أجرت "عربي21"، السبت، حوارا مع الأكاديمي والخبير بالشأن الأفغاني، مصباح الله عبد الباقي، بالتزامن مع توجه ممثلين عن حركة طالبان والإدارة الأمريكية إلى العاصمة القطرية الدوحة، لتوقيع اتفاق سلام "تاريخي"، ينهي حربا استمرت نحو عقدين، وتعد الأطول في تاريخ الولايات المتحدة.
وأعرب "عبد الباقي" عن اعتقاده بأن حركة طالبان ستذوب تدريجيا بعد الاتفاق، في حال خرجت القوات الأجنبية من البلاد بالفعل، موضحا أن ذريعة تماسك أجنحتها، والمتمثلة بالاتفاق على قتال "الاحتلال"، ستزول، ما يعني أن كثيرا من عناصرها سينفصلون أو سيتوجهون لتشكيل مجموعات أخرى.
وأضاف أن ما يعزز ذلك أيضا غياب أجندة واضحة وجامعة لدى الحركة لمرحلة ما بعد الاتفاق، فضلا عن غياب زعامة قوية، أو رصيد من الكوادر المتعلمة، كتلك التي تخرجت من المدارس الدينية في باكستان، خلال مرحلة تأسيس الحركة مطلع التسعينيات.
وعن إمكانية تسرب عناصر من الحركة إلى "تنظيم الدولة"، أوضح الخبير الأفغاني أن "تجربة التنظيم فشلت في البلاد، رغم تلقيه دعما من أطراف خارجية ما تزال غير معروفة"، مضيفا أن المبرر الديني لحمل السلاح والقتال سينتهي بخروج القوات الأجنبية، ما سيضعف فرص تشكل تنظيمات كبيرة تواصل شن الهجمات والسيطرة على مساحات من البلاد بقوة السلاح.
اقرأ أيضا: "نيويورك تايمز" تثير جدلا بنشرها مقالا لقيادي في "طالبان"
تعهد بالتزام اللعبة الديمقراطية
وأضاف "عبد الباقي" أن واشنطن تعهدت "بأن لا تترك الوضع في أفغانستان كما تركه السوفييت قبل أكثر من ثلاثة عقود، فيما تعهدت طالبان بالبدء بحوار مع الحكومة في كابول، وبعدم السعي للاستئثار بالسلطة وبالتزام اللعبة الديمقراطية".
وتابع أن ذلك يعني ضمنا إنهاء "الإمارة الإسلامية"، وهو ما سيصبح فعليا ومعلنا بشكل تدريجي، ويعزز القول بأن الحركة ستضعف قوتها، وربما تذوب تماما على المدى المتوسط".
لكن الأكاديمي الأفغاني أكد في المقابل أن طالبان إنما هي "حالة يمكن أن تتشكل مجددا لدى تعرض البلاد لتدخل أجنبي".
هل ستخرج القوات الأمريكية بالفعل؟
أكد الأكاديمي الأفغاني في حديثه لـ"عربي21" أن صيغة الاتفاق التي قبلت بها طالبان تتضمن خروجا كاملا للقوات الأجنبية، إلا أن واشنطن في المقابل لن تتخلى عن مكاسبها الاستراتيجية في بقعة تشكل منطلقا للنفوذ في عموم المنطقة، وساحة لاختبار الأسلحة بجميع أنواعها.
وشدد "عبد الباقي" على أن أفغانستان تشكل "كنزا استراتيجيا" للولايات المتحدة، لكن طالبان لا يمكنها تبرير التوقيع على الاتفاق أمام قواعدها في حال لم يتضمن خروجا كاملا للقوات الأمريكية، ما قد يدفع الجانبين إلى إضافة بنود غير معلنة، أو أن تلجأ واشنطن إلى تأسيس قاعدة كبيرة على أراض دبلوماسية بكابول، يمكنها أن تستقبل بين 20 و25 ألف عنصر.
وتابع أن الجانبين لديهما قرار نهائي بعدم السماح للحرب بالاستمرار، فهي تستنزف الجانب الأمريكي، فيما تعتبر طالبان أن استمرارها يعمق الشرخ بين الأفغان، ويمنح واشنطن ذريعة للتدخل في كل شيء، مضيفا: "الأمريكان موجودون في أغلب الدول حول العالم، لكنهم لا يتدخلون بشكل سافر في شؤونها كما هو الحال في أفغانستان".
ماذا تريد تركيا من الناتو.. هل يتدخل لصالحها في سوريا؟
محامي أمريكي يرفع دعوى قضائية ضد جرائم حفتر في ليبيا
توتر بالبلقان تشعله مخلفات من حرب البوسنة.. وبصمات روسية