في خطوة هي الأولى من نوعها على مستوى
الصومال، أطلقت مجموعة من الشباب مبادرة لدعم الراغبين في الزواج وتقديم المشورة
لهم، من أجل حماية تماسك الأسر في البلاد.
وتأتي مبادرة "منازل آمنة"،
في ظل العزوف عن الزواج، لارتفاع تكاليفه بما يثقل كاهل الشباب الصومالي، نظرا
للبطالة المتفشية في البلاد.
وقالت مسؤولة
الصندوق المالي للمبادرة، إذل عبد الرحمن، إن "الفكرة جاءت بعد ازدياد حالات
التأخر في الزواج بين الشباب، نتيجة الظروف الاقتصادية، إلى جانب ارتفاع
التكاليف".
وأضافت عبد الرحمن، أن "المبادرة
شبابية بامتياز، لتذليل معاناتهم الاقتصادية التي تحول دون تأسيس حياة
زوجية".
وتستقطب المبادرة عشرات الشباب الذين
كبلتهم الظروف الاقتصادية في البلاد، لتحقيق أمنياتهم في حياة زوجية سعيدة.
"التقاليد.. حجر عثرة أمام إكمال
المبادرة"
وتعد أموال التبرعات والصدقات التي
تُجمع من شركات تجارية وهيئات خيرية، الداعم الأساسي للمبادرة، ما يعقّد فرصة
الاستفادة منها أمام بعض الشباب "خوفا من التقاليد الاجتماعية السائدة"،
لاعتماد زواجهم عليها، وهو ما ترفضه فئات من المجتمع الصومالي.
وفي هذا الصدد، يقول الشاب عبد الفتاح
حسين، للأناضول، إن المبادرة "فرصة يجب اغتنامها، لكن الأمر مرهون بموافقة
شريكة حياتك".
ويردف قائلا إن "إقناع الفتاة
بهذا الأمر مهمة شبه مستحيلة، خاصة في ظل تنافس الفتيات على إقامة حفل زواج فاخر
يكلف آلاف الدولارات".
ويفضل حسين (30 عاما) أن "يبقى
الدعم سرا للراغبين في الزواج، وأن تقتصر على الرجل بعيدا عن أسرة الفتاة، التي
تنظر إلى المبادرة على أنها مهينة لابنتها".
وفي التقاليد، تلعب الأسرة الصومالية،
دورا في اختيار زوج ابنتها وتحديد المهور إلى جانب إدارة تكاليف الزواج مما يشكل
عبئا على الرجل، وقد يتسبب أحيانا في فشل العلاقة بين الطرفين.
أعراس خاضعة لرحمة التقاليد
أستاذة علم الاجتماع فاطمة أبوبكر،
تقول للأناضول، إنه "رغم انفتاح المجتمع الصومالي في جوانب عديدة، إلا أن بعض
أمور الحياة الاجتماعية كالعرس لا تزال خاضعة لرحمة التقاليد، وثقافة الأجداد التي
تنعكس أحيانا على هوية المجتمع، ولا يمكن تركها بسهولة".
وحول تحفظ بعض الشباب على هذه
المبادرة، أكدت أبوبكر أنها "ستحل مشكلة تأخر الزواج في صفوف الشباب ولو
جزئيا، لكن عامل الثقافة التقليدية سيحدد الشريحة التي ستستفيد منها، نظرا لحداثة
الأمر في أوساط المجتمع الصومالي، وتمسك الأسر بتقاليدها الاجتماعية
القديمة".
دعم ذوي الاحتياجات الخاصة
وتهتم مبادرة "منازل آمنة"،
في المقام الأول بذوي الاحتياجات الخاصة لكلا الجنسين، من أجل إثبات دور هذه
الشريحة داخل المجتمع الصومالي، وحقهم في تكوين أسر كغيرهم من الشباب.
ويقول الشيخ عبد الحي آدم، أحد
المشرفين على المبادرة للأناضول إن "الأشخاص ذوي الإعاقات سيكونون في مقدمة
المستفيدين منها، حيث تهدف إلى دعم الشباب الراغبين في بناء أسر كريمة في ظل
الأوضاع الاقتصادية بالبلاد".
وأضاف آدم أن "ذوي الاحتياجات
الخاصة يواجهون شتى أنواع التهميش داخل المجتمع الصومالي، وكأن الإعاقة تُجرّدهم
من حقوقهم في العيش وبناء حياة زوجية".
اقرأ أيضا: إندونيسيون يتخلون عن "المواعدة".. ورواج للزواج التقليدي
وتابع: "أصحاب الاحتياجات الخاصة
يواجهون التمييز، حتى داخل أسرهم ما يحتم علينا تصحيح هذه المفاهيم الخاطئة من
خلال هذه المبادرة".
ووسط حضور كبير من المسؤولين
الحكوميين، نظم شباب مبادرة "منازل آمنة" أول حفل زواج جماعي على مستوى
البلاد لـ 10 مكفوفين (لكل عريس زوجة مبصرة أو العكس) في إحدى فنادق العاصمة
مقديشو.
محمد وردي صراط، كفيف دخل الحياة
الزوجية من خلال هذه المبادرة يقول للأناضول إنه "سعيد جدا لتمكنه من تكوين
أسرته بعد سنوات من الحب مع شريكة حياته وهي سليمة (مبصرة)".
وأضاف أن هذه المبادرة "أعادت
لذوي الاحتياجات الخاصة جزءا من حقوقهم".
وأشار صراط إلى أنه "يأمل في أن
تنتقل هذه الفكرة إلى الشباب والشابات، لاسترداد حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة في
المجتمع الصومالي".
ويخضع الراغبون في الاستفادة من هذه
المبادرة لشروط عدة منها أن "يكون الزواج الأول للرجل، شابا، ومرتبطا بشريكة
حياة، وعلاقتهما معروفة لذوي الزوجين وأن تكون معلوماته صحيحة".
وبحسب القائمين على مبادرة "منازل
آمنة" فإنها ستوفر للزوجين فرصة عمل لتدبير حياتهم المعيشية في السنوات
الأولى من زواجهم.
إندونيسيون يتخلون عن "المواعدة".. ورواج للزواج التقليدي
الشرطة الأمريكية تحقق أمنية عجوز وتعتقلها بتهمة "التعري" (شاهد)
أصالة تجري عملية تجميل جديدة.. هكذا ظهرت مع طبيبها (شاهد)