نشر موقع "غود هاوس كيبينغ" الأمريكي تقريرا تحدث فيه عن الوقت الذي من الممكن أن يتوقف فيه الجميع عن الالتزام بالتباعد الاجتماعي المفروض بسبب فيروس كورونا.
وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إنه بينما تجاوزت الحالات المؤكدة للفيروس التاجي الجديد 175 ألفًا في الولايات المتحدة، فقد تطال التوجيهات الجديدة للتباعد الاجتماعي والعزل الذاتي بعض العائلات في الولايات المتحدة.
وفي حين أن أكثر من 40 ولاية اتخذت تدابير جديدة لتشجيع السكان على البقاء في منازلهم، كان المسؤولون الفيدراليون في البيت الأبيض من بين أول من ناقش الموعد النهائي لوضع حدٍّ للتباعد الاجتماعي المفروض.
يشير أحدث جدول زمني صادر عن المسؤولين الفيدراليين إلى أن الأمريكيين يمكن أن يتوقعوا أن المبادئ التوجيهية المتعلقة بالتباعد الاجتماعي ستظل سارية المفعول حتى 30 نيسان/ أبريل.
لكن هذا ليس هو الجدول الزمني الأول الذي نشره المسؤولون في البيت الأبيض. وفقًا لتقارير سي إن إن، اقترح فريق عمل البيت الأبيض لفيروس كورونا في البداية أن الأمريكيين يمكنهم العودة إلى الروتين العادي بحلول 12 نيسان/أبريل أو عيد الفصح يوم الأحد.
وتساءل الموقع عما إذا كانت هذه المدّة من التباعد الاجتماعي كافية لوقف انتشار الفيروس بشكل مناسب، ومنع الاكتظاظ في المستشفيات الأمريكية.
وفي الواقع، يؤكد الخبراء أن الإجابة على هذا السؤال معقدة. لكن المبادئ التوجيهية من مجموعات الصحة الدولية تشير إلى أن الجدول الزمني المفروض على المستوى الفيدرالي للتباعد الاجتماعي يمكن تمديده مرة أخرى إلى ما بعد 30 نيسان/أبريل.
اقرأ أيضا : هذه حقيقة تراجع ضحايا كورونا بأوروبا.. هل تخفف الإجراءات؟
وفقًا لأحدث التوصيات الصادرة عن مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها، يجب إلغاء التجمعات الكبيرة التي تضم أكثر من 50 شخصًا حتى 15 أيار/ مايو، والتي تتضمن أيضًا التوصيات السابقة لوضع حد للتجمعات على أقل من عشرة أشخاص حتى الأول من شهر نيسان/ أبريل.
يتوقع المسؤولون بمن فيهم الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، أن يقع تحديث هذه الإرشادات مع استمرار انتشار فيروس كورونا. ولهذا السبب، أغلقت العديد من المراكز التعليمية خلال الفترة المتبقية من العام الدراسي.
ونقل الموقع ما جاء على لسان نائب عميد جامعة بنسلفانيا وكبير زملاء مركز التقدم الأمريكي، حزقيال إيمانويل، الذي أشار في مقال نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" في أواخر شهر آذار/ مارس إلى سبب اعتقاده بأنه لن يقع رفع الحجر الصحي حتى منتصف شهر حزيران/ يونيو؛ موضحًا أن البيانات المتعلقة بتفشي فيروس كورونا في الصين تشير إلى أن انتشار المرض تراجع في غضون ستة أسابيع من ذروة تفشيه.
وحسب سفيرة الأمم المتحدة لتعليم الصحة العامة، بوجانا بيريك ستويسيك، التي تشغل منصب مدير برنامج الصحة العامة بجامعة فيرلي ديكنسون، فإنه مهما كان الموعد النهائي الذي ستستقر عليه الحكومة الفيدرالية، سواء كان ذلك في 30 نيسان/ أبريل أو في وقت لاحق، فإن نهاية التباعد الاجتماعي لن تبدو وكأنها عودة فورية إلى الحياة اليومية.
