قال كاتب إسرائيلي إن "التطبيع الذي انطلق بين السودان وإسرائيل يأتي نظرا لإدراك الخرطوم أن طريقها إلى واشنطن يمر عبر تل أبيب، خاصة في ظل ما تراه إسرائيل من اقتصاد سوداني مدمر، وقيادة جديدة لدولة تسعى لإحداث تغيير في علاقاتها مع الولايات المتحدة، لاسيما بالتزامن مع تباعدها عن إيران في السنوات الأخيرة، وإسقاط رئيسها السابق عمر البشير".
وأضاف غيا أليستر، الخبير الإسرائيلي في الشؤون الدولية، في تقريره على موقع ويللا الإخباري، ترجمته "عربي21"، أنه "من الصعب معرفة تبعات اتفاق التطبيع الضبابي، لكن من وجهة نظر إسرائيل فإن كل تحسين في علاقاتها مع دولة عربية هو أمر جوهري".
وأوضح أن "اللقاء السري الذي جمع بين رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو والزعيم السوداني عبد الفتاح برهان، في العاصمة الأوغندية عنتيبي، احتوى على الكثير من الرموز، رغم أنه لا تتوفر الكثير من تفاصيله الهامة، لكننا أمام لقاء هام من الناحية التاريخية، سواء لإسرائيل عموما، أو لنتنياهو خصوصا".
وأشار إلى أن "البرهان زعيم دولة صاحبة قمة الخرطوم التي أعلنت لاءاتها الثلاث في 1967، وتضمنت عدم الاعتراف بإسرائيل، وعدم الدخول في مفاوضات معها، أو عقد سلام معها، وعقد اللقاء خلال أقل من أسبوع من إعلان صفقة القرن، التي تم رفضها رسميا من الجامعة العربية بسبب انحيازها الكامل لإسرائيل على حساب الفلسطينيين، لكن معظم الردود الصادرة عن الدول العربية المعتدلة رحبت بالصفقة، واعتبرتها بداية إيجابية".
وأكد أن "السودان دولة تتطلع لشطب اسمها من قائمة المنظمات الإرهابية للولايات المتحدة، وفي الشهور الأخيرة حصل تقارب تدريجي بين واشنطن والخرطوم، بما في ذلك تبادل السفراء منذ 23 عاما، وزيارة رئيس الحكومة السودانية عبد الله حمدوك إلى واشنطن، ومن المتوقع أن يزور حمدوك واشنطن للقاء وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبياو".
وأضاف أن "السودان ترى أن تحسين علاقاتها مع إسرائيل، وفق أي مستوى كان، سيساعدها لتحسين علاقاتها مع الرئيس دونالد ترامب، حتى أن البشير نفسه قال في يناير 2019، حين حاول قمع المظاهرات الشعبية في بلاده، إن جهات عديدة نصحته بالتقارب مع إسرائيل".
وأوضح أن "التقارب السوداني مع إسرائيل يتزامن مع تباعده النسبي عن إيران، مع زيادة التوتر بينها وبين السعودية، بل إنه أرسل قواته للقتال في اليمن ضد الحوثيين، لكن دول الخليج خذلته، وتخلت عنه أخيرا، ربما بسبب علاقاته الجيدة مع تركيا وقطر، اللتين ترتبطان بعلاقات عدائية مع السعودية والإمارات ومصر".
وأشار إلى أن "إسرائيل ترى أن أي تقارب في العلاقات العربية والإسلامية إنجاز لها، كما حصل السنة الماضية مع تشاد، جارة السودان، مع العلم أن هناك آلاف السودانيين المقيمين في إسرائيل بصورة غير قانونية، وامتنعت عن إعادتهم إليها؛ لأنه ليس لديها علاقات دبلوماسية مع الخرطوم".
وختم بالقول إن "إسرائيل تنظر للسودان كدولة ذات أهمية استراتيجية استخدمت في السابق مسارا لتهريب الأسلحة الإيرانية لقطاع غزة، بل إن إيران أقامت فيها مصنعا لإنتاج الأسلحة، الذي هاجمته إسرائيل، لكن التطور الهام في لقاء نتنياهو-البرهان يتعلق بالسماح للطائرات الإسرائيلية باستخدام الأجواء السودانية، وتقصير مدة الطيران من إسرائيل إلى أمريكا اللاتينية، والعكس".
تحليل إسرائيلي: هذه فوائد نتنياهو الانتخابية من لقاء البرهان
تقدير إسرائيلي: سلطة رام الله ستشتاق للوزير المغادر كحلون
ضابط إسرائيلي: معركة وراثة عباس بدأت.. ستشمل صراعات مسلحة