* الجماعة أعلنت تشكيل لجنة متخصصة للإسهام مع الشعب المصري في مواجهة كورونا
* اللجنة تضم عددا من رموز الجماعة والكفاءات المتخصصة والمهنية من أساتذة الطب والاقتصاديين وعلماء الشريعة والإعلاميين
* اللجنة ستعمل على إعداد محتوى علمي منهجي برسائل التوعية الشعبية في كافة المجالات المحيطة بجائحة كورونا
* الإخوان أكدت أن الأولوية الأولى لديها الآن هي مواجهة كورونا في إشارة لتأجيل خلافاتها السياسية مع النظام
* جماعة الإخوان قالت إن أيديها ستظل ممدودة للجميع بـ"الخير لأجل مصر وشعبها"
* الإخوان: ما نعانيه من حصار وملاحقات وتضييقات لن يمنعنا من التحرك لتقديم كل ما بوسعنا في معركة كورونا
* مؤتمر الإخوان طالب بدعم مبادرة الأزهر وكافة المبادرات "الإيجابية" لدعم الأسر الفقيرة والمتضررة
* الإعلان عن تقديم الخدمات الاستشارية للأطباء وعموم الناس عبر الوسائط الإعلامية والتطبيقات الإلكترونية
أعلنت جماعة الإخوان المسلمين المصرية "تشكيل لجنة متخصصة
ومهنية في الداخل والخارج تضم عددا من رموز الجماعة والكفاءات المتخصصة والمهنية من
أساتذة الطب والاقتصاديين وعلماء الشريعة والإعلاميين وغيرهم"، للمساهمة في
مواجهة أزمة فيروس كورونا المستجد.
وقالت، خلال مؤتمر صحفي، الأحد، بعنوان "التعاون والمشاركة
فريضة"، عُقد بمدينة إسطنبول التركية، إن "أعضاء تلك اللجنة سيستمرون في
القيام بدورهم وواجبهم في إعداد محتوى علمي منهجي برسائل التوعية الشعبية في كافة المجالات
المحيطة بالجائحة، ونشر تعليمات مهنية متعلقة بكيفية مواجهتها، وسيتم الاجتهاد، بقدر
الاستطاعة، وبقدر ما هو متاح من أدوات، في أن تصل رسائل هذه اللجنة ومنتجها للشعب المصري
كله، ولا يفوتنا أن نعلن أن كفاءات مصر من أطباء ومهنيين بالداخل والخارج سيكونون دوما
في خدمة وطنهم وشعبهم".
وأردفت: "في هذه الأوقات الصعبة التي تمر بها مصر والعالم
أجمع في مواجهة وباء كورونا الذي داهم البشرية على حين غرة، ومازال يحصد أرواحا عزيزة
علينا في داخل مصر وسائر دول العالم، مُهددا بكارثة بشرية واسعة الأثر والامتداد؛ فإننا
نقف اليوم لنؤكد أننا وما نملك فداء لشعبنا العظيم ولوطننا الحبيب مصر".
واستطردت الجماعة قائلة إن "ما نعانيه من حصار وملاحقات
وتضييقيات لن يمنعنا من التحرك، لتقديم كل ما بوسعنا لوطننا ولشعبنا الصابر الأبي،
في هذه المعركة المحتدمة، مُعتبرين أن ذلك هو واجب وفريضة على كل مصري صادق في انتمائه
لوطنه".
اقرأ أيضا: "صباحي" يدعو السيسي للإفراج عن السجناء وتشكيل لجنة خبراء
"الأولوية الأولى"
وأعلنت جماعة الإخوان أن "الأولوية الأولى لدينا الآن
هي مواجهة هذا الوباء، من خلال التكاتف والتعاضد المنشود بين جميع أبناء الشعب المصري،
إنقاذا لبلادنا وحفاظا على شعبها الأصيل"، وذلك في إشارة ضمنية إلى تأجيل
خلافات الإخوان السياسية مع النظام.
وأضافت: "على الشركات الكبرى الموجودة في مصر ورجال
الأعمال الذين أعطتهم مصر الكثير القيام بدورهم الأخلاقي والوطني بتقديم يد العون للطبقات
الأكثر تضررا من تلك الجائحة، وعلى كل المقتدرين من الشعب واجب المسارعة بإخراج زكاتهم
وصدقاتهم، لإغاثة المتضررين من الوباء وإجراءاته الاحترازية، والمساهمة في رعاية المهمشين
وأصحاب الدخول المحدودة وعمال اليومية، فهؤلاء لا يليق بنا كأمة مصرية عظيمة ألا يجدوا
من بني وطنهم من يعينهم على تخطي هذه المحنة والنازلة الكبيرة".
