علق سياسيون مصريون على وفاة الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك، وأثره على المشهد السياسي في مصر.
وأكدوا لـ"عربي21"، أن وفاة مبارك لن تغير من المشهد السياسي في مصر شيئا، واعتبرها بعضهم مكسبا لنظام السيسي، ونهاية لطموح نجليه علاء وجمال، وذهب آخرون إلى أن الشعب هو من سيتأثر لثورته على مبارك دون وجود البديل.
"السيسي سد كل الطرق"
وفي رؤيته قال السياسي والأكاديمي المصري الدكتور سمير الوسيمي: "لا أتصور أن وفاة مبارك سوف تغير من المشهد السياسي في مصر أي شيء، فهو لم يكن جزءا فاعلا فيه أساسا من بعد الانقلاب تحديدا".
المستشار السابق لوزير الاستثمار المصري، أضاف بحديثه لـ"عربي21"، أن "بناء السيسي منظومته التي تتعارض مع منظومة مبارك في بعض التكوينات الداخلية وإن بدت فهي من نفس رحم المدرسة العسكرية الاستبدادية".
وأكد الوسيمي، أن "الحالة في مصر تتسم بالأحادية في إدارة شؤون الدولة بعد أن قام السيسي بسد كل طرق العمل الوطني على الجميع، ليبقى هو وحيدا دون منازع عبر استخدامه آلة التخويف والتخوين والإساءة والقهر، حتى القتل خارج إطار القانون أو حتى باسم القانون المسيس".
اقرأ أيضا: هكذا تفاعل النشطاء في مصر مع وفاة حسني مبارك
"على درب مبارك"
وفي إجابته قال رئيس حزب الوفاق القومي الناصري محمد محمود رفعت لـ"عربي21": "أعتقد أن الدولة التي وضع حجر أساسها أنور السادات، مازالت مستمرة حتى اليوم، ولن يغير أمر موت مبارك من الأمر شيئا".
"تأثر الشعب.. لا النظام"
البرلماني المصري السابق محيي عيسى، قال لـ"عربي21": "لا أتوقع أن تعير شيئا وفاة مبارك في المشهد"، مؤكدا أن "النظام أوضاعه مستقرة، وقد تمكن من مفاصل الدولة".
القيادي السابق بجماعة الإخوان المسلمين، أكد أن "وفاة مبارك، فقط قد تؤثر في الشعب لأنه أدرك الآن أن أيامه كانت أفضل، أو ربما قد ظلمه عندما خرج لخلعه دون وجود بديل أفضل فكانت النتائج كارثية".
وحول تأثر طموح نجلي مبارك علاء وجمال بوفاة والدهما، يعتقد عيسى، أنهما "قد لا يفكران الآن في ذلك؛ لكن ربما ينتظران ما بعد رحيل النظام"، مشيرا إلى أن "إقامة جنازة عسكرية لمبارك دليل على أن الجيش هو من يحكم".
"لن تؤثر على السيسي"
من جانبه، لا يعتقد السياسي والبرلماني المصري السابق مؤمن زعرور، أن تؤثر وفاة مبارك كثيرا في المشهد السياسي المصري، أو في وجود السيسي على أرض الواقع.
عضو مجلس الشعب السابق عن حزب "الحرية والعدالة"، أرجع رؤيته بحديثه لـ"عربي21"، إلى أن "مبارك كان حيا ميتا طوال الفترة الماضية، فلا أحد يسمع صوته ولا يعلق هو ولا يتكلم".
وقلل زعرور، من دور الدولة العميقة بعد وفاة مبارك، موضحا أنها "موجودة في وجود مبارك أو عدم وجوده، وما يحكمها فقط هو مصالحها الشخصية وليست المصلحة العامة".
"لن تعيد طموح جمال"
وحول خسارة أو مكسب نظام السيسي من وفاة مبارك، يرى السياسي المصري عمرو عبدالهادي، أن "وفاة المخلوع مبارك، لا تغير في أمر نظام السيسي شيئا، لأن من أتى بالأخير هي دولة مبارك، حتى لو نكل بها السيسي".
اقرأ أيضا: الإعلان رسميا عن وفاة الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك
عضو جبهة الضمير، أكد لـ"عربي21"، أن دولة مبارك "تواءمت مع نظام السيسي، واعتادت عليه، بل ويظل هو الأقرب إليهم نظرا للجرائم التي ارتكبوها منذ 30 حزيران/ يونية 2013".
وبشأن طموحات جمال مبارك المحتملة وتأثيرها على نظام السيسي، ودور الدولة العميقة في تنفيذها، قال عبدالهادي، إن "الدولة العميقة تدار من قبل جمال مبارك فلو كان لهم أمل يظل موجودا، ولكن دولة مبارك إلتحمت مع السيسي، رغم استيائها منه".
وأشار إلى أن النظام قام بتحجيم ذلك الطموح، "منذ حبس جمال وعلاء 24 ساعة، وصدور حكم حبس ضدهما، ولذلك ظل مبارك اسما فقط لا فعل له منذ آخر 10 سنوات في حكمه إلى الآن".
هكذا تفاعل النشطاء في مصر مع وفاة حسني مبارك
هل تطبق دعوة السيسي بإنشاء قوة أفريقية؟
ماذا وراء إنشاء صحفي مقرب من السيسي "حركة 3 يوليو"؟