عبر عدد من العاملين المصريين بدول الخليج عن مخاوفهم من التعرض لأضرار كبيرة، وإنهاء تعاقدهم بالدول التي أوقفت رحلاتها إلى مصر وفقدانهم وظائفهم بهذه الدول، في ظل عدم تحرك من السلطات المصرية لحمايتهم.
وطالب خبراء
في تصريحات لـ"عربي21" الحكومة المصرية بضرورة التحرك والحفاظ على
مصالح أبنائها في ظل هذه الأزمة؛ وهو
الدور الطبيعي لأى حكومة في العالم حسب قولهم؛ محملين هذه الحكومة جزءا من مسؤولية
ما يجري بسبب عدم الشفافية والتخبط، خاصة بعد ظهور عدد من الحالات الحاملة للفيروس.
وأعلنت الهيئة
العامة للطيران المدني في سلطنة عُمان، السبت، تعليق الرحلات غير المنتظمة بين
السلطنة ومصر، مشترطة من الوافدين المقيمين بالبلاد إبراز شهادة فحص فيروس كورونا
قبل الدخول لعُمان.
وكان مجلس
الوزراء الكويتي قد قرر وقف حركة الطيران مع 7 دول لمدة أسبوع منها مصر.
وقررت قطر منع
دخول جنسيات مختلفة من ضمنها مصر، لوضع حد من انتشار فيروس كورونا الجديد.
وجاءت هذه
القرارت على خلفية انتشار عدة حالات بمصر مصابة بفيروس كورونا، كانت على متن باخرة
نيلية بين الأقصر وأسوان؛ فضلا عن حالات لأجانب ظهرت عليهم الإصابة بالفيروس بعد
مغادرتهم لمصر بأيام قليلة .
وتأتي هذه
التطورات في ظل غضب من جانب قطاع كبير من المصريين، بسبب طرق التعامل مع الفيروس من
جانب وزارة الصحة والحكومة بشكل عام، واتهامهم للوزارة بعدم الشفافية وتضليل الشعب
بعدم الكشف عن حقيقة الأعداد المصابة بالفيروس.
وتضرر العديد
من المصريين جراء هذه الإجراءات الأخيرة من جانب دول الخليج التي قررت منع رحلات
الطيران من وإلى مصر، فهناك من هو مهدد بفقدان عمله أو الابتعاد عن أسرته أو
خسارته لفرصة عمل، كاد أن يلتحق بها في أحد تلك البلاد.
وعبر متضررون
عن غضبهم ومخاوفهم جراء هذه القرارت، وهو ما أكده رضا .أ. الذي يعمل بأحد المصالح
الحكومية الكويتية منذ فترة وعاد إلى مصر
لقضاء إجازته، وعندما ذهب لإعداد أوراقه للسفر، تم إبلاغه بمنع الدخول إلى الكويت.
وطالب رضا في
حديثه لـ"عربي21" السلطات المصرية بالتدخل للحفاظ على عقده في الكويت، وضرورة
التواصل وحث السلطات هناك على تفهم هذه الظروف، مبديا تخوفه من عدم تحرك السلطات
في مصر بالشكل الكافي، لحفظ حقوقه وباقي المتضررين قبل رفع الحظر عن الرحلات بين البلدين.
أما ياسر الذي
يعمل بإحدى الشركات بالكويت، فقد أعرب عن أسفه لهذه الإجراءات و القرارات المفاجئة،
وعبر عن قلقه من تأخر سفره في ظل عدم وضوح
الرؤية بالنسبة لهذا الفيروس.
وقال ياسر لـ"عربي21"
إنه يعول أسرة كبيرة ويمثل عمله بالكويت مصدر رزق له ولأسرته، لافتا إلى أنه في
حال حدوث أي تعطل أكثر من اللازم واستمرار فترة عدم السفر؛ فإن ذلك سيسبب له مشاكل
كبيرة وخللا في التزاماته تجاه أسرته وأبنائه الملتحقين بمراحل التعليم المختلفة، مطالبا
السلطات في مصر التدخل لحل هذه الأزمة.
ونشر أحد
المواقع المصرية تصريحات لسيدة تدعى سهام وتعيش مع زوجها في قطر مع أطفالها
الخمسة، وحين أكمل طفلها الأصغر أربعة أشهر قررت زيارة مصر قبل أسبوع لعمل جواز
سفر للرضيع، وقبل ميعاد طائرة العودة بيوم هاتفها زوجها بصدور القرار.