"دعم مبادرة الأزهر"
وأعلنت جماعة المسلمين دعم مبادرة الأزهر المتعلقة بإعانة
بيت الزكاة والصدقات المصري للعمالة اليومية المتأثرة بالظروف الحالية، داعية الشعب
المصري للتعاطي معها بشكل إيجابي وعاجل.
وقالت إن "الشعب المصري بكل فئاته وتوجهاته ومؤسساته؛
من قوى سياسية ومؤسسات مدنية وجمعيات خيرية وهيئات إغاثية مدعوون جميعا للمشاركة -كل
حسب موقعه وإمكاناته- للتحرك بشكل رشيد، وعلى كل فرد في المجتمع المشاركة بأقصى طاقته
في هذه المواجهة الوطنية الشاملة".
ودعت جميع أفراد المجتمع المصري إلى "الالتزام بإجراءات
السلامة والوقاية من المرض، والالتزام بالبقاء في البيوت والصلاة فيها، وتنفيذ كافة
الاحتياطات الصحية، من إجراءات النظافة والتعقيم الدائمين، والحفاظ على مسافات التباعد
الاجتماعي المُتعارف عليها عالميا".
وأردفت: "إن واجب الجميع اليوم، ومصر تواجه وباء شرس،
وخطر محدق، هو العمل بكل جد وإخلاص على إنهاء أي مظهر من مظاهر حالة الانقسام المجتمعي
التي قد تعرقل تضافر الجهود في مواجهة هذا الوباء، وعلى وسائل الإعلام وقادة الرأي
والفكر القيام بدورهم في إذكاء الروح الوطنية المشتركة، بخاصة في مثل هذا الظرف الاستثنائي".
"دور الإعلام وإخراج المعتقلين"
ودعت وسائل الإعلام إلى "تحري الدقة في نقل الحقائق،
ونطالبها جميعا بتعزيز المصلحة الوطنية، فلا مجال لترويج الشائعات"، مضيفة: "كما
ندعو الجميع أن يحرص على الشفافية التامة والمكاشفة المستمرة مع الشعب بالحقائق، قطعا
للطريق على أية إشاعة، أو تأويلات في غير موضعها، فهذا هو الطريق الأصوب والأنسب والأقصر
لمنع انتشار الشائعات وإبطالها".
وقالت إن "إخراج المعتقلين والسجناء -من كافة الاتجاهات-
هو عامل مهم في مقاومة هذا الوباء، وهي خطوة قد اتخذتها العديد من دول العالم لضرورتها
الصحية والإنسانية، فالسجون المكتظة التي تفتقد لأساسيات الرعاية الصحية تُعد قنبلة
موقوتة شديدة الخطورة على المحتجزين وعلى المجتمع كله، خاصة مع تزايد معدلات انتشار
هذا الوباء، وما لا يحتمل أي تأجيل هو إطلاق سراح كبار السن وأصحاب الحالات الأمراض
المزمنة من المرضى وكبار السن والنساء".
"أياد ممدودة"
ودعت الإخوان إلى "المسارعة إلى تهيئة كل سبل الدعم
المعنوي والمادي للطواقم الطبية، وتوفير كافة سبل الاحتياطات الطبية الضرورية للطواقم
الطبية، مع ضرورة توفير الحماية الأمنية اللازمة لهم ليتمكنوا من تقديم الخدمة الصحية
بسهولة ويسر، واعتبار الأطباء والممرضين والمسعفين الذين يفقدون حياتهم أثناء العمل
في عداد شهداء الوطن، ومعاملتهم معاملة الشهداء بتكريمهم بالأنواط الوطنية، وإطلاق
أسمائهم على المستشفيات والشوارع".
وأضافت جماعة الإخوان: "هذه أيدينا ستظل ممدودة بالخير،
لأجل مصر وشعبها، ولأجل البشرية والانسانية، نحمل رسالة سلام وأمان وتعاونٍ وإخاء دون
تمييزٍ أو تفرقة".
"تكدس الزنازين"
بدوره، قال الرئيس السابق للجنة حقوق الإنسان بالبرلمان
المصري في الخارج أحمد جاد، إنهم تابعوا ببالغ القلق الانتشار الواسع النطاق لفيروس
كورونا، مؤكدا أن "قرار تعليق الزيارة الصادر من وزارة الداخلية لن يمنع انتشار
المرض، لأن أسباب انتشاره تكمن بالأساس في تكدس الزنازين وندرة وضعف الإمكانات الطبية
اللازمة".
