قالت رئيس المجلس الثوري المصري، مها عزام، إن "صفقة
القرن هدفها توطيد الاحتلال الصهيوني لأرض فلسطين، وتهجير أهلها، ومحو القضية
الفلسطينية من الضمير العالمي، وقد قيل في هذا الكثير، ولكن ما لا نتحدث عنه
بالكفاية هو أن صفقة القرن هدفها الأساسي هو إنقاذ الكيان الصهيوني من حتمية
انهزامه وذوبانه".
وأضافت: "عدد السكان اليهود في كل أرض فلسطين حوالي
7 ملايين وعدد السكان الفلسطينيين على أرض وطنهم أيضا حوالي 7 ملايين. ولا يغيب عن
ذهن أحد أن سياسة الكيان الصهيوني منذ إقامته في عام 1948 كانت مبنية على تهجير
الفلسطينيين حتى لا يمثل لهم التواجد العربي خطرا سياسيا وأمنيا. واستمرت هذه
السياسة من خلال التهجير الممنهج منذ احتلال 1967 ثم اتفاقية أوسلو التي كان هدفها
الأساسي حصر السكان العرب في تجمعات سكنية محاصرة تشابه الجيتوهات في أوروبا".
وتابعت، في بيان لها، الثلاثاء، وصل "عربي21"
نسخة منه: "بالرغم من كل هذه السياسات ومن الحصار اللاإنساني لغزة والتهجير
والقمع إلا أن الكيان الصهيوني ما زال يواجه نفس المشكلة الوجودية التي واجهته
ساعة قيامه، وهو أنه لا يمثل أغلبية سكان فلسطين على كل أرض فلسطين، ومن هنا
فوجوده مهدد من تكاثر عدد السكان العرب، وتأتي صفقة القرن كمحاولة أخرى
لإنقاذه".
وذكرت عزام: "كون الولايات المتحدة بها اللوبي
اليهودي فهي تعمل على إنقاذ الكيان الصهيوني من الزوال وهو أمر منطقي، لكن لِمَ تتهافت
الأنظمة العربية وفي مقدمتها دولة آل سعود ومصر على هذا المشروع؟ فالإجماع أن
التواجد العربي في كل فلسطين مع الزمن يقوّض أسس الكيان الصهيوني، فلم تتدخل هذه
الدول الآن لرفع هذا الخطر عن الكيان الصهيوني؟".
وأردفت: "حين نتمعن في دور السيسي بالذات يصبح واضحا
أنه يعمل لمخطط يهدف لاستعباد الكيان الصهيوني لمصر اقتصاديا في المستقبل القريب،
فبداية حرَم مصر من السيطرة على المياه
الإقليمية بالبحر الأحمر من خلال التفريط بالجزيرتين ثم قوّض الجيش بتحويله إلى
أداة اقتصادية فاسدة، وزرع كراهية الشعب للجيش بقمعه، وبهذه الخطوات قوّض الأساس
العسكري لحماية مصر".
اقرأ أيضا: ترامب يعلن رسميا تفاصيل صفقة القرن (شاهد)
وأشارت إلى أن السيسي "عمل على إضاعة مياه مصر حتى
تصبح مصر معتمدة على استيراد المياه العذبة من مصانع تحلية المياه على شواطئ
فلسطين؛ حيث ركّز الكيان على الاستثمار في بنائها وفي تكنولوجياتها في السنوات
الماضية، كما تستورد مصر الآن الغاز من الكيان الصهيوني، ومتى أصبحت مصر تعتمد على
هذه المصانع لمياه الشرب والزراعة أصبحت مستعبدة -وليست مستعمرة- وربما هذا هو هدف
الكيان كثأر لما يراه من استعباد الفراعنة لجدودهم".
وقالت عزام: "أما هدف آل سعود في مساندة هذه الصفقة
بدفع 50 مليار دولار من دخلهم لتفعيله، علما بأن الدخل القومي السعودي لا يزيد عن
ضعفي الدخل القومي للكيان الصهيوني ويمثل أقل من 3.6% من الدخل القومي الأمريكي،
فيبدو أنه مرتبط كلية في الحفاظ على تمسكهم بكرسي الحكم، وإن كان الثمن التخلي عن
أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين".
واختتمت بقولها: "ولكننا نعلم يقينا أنه مهما كانت
صفقات واشنطن، ومهما خان حكام العرب، فالحتمية التاريخية تؤكد أن الكيان الصهيوني
سيزول، فأساسه كدولة فاشية عنصرية باطل، وتواجده على الأرض الإسلامية ترفضه
الشعوب وحساب التزايد السكاني العربي لن يتراجع في المستقبل القريب، والحق لا يضيع
مهما طال الزمن، فليست صفقة القرن إلا دليلا آخر على خيانة الحكام العرب لأوطانهم
ودينهم".
وأعلن
الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب رسميا، الثلاثاء، بنود صفقة القرن المثيرة للجدل،
خلال مؤتمر صحفي عقده مع رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو.
وقال
ترامب، في مستهل مؤتمر صحفي عقده من البيت الأبيض، إن خطته للسلام (بين
الفلسطينيين والإسرائيليين) مكونة من 80 صفحة، وإن رؤيته تختلف عن سابقاتها.
وأضاف: "سنشكل لجنة مشتركة لتحول خريطة
الطريق الخاصة بالسلام إلى خطة تفصيلية، ولن نطلب من إسرائيل أن تفرط في أمنها
مطلقا".
موقف صادم للقاهرة والرياض وأبو ظبي والدوحة من "الصفقة"
أبو تريكة: تسقط "صفقة القرن" وتعيش فلسطين حرة
"تسقط صفقة القرن".. رفض واسع لخطة ترامب عبر "التواصل"