قال بروفيسور إسرائيلي إن "إسرائيل صاحبة شعار (كل شيء على ما يرام) تصطدم بجدار الواقع على الأرض، حيث تقاتل فرقها الطبية في كورونا مع مستودعات فارغة خلفها، ويتلقى نصف أطفالها تعليما خاصا بطلاب العالم الثالث، ويهرب فيها الأكاديميون، وتتولى قيادتها السياسية سحق الديمقراطية، ورغم كل ذلك فما زالت تفترض أن كل شيء سيكون على ما يرام، لأن الإسرائيليين يعتبرون الارتجال أفضل من أي شيء آخر".
وأضاف دان بن ديفيد الخبير الاقتصادي بجامعة تل أبيب
بمقال نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت"، وترجمته "عربي21" أن
"إسرائيل باتت من العالم الثالث، توفر حياة كريمة لنصف أطفالها فقط، وغير قادرة
على التغلب على أوجه القصور التعليمية، وبنت المستشفيات، وأضافت أعداد الأسرة بمعدلات
مذهلة بعقودها الأولى، لكنها في العقود الماضية ضلت طريقها، وتراجع عدد الأسرة للفرد
الواحد، وانخفض إلى قاع العالم المتقدم".
الأمراض المعدية
وأشار بن دافيد، رئيس مؤسسة الأبحاث الاقتصادية والاجتماعية،
إلى أن "عدد الممرضين والممرضات العاملين في إسرائيل اليوم بات من أدنى المعدلات
في الغرب، وعند النظر للمستقبل فإن عدد خريجي التمريض للفرد فيها يقترب من قاع البلدان
المتقدمة، مع كل ما ينطوي عليه ذلك من ضرورة إعادة تأهيل النظام، لأنه عندما يفيض الاكتظاظ
في المستشفيات، والإعلان عن نقص في المعدات والطاقم الطبي، فإن لهذا عواقب".
وكشف النقاب أن "إسرائيل تشهد تضاعف عدد الوفيات
بسبب الأمراض المعدية، مقارنة بحجم السكان في العقدين الماضيين، حتى إن هذه القفزة
غير العادية في النطاق وضعت معدل الوفيات من الأمراض المعدية فيها، حتى قبل الوباء
الحالي؛ في طليعة البلدان المتقدمة، ورغم كل ذلك فإنها ترى النقش على الحائط مرارا
وتكرارا، وتواصل الزعم بأن كل شيء على ما يرام".
اقرأ أيضا: "الموساد" يواصل شراء معدات مكافحة "كورونا".. المصدر مجهول
وأوضح أن "إسرائيل تترك المسؤولين عن الفشل في الاستمرار
بأداء أدوارهم، يحدث هذا ليس فقط في الصحة، بل بكل المجالات، مع كل ما يعنيه على مستقبل
الدولة، ومن ذلك فإن معظم اليهود الحريديم يضطرون للتسرب من المدارس والجامعات،
بواقع 53 بالمئة من النساء و76 بالمئة من الرجال، لأن الإعداد التعليمي الذي تلقوه
بمدارسهم هو الأسوأ في الغرب".
وزاد قائلا إن "إسرائيل تسمح لليهود الحريديم بمعدل
ولادة 7.1 طفل في الأسرة الواحدة، مقارنة بمتوسط وطني يبلغ 3.1، ما سيعرض مستقبلنا
جميعا للخطر، عندما يكون نصف أطفال إسرائيل في غضون جيلين فقط غير قادرين على أن يصبحوا
أطباء ومهندسين ومعماريين وفيزيائيين، وجميع المهن الأخرى التي يجب على الدولة الحديثة
أن تفعلها".
سيادة القانون
وأضاف أن "92 بالمئة من إجمالي ضريبة الدخل المدفوعة
في إسرائيل تقع على عاتق 20 بالمئة فقط من اليهود، وهي زيادة مطردة وتدريجية من 83
بالمئة قبل عقد ونصف، كما أن إسرائيل دولة تقدم بيانات كاذبة عن تجنيد الحريديم في
الجيش، وبات من غير المناسب أن يضطر السياسيون لإلزامهم بما تتطلبه الدولة من بقية
اليهود، وباتت إسرائيل تختار قيادة تقود باستمرار لحل دولة واحدة مع الفلسطينيين، مع
أن إسرائيل لا يمكنها أن تظل دولة للشعب اليهودي".
وأوضح أن "إسرائيل دولة يتزاحم فيها وزير القضاء
مع رئيس الكنيست الذي انتهك أمر المحكمة العليا، ومع رئيس الوزراء، وهو زعيم الدولة،
الذي ينتقد سيادة القانون، بجانب عملية الشيطنة التي قام بها ويفعلها لجميع خصومه،
مع أنه يقود الحكومة وهو مدعى عليه في الرشوة والاحتيال وخيانة الثقة، ويحاول مع رفاقه
السيطرة على وسائل الإعلام".
وأشار إلى أن "إسرائيل التي قادها مؤسسوها الأوائل
لمدة نصف قرن إلى النهر الجليدي، لا أفاجأ إذا قرر أطفالها في المستقبل التخلي عنها
لأطول فترة ممكنة، لأنه في عام 2014، غادر أكاديميون إسرائيليون عادوا إليها، وفي عقد
واحد فقط، قفزت نسبة الأطباء الإسرائيليين في الخارج إلى عددهم في الدولة بنسبة 50
بالمئة".
وختم بالقول إن "كل ما تقدم يحصل وجماعة شعار (كل
شيء على ما يرام) في إسرائيل، سيسمحون لأجيال جديدة من القادة السياسيين بإشعال النار،
وتعريض مستقبل الوطن اليهودي للخطر (..)، وحان الوقت لإبعادهم عن شاشات التلفزيون،
والحكم المدمر للذات من أجل مستقبل إسرائيل"، وفق قوله.
ارتفاع وفيات وإصابات كورونا بإسرائيل.. و30 ألف فحص يومي
أكاديمية إسرائيلية: دولتنا مريضة جدا وقائمة على الأكاذيب
"يديعوت" تشكك بنجاح خطة نتنياهو الاقتصادية بزمن كورونا