ولفت إلى أن "التكدس المرتفع داخل زنازين السجون وأماكن
الاحتجاز، فضلا عن ضعف التهوية، وانخفاض مستوى النظافة، مع تواجد الكثير من الحالات
التي تُعاني من حالات مرضية مزمنة مختلفة، قد تؤدي إلى كارثة إنسانية، يصعُب تداركها،
فيما لو انتشر هذا الفيروس داخل السجون وأقسام الشرطة".
وتابع جاد: "في حالة وقوع هذه الكارثة الإنسانية، فلن
يستطيع أحد تحمل مسؤوليتها، وسيزداد انتشار الفيروس داخل مصر، والخطر سينال الجميع
سواء كانوا مسجونين جنائيين أو سياسيين، فضلا عن الضباط والجنود والإداريين القائمين
على إدارة السجون، خاصةً الذين يختلطون بالسجناء، وقد يكونون سببا في نقل الفيروس من
الداخل إلى خارج السجون".
وطالب بضرورة اتخاذ التدابير اللازمة نحو تجنب إصابة المُحتجزين
لفيروس كورونا، أو ما قد يُهدد المجتمع المصري في حالة انتشاره خارج السجون ومقار وأماكن
الاحتجاز، داعيا لرفع الحظر عن مؤسسات المجتمع المدني، التي من المفترض أن يبرز دورها
بقوة في هذه الأزمة، خاصة المؤسسات والجمعيات الطبية الخيرية".
وطالب عضو برلمان 2012 بضرورة إعادة النظر في "وضع
الأطباء المسجونين؛ فداخل السجون المصرية أعداد كبيرة من الكفاءات الطبية المتميزة
والعلماء الذين سيكون لهم دور في علاج ورعاية المرضى، وحماية المجتمع".
"المحور الاقتصادي"
من جانبه، دعا الباحث الاقتصادي عبد الحافظ الصاوي، ودعا رجال الأعمال إلى
"المحافظة على العمالة، وعدم تسريحها، وعدم اللجوء بأي صورة لرفع الأسعار أو الاحتكار،
مع توجيه الإنتاج نحو ضروريات الناس من طعام وشراب ودواء، لا سيما توفير ما يلزم من
أجهزة تنفس وكمامات".
وأضاف:
"يعيش العالم بأسره مرحلة فارقة في حياة البشر، الصحية والاقتصادية. فقد ظهرت
أزمة كورونا في القطاع الصحي وانتقلت إلى الاقتصاد على خلاف طبيعة الأزمات الاقتصادية
السابقة، وهذا الوباء يتطلب حجرا صحيا لمنع انتشاره، والحجر الصحي له تبعاته الاقتصادية
التي تتوقف على مدة الوصول لعلاج أو مصل لهذا الوباء".
وتابع:
"تفرض أزمة وباء كورونا مجموعة من التحديات على مجتمعنا المصري، بكل مكوناته،
وشرائحه المجتمعية، وهو الأمر الذي يتطلب تضافر الجهود بين الجميع؛ رجال الأعمال (من
مستثمرين وتجار)، وأفراد المجتمع (من مستهلكين ومدخرين)، والجمعيات الخيرية، وقبل كل
ذلك الحكومة، لعلاج هذه الأزمة الوقتية، بالحرص على تطبيق الحجر الصحي، ودعم القطاع
الصحي، والقطاعات الاقتصادية لاسيما الضرورية، ورفع الوعي المجتمعي بالأزمة ومتطلباتها".
وأكمل:
"تتطلب الأزمة من المستثمرين، ضرورة أن يجتهدوا في توفير مستلزمات الإنتاج
من السوق المحلي، والعمل على تقديم منتجات بديلة للواردات بشكل كامل، وتحويل الأزمة
إلى فرصة، ولا شك في أنه إذا ما فعل المستثمرون ذلك، فسيؤدي إلى الحفاظ على بقاء المؤسسات
المصرية في حالة من العمل والبعد عن البطالة، وخفض فاتورة الواردات، وتوفير فرص عمل
دائمة للمصريين".
وأوصى الخبير الاقتصادي الفلاحين المصريين بضرورة "العودة لزراعة الحبوب، من قمح
وذرة وأرز، بكميات تلبي حاجاتهم الذاتية، وبما يؤدي إلى تلبية حاجات المجتمع".
