادت الصحيفة بأن الهاتف المحمول يعتبر
بمثابة جهاز آخر قد يلحق الضرر بحاسة البصر وصحة الإنسان ويمنعه من النوم. وقد
صرّحت مارتا كالديرارو بأن "وجود جهاز التلفاز في غرفة النوم لا يعد أمرا
جيّدا، ولا يمثّل في المقابل خطرا كبيرا إذا كان يوجد على مسافة كبيرة من السرير
ونشاهده بصوت منخفض. لذلك، يمكننا أن نؤكد أن الهواتف الذكية تؤذي أكثر بكثير من
مشاهدة التلفاز".
ختاما، أكدت الصحيفة أنه يُنصح كذلك بعدم فتح
شاشة الهاتف المحمول عند الاستيقاظ في الليل. ومن الأفضل مشاهدة الوقت على المنبه
أو الذهاب إلى الحمام أو شرب الماء قبل النظر إلى الهاتف الذكي.
علماء يكتشفون طريقة واعدة للقضاء على الخلايا السرطانية
هل يمكن للفلفل الحار أن يقلل من خطر الإصابة بالنوبات القلبية؟
هل فعلا الضوء الأزرق الناجم من الهاتف يؤثر على أدمغتنا؟