كيف يحدد مسؤولو الصحة متى يمكننا التوقف عن التباعد الاجتماعي؟
أوضح الموقع أن الموعد النهائي للتباعد الاجتماعي يعتمد على الوقت الذي بلغت فيه حالات العدوى بفيروس كورونا المستجد أوجها، والتي يمكن أن تكون متباينة بالنسبة للأشخاص الذين يعيشون في مجتمعات مختلفة وأماكن مختلفة.
ويشير العديد من الخبراء إلى أن هناك عوامل إضافية يمكن أن تساعد في تحديد الموعد النهائي للتباعد الاجتماعي.
أولا، يعد معدل تكاثر الفيروس عاملا رئيسيا، ناهيك عن كيف يمكن للآخرين أن يكونوا محصنين ضد المرض. وهناك عامل آخر يرتبط بارتفاع درجات الحرارة مع دخولنا موسم الصيف، حيث أوضح مسؤولو مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها أنه "لم يُعرف بعد" ما إذا كان الفيروس الذي يسبب مرض كوفيد-19 سيضعف بسبب ارتفاع درجات الحرارة.
والأهم من ذلك، من المحتمل أن ينتهي التباعد الاجتماعي بمجرد تطوير لقاح أو تحديد علاج أقوى أو معرفة ما إذا كان الفيروس الحالي سيتغير في المستقبل.
لماذا يعد التباعد الاجتماعي إجراء مهما في الوقت الحالي؟
ذكر الموقع أن المفوض السابق لإدارة الغذاء والدواء، سكوت غوتليب، وضع "خارطة طريق" للتعافي من المرض بالتعاون مع المعهد الأمريكي لأبحاث السياسة العامة. في هذا السياق، أوضح غوتليب في تقريره أنه "إذا كانت المدينة أو الولاية قادرة على تسجيل انخفاض مستمر في الحالات الجديدة لمدة 14 يومًا يمكنها الانتقال إلى "المرحلة 2" التي قد يتم فيها إعادة فتح المدارس والشركات، على الرغم من أنه ينبغي مواصلة العمل عن بعد في حال كان ذلك ممكنا، وضرورة الالتزام بالتعليمات المتعلقة بالتجمعات.
لم يشر تقرير غوتليب إلى أي آجال محددة لهذه المراحل، ولكنه أشار إلى أن الدولة أو المدينة يمكن أن تعود إلى المرحلة الأولى في أي وقت خلال الأشهر القليلة المقبلة.
وهذا ما يُبين أن بعض الولايات أو المناطق قد تكون قادرة على التخلي عن التباعد الاجتماعي أسرع من غيرها.
إلى متى سيتواصل التباعد الاجتماعي؟
حسب الأخصائيين الطبيين فإن التباعد الاجتماعي سيستمر حتى تقضي الولايات والمدن الكبرى والمناطق الحضرية أيامًا لا يقع فيها الإبلاغ عن حالات جديدة.
في الإطار ذاته، شرحت بوجانا بيريك ستويسيك أن "ذلك يعتمد حقًا على مدى فعالية التدابير الوقائية، والوقت اللازم لوجود ما يكفي من الأشخاص الذين تعافوا من المرض لبناء مقاومة، والوقت لإنتاج علاج ولقاح فعال، مؤكدة أنه من الصعب التكهن بالوقت المحدد الآن".
في الختام، أكّد الموقع أن بوجانا بيريك ستويسيك تعتقد أن الأمر سيستغرق منا عامًا آخر حتى نتمكن من التنفس بحرية والعودة إلى حياتنا الطبيعية مع ضرورة الامتثال للإرشادات والتوجيهات التي يقدّمها صناع القرار.
وزير أمريكي سابق يتحدث عن تأثير كورونا على النظام العالمي
صندي تايمز: تنظيم الدولة يصدر "فتاوى شرعية" لمواجهة كورونا
إليك بعض الأنشطة لمكافحة الملل أثناء الحجر الصحي