حذرت صحيفة "فايننشال تايمز" في افتتاحيتها الدول الخارجية من استمرار التدخل في الشؤون الداخلية لليبيا، وطالبتها بإنهاء نفاقها.
وتقول الافتتاحية، التي ترجمتها "عربي21"، إن "الدول الأجنبية التي تقوم بتغذية النزاع في الحرب الأهلية اجتمعت في برلين الأسبوع الماضي، واتفقت على وقف إطلاق النار أعطت أملا وجرعة من التفاؤل، وكما هو الحال في اتفاقيات أخرى عاد القتال من جديد وقبل أن يجف الحبر الذي كتب فيه الاتفاق".
وتشير الصحيفة إلى أن "عودة النزاع من جديد قتلت الآمال في استمرار وقف إطلاق النار، وفضحت نفاق الدول الخارجية التي تتدخل في الأزمة الليبية، التي تعد بشيء وتفعل العكس".
وتورد الافتتاحية نقلا عن الأمم المتحدة، قولها إن "عددا" من الدول التي شاركت في مؤتمر برلين شحنت مقاتلين أجانب وأسلحة متقدمة، إلى جانب العربات المصفحة، للأطراف الليبية المتنازعة، بعد عشرة أيام من اللقاء، مستدركة بأن المنظمة الأممية لم تذكر أسماء دول، لكن "الإمارات العربية المتحدة ومصر قامتا بخرق الحظر المفروض على تصدير السلاح على ليبيا، وتعدان من الداعمين الرئيسيين للجنرال خليفة حفتر، الرجل العسكري الذي أثار الأزمة الأخيرة عندما شن هجوما على طرابلس في نيسان/ أبريل، ويساعده أيضا مئات من المرتزقة الروس العاملين في شركة التعهدات الأمنية (واغنر)".
وتفيد الصحيفة بأن "فرنسا تقدم دعما سياسيا للجنرال حفتر إن لم يكن أكثر من ذلك، وعلى الجانب الآخر تقدم تركيا دعما عسكريا واضحا للحكومة المحاصرة في طرابلس، وأعلنت أنقرة الشهر الماضي أنها ستنشر قوات عسكرية دعما لإدارة فائز السراج في العاصمة، وأرسلت مقاتلين سوريين إلى ليبيا".
وتقول الافتتاحية بأن مؤتمر برلين تم تنظيمه على عجل لمنع التصعيد في الحرب، حيث زادت تركيا من جهودها العسكرية في وقت خافت فيه أمريكا وأوروبا من التأثير الروسي في ليبيا، وهو ما قاد هذه الدول للتحرك.
وتلفت الصحيفة إلى أن موسكو وأنقرة حاولتا قبل أيام من المؤتمر التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في العاصمة الروسية، لكن حفتر رفض التوقيع، وحتى عندما كان في طريقه إلى برلين أعلن عن رفضه للعملية عندما أمر أتباعه بالهجوم على الموانئ النفطية، و"لم نسمع حتى همسا في المجتمع الدولي احتجاجا على حصار الموانئ التي توقفت عن تصدير النفط".
وتقول الافتتاحية إن "حفتر رجل قاس وعنيد ويعتقد أنه يستطيع تحقيق النصر بقوة البندقية، رغم أن هناك قلة تؤمن بقدرة القوة العسكرية على حل الأزمة، ولم يكن ليتجرأ على اتخاذ هذه الخطوات دون تشجيع من داعميه، بالإضافة إلى أن دخول تركيا إلى جانب حكومة الوفاق سيشجعها على الإيمان بعدم الدخول في محادثات من موقع ضعيف، والنتيجة حرب على أكثر من صعيد فيما أصبحت حربا بالوكالة متعددة الأطراف".
وتنوه الصحيفة إلى أن "الفوضى بعد تدخل الناتو للإطاحة بنظام معمر القذافي عام 2011 ساعدت في خلق جو خصب لتنظيم الدولة وتنظيم القاعدة والمهربين الذي يستغلون المهاجرين الراغبين في الوصول إلى أوروبا، وهناك مخاطر باندلاع حرب واسعة يتردد صداها بعيدا عن حدود ليبيا ويجب على العالم القلق".
وتستدرك الافتتاحية بأن "الرد الدولي على ما يجري ضعيف، والتقى مجلس الأمن الدولي 14 مرة منذ بداية الحملة التي قام بها حفتر ضد العاصمة، وفشل في الاتفاق على وقف إطلاق النار، وتقوم الدول الحليفة للغرب بخرق وقف إطلاق النار".
وتختم "فايننشال تايمز" افتتاحيتها بالقول إن "الأمر يعود للأطراف الليبية لوقف الحرب خدمة لمصالح الشعب، لكن استمرار القوى الغربية في إثارة الحرب يجعلها مسؤولة عن المذبحة".
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)
التايمز: كيف يهدد انقسام أوروبا فرص التسوية في ليبيا؟
بلومبيرغ: هذه أهداف وطموحات الدول المشاركة بمؤتمر برلين
بلومبيرغ: هكذا فرّ حفتر من موسكو بعد انتظاره مقابلة بوتين