ونقل الموقع
عنها قائلة: "كانت صدمة بالنسبة لي لأني تركت باقي الأولاد مع والدهم هناك، لأني
لم أكن سأغيب كثيرا".
وتفاعلت صفحة
العاملين المصريين بقطر مع القرارت الأخيرة ما بين الغضب والتخوف، وما بين
المبادرة لمساعدة الأسر المصرية داخل قطر، التي لم تتمكن عائلتها من مغادرة مصر
بسبب القرار الأخير.
وكتبت رضوى
.م. على صفحة الجالية المصرية بقطر قائلة: "يا جماعه اللي في مصر ومش عارف
يرجع قطر وبيدور على حل أو بلد نروح فيها فترة يجمع هنا ويكتب هو منين في مصر
علشان نعرف نتجمع فين ولو ممكن مروح مع بعض سفارة قطر او نفكر مع بعض في أي حلول".
أما ليالي، فكتبت
تقول معبرة عن فرحتها ببعض الإجراءات: "الحمد لله، نزلت رسمي في الجريدة دخول
المقيمين من الدول الموبوءة حال مكوثهم 14 يوما خارج البلاد، اللهم افرجها علينا
جميعا يارب".
اقرأ أيضا: تسجيل أول وفاة بـ"كورونا" في مصر
وفي تعليقه على
هذا الأمر، قال أستاذ الاقتصاد بأكاديمية السادات، عبد المطلب عبد الحميد، إنه يجب
على الحكومة المصرية "التحرك لحماية أبنائها ومصالحهم في ظل مثل هذه الظروف، خاصة
أن أعدادا كبيرة من العمالة المصرية توجد في الخليج، وأن الحصول على فرصة عمل لكثير
منهم يمثل أملا وأمنية نظرا للظروف الاقتصادية التي تمر بها مصر، وعليه يجب أن
يكون هناك تحركات جادة لحماية هذه العمالة وحقوقها في أي دولة، قررت وقف رحلات
الطيران مع مصر".
وطالب في
تصريحات لـ"عربي21" المتضررين، باللجوء إلى وزارة الخارجية وتقديم الشكاوى
الخاصة بهذه الأوضاع، وكذلك مخاطبة وزارة الهجرة للتحرك للحفاظ على مستحقاتهم وعدم
تعرضهم للفصل من أعمالهم، وهذا دور هذه الوزارات خاصة أن هناك عذرا قهريا يعاني منه
العالم أجمع".
وحول إمكانية
التضرر من هذه القرارات، أكد أستاذ الاقتصاد أن التضرر سيكون كبيرا بالنسبة للأفراد، خاصة أنه لم تتضح الصورة بشأن التعامل معهم في حال تأخرهم عن أعمالهم، مشيرا إلى
تضرر الدولة أيضا.
أما مدير مركز
دراسات "تكامل مصر" مصطفى خضري، فلا يتوقع أن تتحرك الحكومة المصرية
لصالح المتضررين من قرارات دول الخليج، وقال إن النظام "سيتركهم فريسة
الإجراءات والتأجيل والتأخير وخلافه من إجراءات، دون اتخاذ إجراءات تطمئن ضحايا هذه
القرارات"، مؤكدا عجز الحكومة المصرية عن أي إجراء من قبيل المعاملة بالمثل، أو التواصل
مع حكومات هذه الدول للحفاظ على مستحقات المتضررين.
وأرجع الخضري
قرارات منع الرحلات من جانب هذه الدول إلى عدم شفافية الحكومة المصرية، رغم أن بعض
الدول اتخذت قرارات مماثلة، لكن في الحالة المصرية هناك تشكك وريبة وعدم تصديق
لبيانات وزارة الصحة، مشيرا في تصريحات لـ"عربي21" إلى أن النظام المصري، "يعيش في ثوب الشمولية الناصرية، ويتوهم أنه يستطيع إخفاء معلومات مهمة مثل
انتشار الفيروس في مصر، ولذلك غالبا ما سنجد اسم مصر في أي حظر للسفر تصدره أي
دولة".
حماس تنفي لـ"عربي21" نقل مصر تحذيرا إسرائيليا بالاغتيالات
هل ينجح قرار "الموسيقيين" بمنع مطربي المهرجانات بمصر؟
بعد تصديره لمصر.. كم هي مداخيل الاحتلال من الغاز الطبيعي؟