قالت كاتبة إسرائيلية إن "إفساح إسرائيل المجال أمام قطر في تقديم الدعم المالي لقطاع غزة، لاسيما مع انتشار الكورونا في غزة، أظهر أن ىقطر تقدم طوق النجاة للقطاع، وتثبت موقعها السياسي منقذة وحيدة للفلسطينيين من بين الدول العربية، عقب إعلان الأمير تميم عن تقديم منحة مالية لقطاع غزة بقيمة 150 مليون دولار، جزء منها لمواجهة فيروس كورونا".
وأضافت كاسنيا سيفاتلوفا الخبيرة الإسرائيلية بالشؤون العربية في مقالها بصحيفة معاريف، ترجمتها "عربي21" أن "قطر دأبت على تقديم المنح المالية لقطاع غزة بصورة دورية منذ أكتوبر 2018، كجزء من التفاهمات الإنسانية مع حماس، ما يثير المزيد من التساؤلات في السلطة الفلسطينية وتل أبيب وعواصم عربية عديدة، لاسيما في منطقة الخليج".
وأشارت سيفاتلوفا، العضو السابق بلجنة الخارجية والأمن بالكنيست، أن "السياسة الإسرائيلية الرسمية تقضي بالتقارب مع الدول العربية المعتدلة، وعلى رأسها السعودية ومصر، مما يدفع لطرح سؤال حول دواعي إفساح المجال أمام قطر لإقامة العلاقات معها، وهي المرتبطة بعلاقات سيئة مع الرياض والقاهرة".
اقرأ أيضا: قطر تدعم غزة بـ150 مليون دولار لمواجهة "كورونا"
وأكدت أن "قطر منذ سنوات التسعينيات هي من أوائل الدول العربية التي أقامت ممثلية دبلوماسية في تل أبيب، وسمحت لها بإقامة ممثلية تجارية في الدوحة، ومع اندلاع الانتفاضة الثانية أواخر العام 2000، دخلت العلاقات الثنائية بين إسرائيل وقطر مرحلة من الجمود".
وأوضحت أنه "رغم معاودة العمل الإسرائيلي عبر ممثليتها التجارية في الدوحة أواسط سنوات 2000، وقيام وزيرة الخارجية السابقة تسيفي ليفني بزيارة قطر بصورة رسمية، لكن العلاقات لم تعد لسابق عهدها كما كانت في البداية، حيث دأبت وسائل الإعلام القطرية على معاداة إسرائيل، ولم تبادر قطر لتحسين العلاقة مع إسرائيل خشية التسبب بكسر الموقف العربي الرافض للتطبيع معها قبل التوصل لاتفاق سياسي مع الفلسطينيين".
وأضافت أنه "خلال حقبة الربيع العربي دعمت قطر بصورة علنية جماعة الإخوان المسلمين، وعملت على تقوية علاقاتها مع تركيا، ما زاد من تأزم علاقاتها مع إسرائيل، وفقدان الثقة بينهما، وفجأة جاءت فرصة استئناف علاقاتهما وتحسينها عشية تصاعد الأزمة الإنسانية في غزة، وتواجد عدد من قادة حماس بالدوحة".
اقرأ أيضا: مطالب برفع كلي للحصار.. غزة تكافح لعدم تفشي كورونا
وأوضحت أن "تنامي علاقات قطر مع إسرائيل من خلال مساعدة غزة، تزامن مع تطلعها للخروج من حالة العزلة السياسية التي فرضتها عليها بعض دول الخليج، ورغبتها بالتقارب مع الإدارة الأمريكية، فيما أرادت إسرائيل وسيطا يهدئ من توتر الأوضاع الأمنية في غزة، ويساعد بحلحلة الأزمة الإنسانية الخطيرة التي شهدها قطاع غزة".
وأكدت أن "استئناف العلاقات القطرية الإسرائيلية لم يجد أجواء ترحيبية في القاهرة والرياض وأبو ظبي، وحين كشف أفيغدور ليبرمان في فبراير عن الزيارة السرية لرئيس الموساد يوسي كوهين إلى الدوحة، فقد حظي الموضوع بتغطية إعلامية واسعة في وسائل إعلام مصر والخليج، مع تزايد الاتصالات الإسرائيلية القطرية لم يؤثر في العلاقات المتنامية والمتقوية بين إسرائيل وتلك العواصم".
وختمت بالقول إنه "لا يوجد اليوم أمام إسرائيل بديل عن المال القطري لإبقاء رؤوس الغزيين فوق الماء، رغم أن المساعدات القطرية تطيل أمد بقاء حكم حماس في غزة، وتمنحها القدرة على التمسك بمواقفها السياسية.. صحيح أن العلاقات الإسرائيلية القطرية ليست مستحيلة، لكن إسرائيل مطالبة بالحذر، لأن مساعدات الدوحة إلى غزة تسفر عن تقوية التحالف الإسلامي مع حماس، رغم أنه يساعد في حل أزمة غزة الإنسانية".
إسرائيل قلقة من انفجار الوضع بين الفلسطينيين عقب تفشي الكورونا
دعوة إسرائيلية لإبتزاز حماس: علاج كورونا مقابل الجنود الأسرى
هآرتس: إسرائيل تتذوق عذابات غزة بفعل إجراءات كورونا