نشرت مجلة "لامينتي إي ميرافيليوزا" الإيطالية تقريرا سلطت فيه الضوء على التداعيات النفسية في المستقبل لفيروس كورونا.
وقالت المجلة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إنه يجب إدراك العواقب النفسية التي تنجر عن العزلة الاجتماعية، والمخاوف اللاعقلانية، وحالة الشك والريبة التي تقوض الصحة العقلية.
ويجب اتخاذ تدابير وقائية نفسية خاصة بالنسبة للأشخاص الذين يعانون مسبقا من اضطرابات القلق والاكتئاب.
وقد نشرت المجلة الطبية "ذا لانسيت" قبل بضعة أيام دراسة حول التأثير النفسي لفيروس كورونا، من خلال تحليل مواقف أزمات صحيّة مماثلة من بينها بقاء مناطق مختلفة من الصين في الحجر الصحي لمدة 10 أيام إثر تفشّي وباء السارس سنة 2003.
وقد خدمت هذه الفترة علماء النفس لتحليل تأثير هذا النوع من الأوبئة. وبفضل البيانات التي جمّعها الخبراء ومقارنتها بالوضع الحالي، تمكّنوا من تحديد العواقب النفسية لفيروس كورونا.
1. العزل لمدّة عشرة أيام يسبّب الضغط النفسي
أوردت المجلة أن الحكومات طبقت العديد من التدابير للحد من استمرار تفشي فيروس كورونا ومكافحته، ومن بينها الحجر الصحي لمدة 15 يومًا. ومع تعميق البحث في كلية الملك في لندن، توصلت كل من الدكتورة سامانثا بروكس وريبيكا ويبستر إلى استنتاج مفاده أنه بعد 10 أيام من العزلة، يبدأ العقل في الانهيار.
اقرأ أيضا : مشاهد مرعبة لتوابيت بمستشفيات إيطالية تكافح كورونا (شاهد)
وبداية من اليوم 11، يتفاقم الإحساس بالتوتر والعصبية والقلق. وإذا تجاوزت مدّة العزل 15 يومًا، تصبح الآثار أكثر خطورة ويصعب السيطرة عليها.
2. الخوف غير المنطقي من العدوى
ذكرت المجلة أن الخوف من العدوى يعدّ من أبرز التداعيات النفسية لفيروس كورونا. فكلما توسّعت بؤرة انتشاره، اجتاحت العقل البشري مخاوف غير منطقية لا أساس لها.
في هذه الحالة، لا يعود للاستماع للمصادر الموثوقة ولا لإجراءات السلامة أي أهمية. ويمكن لهذه المخاوف أن تولد الوساوس، ويصبح المرء متشككا بشأن إمكانية أن يكون الطعام الذي يتناوله ناقلا للعدوى، أو أن تكون الحيوانات الأليفة ناقلة للعدوى.
3. الشعور بالملل والإحباط
نوهت المجلة بأنه في ظلّ تقليل التواصل الاجتماعي إلى أقصى حدود في هذه الفترة، حيث يخيّم الصمت على الشوارع ويمكث الجميع في منازلهم، يطغى الملل على الجو رغم توفّر العديد من وسائل الترفيه.
بمرور الأيام، تزداد الشكوك والريبة ويتولد الشعور بالإحباط. ومع عدم القدرة على الحفاظ على استقرار نمط الحياة وتقييد حرية الحركة، تنتاب الإنسان مشاعر أكثر تعقيدا.
4. الشعور بنقص الضروريات الأساسية
أشارت المجلة إلى أن النبضات العصبية في العقل البشري تدفع الإنسان إلى ممارسة الشراء العصبي الذي يكون ناتجا عن الإحساس بنقص الضرورات الأساسية.
ووفقا لنظرية الدافعية الإنسانية، صنف عالم النفس الأمريكي أبراهام ماسلو مسألة تخزين الطعام والضروريات الأساسية في أوّل هرم الدوافع والاحتياجات، مؤكدا أن الطعام يضمن رفاهية الإنسان. لذلك، يقود العقل صاحبه إلى المسارعة إلى تخزين المواد الضرورية اعتقادا منه بأن السلع يمكن أن تنفذ.
5. فقدان الثقة
من بين العواقب النفسية الأخرى لفيروس كورونا، فقدان الثقة في مصادر المعلومات الرسمية مثل مراكز الرعاية الصحية والمؤسسات السياسية والعلمية لأنّه في أوقات الأزمات، يتوقّف نشاط العقل البشري ويفقد الثقة في كل شيء.
وأوضحت المجلة أن أسباب انعدام الثقة في كل شيء تعود إلى نشر بيانات متناقضة وغياب التنسيق بين مختلف أعضاء الحكومة والصحة والسلطات القضائية الأخرى.
وقع هذا الأمر سابقا في أزمة السارس سنة 2003 وتكرّر الآن مع أزمة الكورونا، حيث كانت استجابة السلطات قائمة على أساس تقدم الحالة وما يحدث يوميا.
وفي ظل هذا الوضع يمكن أن يصبح عدم ثقة الشعب العدو الأسوأ، حيث تنتشر نظريات جنون الارتياب والتآمر، وبذلك يتم الابتعاد عن حل المشكلة.
6. اضطرابات نفسية معقدة
قالت المجلة إن الأشخاص الأكثر حساسية لهذا الوضع هم الذين يعانون من الاكتئاب، والرهاب، والقلق العام، والوسواس القهري. وعلى ضوء ذلك، من المهم للغاية أن يشعروا بالدعم وأن لا يحسّوا بالوحدة هذه الأيام.
7. التفكير السلبي
أشارت المجلة إلى أن التفكير السلبي من العوامل التي تؤثر على الصحة العقلية، وتكمن الخطورة في أن يتطوّر ليصبح تفكيرا كارثيا، أي الميل إلى توقع الأسوأ مثل الهلوسة بفقدان الوظيفة وأن الأمور لن تعود لسابق عهدها، وأن المشفى هو النهاية وأن الاقتصاد سينهار وغيرها من السيناريوهات.
وفي الختام، دعت المجلة إلى تجنّب التفكير بسلبية لأن ذلك يزيد الأمور تعقيدا. ينبغي لنا الاعتناء بصحتنا الجسدية والنفسية على حد سواء. ففي أوقات الأزمات، لابد من التزام الهدوء والتضامن فيما بيننا لتجاوز المحنة بأخف الأضرار.
الهلع من "كورونا" قد يكون أخطر من الفيروس نفسه
NYT: فيروس كورونا يمثل مأزقا لمصر وهذا ما يعكسه
WP: مع تزايد حالات كورونا بمصر كيف تواجه الحكومة هذه الأزمة؟