نشرت صحيفة "إيزفستيا" الروسية تقريرا تحدثت فيه عن إعلان المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط ودول أفريقيا، ميخائيل بوغدانوف، أن اجتماعا بين رئيس وزراء حكومة الوفاق الوطني فايز السراج، وقائد الجيش الوطني الليبي خليفة حفتر قد يُعقد في المستقبل القريب.
وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إنه من المهم للغاية مواصلة ثلاثة مسارات للتسوية الليبية بالتوازي وهي وقف إطلاق النار والحوار السياسي وحل القضايا الاقتصادية.
وأضافت الصحيفة أن أنقرة أكّدت التزامها بوقف إطلاق النار وبداية العملية السياسية، ذلك ما أعرب عنه وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو. بينما صرّح وزير الخارجية الإيطالي لويجي دي مايو، أنه سيقع مناقشة القضية الليبية في 18 شباط/فبراير في روما خلال لقائه مع نظيره الروسي سيرغي لافروف.
على صعيد آخر، وعلى هامش مؤتمر ميونيخ الأمني الذي انعقد في شباط/ فبراير، عُقد اجتماع لممثلي وزارة الخارجية للدول المعنية بالتسوية الليبية، وقد مثّل موسكو في هذا الحدث ميخائيل بوغدانوف.
وعلى الرغم من غياب ممثلين عن القوى الليبية المتحاربة في المحادثات والذين يمكن أن يغيبوا أيضا عن مؤتمر برلين المتوقع عقده يوم 19 من الشهر الجاري، غير أن الاجتماع تطرق إلى بعض الجوانب المهمة في الأزمة الليبية.
وأضاف بوغدانوف: "من المهم تعزيز الجهود في العمل مع الأطراف الليبية، أولا وقبل كل شيء من أجل تشجيعهم على تقارب مواقفهم والوصول إلى حلول توافقية على أساس الاتفاق الوطني الليبي بمشاركة جميع المنظمات الاجتماعية والسياسية الإقليمية والقبلية، لذلك سنواصل العمل في هذا الاتجاه". وفي الوقت ذاته، أشار إلى أن العمل جار على إنشاء آلية دعم دائمة.
ونقلت الصحيفة عن بوغدانوف أن "الأمر الأكثر أهمية هو التنسيق مع الليبيين أنفسهم وبطبيعة الحال التصرف وفقا للمناهج التي ينص عليها المجتمع الدولي. كما ينبغي وقف الأعمال العدائية فضلا عن حل القضايا الإقتصادية، علما أن موسكو تعتبر كل هذه المسارات مترابطة، لذلك من المهم للغاية المضي قدما في هذه القضايا. بالإضافة إلى ذلك، من الضروري فهم جميع الأطراف في ليبيا والتعرف على ليبيا الجديدة التي ينبغي لليبيين أنفسهم بناؤها بمساعدة المجتمع الدولي".
وذكرت الصحيفة أن موسكو لم تفقد الأمل في إمكانية عقد اجتماع مبكر بين زعيمي الأحزاب المتحاربة بقيادة خليفة حفتر وفايز السراج.
وفي هذا الصدد، ذكر وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو أن أنقرة أكدت التزامها بوقف إطلاق النار وبداية العملية السياسية، وكذلك احترام قرار مجلس الأمن عدد 2510.
وأضاف أوغلو: "فيما يتعلق بإمكانية عقد لقاء شخصي بين حفتر والسراج، فهما لا يريدان حتى الجلوس معا على الطاولة، لكننا سننظر في الأمر".
في الوقت نفسه، ومثلما أشار أحد المصادر في الدوائر الدبلوماسية الروسية، فإن روما تتخذ في الوقت الراهن موقفا أكثر نشاطا في حل النزاع الليبي، لا سيما بالنظر إلى حقيقة أن الليبيين يفرون من بلدهم الذي تمزقه الحرب إلى إيطاليا على وجه التحديد.
وفي السنوات الأولى من الصراع، دعمت روما الحكومة في طرابلس، ولكن في الآونة الأخيرة لم تُخف محاولات الاقتراب من طبرق، لا فقط بسبب محاولة السيطرة على تدفقات الهجرة غير الشرعية، بل بسبب عمل الوكالة الوطنية للمحروقات على تطوير حقول النفط في ليبيا وخط أنابيب الدفق الأخضر الرابط بين صقلية وليبيا.
وأشارت الصحيفة إلى أن النزاع في ليبيا مستمر منذ سنة 2011، الأمر الذي نتج عنه تقسيم البلاد إلى معسكرين متحاربين.
في الشرق، يحكم برلمان منتخَب من قبل الشعب، بالتعاون مع الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر. أما في غرب ليبيا فتحكم حكومة الوفاق الوطني، بقيادة رئيس الوزراء فايز السراج، بدعم من الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي.
وتجدر الإشارة إلى أنه منذ نيسان/أبريل 2019، واصل الجيش الوطني الليبي هجومه على طرابلس، ما مكنه من الاستيلاء على ميناء سرت النفطي ذي الأهمية الاستراتيجية وأكبر حقول النفط في البلاد.
في الأثناء، تدعم كل من مصر والسعودية وفرنسا والسودان خليفة حفتر، أما إيطاليا وتركيا وتونس وقطر فتدعَم حكومة الوفاق الوطني بقيادة السراج، بينما تتخذ ألمانيا والولايات المتحدة موقفًا محايدا.
وفي الختام نوهت الصحيفة بأن الجولة القادمة من المحادثات حول التسوية الليبية على مستوى وزراء الخارجية ستُعقد في آذار/مارس في برلين، ذلك ما أعلن عنه وزير الخارجية الألماني هايكو ماس.
اقرأ أيضا: في ذكراها التاسعة.. ما زال الليبيون يحلمون بنجاح ثورتهم
للاطلاع على النص الأصلي (هنا)
موقع إيطالي: ماذا يعني غزو طرابلس لبعض القوى العالمية؟
"نيويورك ريفيو أوف بوكس" تحاور المقاتلين السوريين في ليبيا
إندبندنت: كيف أصبح حفتر عقبة أمام السلام في ليبيا؟