أثار مقتل قادة
عسكريين في قوات اللواء الليبي، خليفة حفتر على يد قوات "الوفاق" بينهما
قائد برتبة لواء مزيد من التساؤلات عن مدى التغير الاستراتيجي العسكري في خطة الحكومة
لمواجهة العدوان على العاصمة، وتداعيات هذه الضربة الموجعة لحفتر على سير المعارك هناك.
وأعلنت عملية
"عاصفة السلام" التابعة للحكومة عن مقتل 10 قادة عسكريين تابعين لحفتر في
عملياتها الأخيرة من بينهم آمر غرفة العمليات بمدينة سرت اللواء سالم درياق ومساعده
العميد القذافي الفرجاني وثمانية آخرين، وهو ما يعتبر ضربة موجعة لقوات الجنرال الليبي.
"صمت"
ورغم أهمية هؤلاء
القتلى من قادة العمليات في قوات حفتر إلا أن الأخير التزم الصمت ولم يصدر عنه أية
بيانات أو اعتراف بمقل القادة، لكنه كلف العميد بقواته علي عمر المقرحي بمهام آمر غرفة عمليات سرت
الكبرى، وهو ما يعتبر اعترافا ضمنيا بمقتل درياق.
لكن مجلس مشايخ
وأعيان مدينة ترهونة قدموا نعيا لكل من درياق
ومساعده واصفين إياهما بالشهداء وأنهما قتلا عبر طائرة تركية مسيرة، مؤكدين استمرار
المعارك ضد حكومة الوفاق وداعميها ووقوفهم مع قوات حفتر "حتى تحقق أهدافها"،
وفق بيان.
وتكبدت قوات
حفتر خسائر كبيرة في اليومين الماضيين آخرها مقتل هؤلاء القادة بضربة واحدة.
ولكن ما
تأثير هذه الخسائر على قوات حفتر.
"ضربة استباقية"
الناطق السابق
باسم قوة حماية و تأمين سرت التابعة لحكومة الوفاق، طه حديد أكد أن "تنفيذ هذه
العملية الدقيقة يؤكد قوة استخبارات الجيش الليبي وقدرة تحديد مكان الغرفة مع التوقيت
المناسب للاستهداف حيث كان هؤلاء القادة في اجتماع للتخطيط للهجوم على "أبوقرين"
التابعة لمصراتة إداريا فكانت الضربة الاستباقية لهم".
وفي تصريحات
خاصة لـ"عربي21" أوضح أن "هذه الضربة تؤكد قدرة قوات الوفاق على الانتقال
من مرحلة الدفاع إلى الهجوم وإحداث فارق على الأرض"، مشيرا إلى أن العملية "شلت
حركة عمليات حفتر في سرت وجعلت أتباعه يتخبطون ويتهمون بعضهم البعض بالتسبب في هذا
الانهيار"، وفق معلوماته.
وتابع:
"هؤلاء القادة لا تجمعهم إلا المصلحة وهم مختلفون حتى في توجهاتهم فمنهم من يتبعون
"المداخلة" وبعضهم من "فلول القذافي" وبعضهم من "أبناء عمومة
حفتر"، وهناك صراع فيما بينهم الآن في من سيتولى القيادة؛ فهل ترضح قيادات الفرجان
"أبناء عمومة حفتر" للعمل تحت إمرة" أنصار القذافي" أم سيكون هناك
خلاف على من سيتزعم".
"بلبلة وتمرد عسكري"
من جانبه توقع
الحاكم العسكري في الشرق الليبي سابقا العقيد سعيد الفارسي أن هذه الضربة قد تسبب "بلبلة
في صفوف قوات حفتر كون القادة العسكريين الذين قتلوا ينتمون لقبيلة الفرجان، وكان الجنرال
العسكري يعتمد عليهم بقوة في إدارة المعارك في المنطقة الغربية، وهو ما سيكون له تأثير
على معاركه وحتى على داعميه داخليا وخارجيا".
ووصف الضابط
الليبي في تصريحاته لـ"عربي21" ما حدث بأنه "تغير عسكري استراتيجي لحكومة
الوفاق وتطور استخدامها لسلاح القوات الجوية وخاصة الطيران المسير الذي نفذ العملية
النوعية الأخيرة وهو طيران ليبي وليس تركي كما صرح الناطق باسم قوات الحكومة".
وأضاف:
"تدمير غرفة عمليات سرت الكبرى التابعة لحفتر هو دليل علي أن القوات التابعة للأخير
هي من أعطت الإحداثيات والتوقيت لسلاح الجو التابع للوفاق، وبعد هذا التغيير الاستراتيجي
للحكومة نخشى على الشقيقة مصر من التورط المباشر في الحرب لأنها ستكون لها مثل اليمن
في الستينات ويكون سقوطا لحكم العسكر في مصر"، حسب تصوره.
"رد فعل"
وقال رئيس اللجنة
الإعلامية بغرفة طوارئ مدينة مصراتة محمد الشامي إن "الهجوم واستهداف هؤلاء القادة
جاء تنفيذا لعملية "عاصفة السلام" التي أطلقتها الحكومة مؤخرا لإيقاف هجوم
حفتر وخرقه للهدنة الإنسانية، لذا قام سلاح الجو الليبي بعدة طلعات ومنها قصف غرفة
عمليات "الوشكة" وتدميرها بالكامل ما سبب مقتل كل قياداتها"، وفق معلوماته.
وفي تصريحات
لـ"عربي21" قال: "تسببت هذه العمليات من قبل طيران الوفاق في خلق حالة
ذعر لدى بعض المتطوعين الذي خرجوا من سرت و توجهوا إلى اجدابيا، كما تسببت باحتقان
شديد بين الأهالي في سرت وقد عبروا على رفضهم الانضمام لقوات حفتر، كما أنهم يرفضون
حتى عدم التبرع بالدم رغم كثرة الطلب عليه داخل سرت"، مؤكدا أن عملية
"عاصفة السلام" ستستمر "لحين نهاية حلم حفتر بالحكم بالقوة".
اقرأ أيضا: مقتل ضابط كبير بقوات حفتر ومساعده بقصف لحكومة "الوفاق"
دعم إماراتي جديد لـ"حفتر".. هل شجعه على فتح جبهات أخرى؟
الوفاق تطلق عملية عسكرية ضد حفتر.. ما النتائج المتوقعة؟
مظاهرات في شرق ليبيا ضد حفتر رغم القبضة الأمنية