وأكد
أن "القطاع الخيري مُطالب بتفعيل دوره في جمع الصدقات، ودعوة القادرين للتعجيل
بدفع الزكاة، بما يمكنه من توجيه تلك الأموال للمهمشين والمحتاجين في المجتمع، لاسيما
عمال اليومية وغير القادرين على توفير أي مصدر للدخل، في ظل هذه الظروف الطارئة"،
داعيا المجتمع للالتزام بالحجر الصحي، وترشيد الاستهلاك، وعدم زيادة الطلب على السلع
والخدمات بدون حاجة، والاكتفاء بشراء ما يلزم من حاجات سلعية فعلية، وترسيخ مفهوم التكافل
الاجتماعي.
واختتم
الصاوي بقوله: "يبقى الدور المهم على الحكومة بتحريك عجلة الإنتاج، وتوفير السلامة
الاجتماعية، بتوفير السيولة اللازمة لتوفير الاحتياجات الضرورية للناس، وتوفير منح
مالية للمحتاجين، وقروض حسنة للشركات، بشرط المحافظة على العمالة وعدم تسريحها، فضلا
عن تأجيل الضرائب. وعليها أيضا زيادة دخول الأطباء والعاملين في القطاع الصحي".
"دور الأسرة المصرية"
ودعت المتخصصة في قضايا الأسرة، كاميليا حلمي، كل امرأة وكل أسرة إلى عدم المبالغة في تخزين السلع الغذائية والاكتفاء بالحاجات
الضرورية، مُشيدة بدور النساء العاملات في المجال الطبي (الطبيبات والممرضات والإداريات)،
لجهودهن في مواجهة كورونا في مصر.
ونصحت، خلال كلمتها بالمؤتمر الصحفي، كل أسرة بالالتزام بالقرارات الإدارية بالبقاء
في البيوت، ومنع التجمعات حتى تنكشف الغمّة،
مُحذّرة من نقل الشائعات وترويجها والتي تضرّ بالصالح العام.
وأعلنت حلمي أن "الإخوان" ستعمل على مساعدة المرأة خاصة، والأسرة في تقديم الاستشارات التربوية
والأسرية، و"سنوجه كل دعم صحي ونفسي وإرشادي من خلال قناة يوتيوب سنعلن عنها لاحقا في
إطار هذه الأزمة، لنبقى على تواصل مساندين لبعضنا البعض حتى يكشف الله عنا الغمة ويشفي
مرضانا".
وأضافت: "لا شك أن قيام كل أسرة بالتكافل مع الأسر الفقيرة والمشاركة في مشروع
الجسد الواحد الذي سنطلقه خلال الفترة القادمة، هو مشروع سنساهم به في تخفيف الأعباء
عن مجتمعنا وفي القيام بواجبنا المستحق تجاهه".
"إرشاد الناس"
ودعا أستاذ التفسير وعلوم القرآن الدكتور رمضان خميس، إلى التكافل والتعاون والتراحم في مواجهة هذا الوباء،
وذلك بتعجيل الزكوات والصدقات، وقال: "نوصي الشعب بضرورة التفاعل مع الوطن
في هذه المحنة، ونشجع كافة المبادرات الإيجابية مثل حملات التبرع لدعم المستشفيات وحملات
التبرع بالدم وحملات خدمة المحتاجين والمسنين. كما أننا نشجع مبادرة الأزهر للأسر المضارة
مع أخذ أسباب الوقاية من الوباء".
وأضاف خميس، في كلمته: "نشجع الشباب على التطوع مع فرق
الإسعاف والمؤسسات الطبية والخدمية على أن يكون ذلك كله بالتنسيق مع الجهات المعنية
في كل مدينة؛ فهذا من أعظم القربات والطاعات في هذا الوقت".
وأهاب بالعلماء والدعاة "القيام بدورهم في إرشاد
الناس ودعمهم روحيا وثقافيا من خلال وسائل الاتصال الحديثة فهذا هو واجب الوقت عليهم،
وتبنّي خطاب حضاري إنساني عالمي، وبث روح الأمل والتفاؤل، وإبراز مظاهر التيسير والرحمة
والمنح في أوقات البلاء والمحن والشدائد، واعتماد قرارات هيئات الإفتاء التي ما قصرت
في البيان".
باحث عسكري: السيسي يخشى نزول الجيش للميادين المصرية
"الإخوان" تعقد مؤتمرا صحفيا لإعلان رؤيتها لمواجهة كورونا
"الإخوان" تنفي رسالة "مجهولة" تتهمها بنشر الخوف من كورونا