نشرت صحيفة
"نيويورك تايمز" تقريرا للصحافيين، ديفيد كيركباتريك، وجين برادلي، حول
العرض الصيني لبريطانيا لبيعها فحوصات التعرف على الأجسام المضادة لفيروس كورونا المستجد.
وقالا إن الشركتين
الصينيتين عرضتا مليوني فحص بيتي يمكنها التعرف على الأجسام المضادة لفيروس كورونا
مقابل 20 مليون دولار، قائلة "إما أن تقبلوا بالصفقة كما هي أو تتركوها".
لقد كان الثمن
غاليا والتكنولوجيا غير أكيدة الفعالية، ويجب دفع الثمن مقدما، وعلى المشتري أن
يستلم الحمولة من الصين.
وتابع
المقال: "مع ذلك وافق المسؤولون البريطانيون على الصفقة، بحسب موظفين كبار، ثم
وعدوا بأن الفحوص ستكون في الصيدليات خلال أسبوعين، وتفاخر رئيس الوزراء بوريس
جونسون بأن تلك الفحوص ستكون "ببساطة فحوص الحمل.. ويمكنها أن تغير شكل
اللعبة" لكن المفاجأة كانت هي أن الفحوص لم تكن صالحة".
وبعد أن اكتشف
مختبر في أكسفورد بأن تلك الفحوص ليست دقيقة، بقي نصف مليون منها مهملا في
المخازن. ودفع هذا الفشل المسؤولين البريطانيين إلى المسارعة لمحاولة استعادة بعض
تلك الأموال.
وقال
البروفيسور بيتر أوبنشو من جامعة امبيريال في لندن، وهو عضو في المجموعة
الاستشارية الحكومية للأمراض التنفسية الجديدة والناشئة: "ربما تسرعوا
قليلا.. فهناك ضغط كبير على السياسيين للخروج بأشياء إيجابية".
وقال متحدث
باسم وزارة الصحة والرعاية الاجتماعية بأن الحكومة ستحاول استعادة الأموال.
وكانت هذه
الصفقة مثالا على المخاطر التي يزيدها تسابق الحكومات المختلفة للحصول على أدوات
لمكافحة جائحة كورونا.
وللاطلاع على كامل الإحصائيات الأخيرة لفيروس كورونا عبر صفحتنا الخاصة اضغط هنا
وبهذه الفحوص يمكن
اكتشاف من أصيب بالفيروس، وبالتالي اكتسب شيئا من المناعة، ومن لم يصب به، وهو ما
يعتبر خطوة مهمة في تحديد كيف ومتى يتم رفع الإغلاق في أنحاء كثيرة من العالم.
وقال نيكولاس
لوكر، أستاذ علم الفيروسات في جامعة صري: "لا يمكن رفع الإغلاق ما لم نقم
بفحص على مستوى واسع.. وما دامت الحكومة لا تقوم بفحص الناس سنستمر في حالة الإغلاق".
والمقامرة على
الفحوص الصينية، تعتبر أيضا مؤشرا لحالة الإحباط التي يعيشها المسؤولون
البريطانيون الذين يشعرون بالضغط العام بسبب بطء تجاوبهم مع الأزمة.
وكان المسؤول البارز،
جيرمي فرار، رئيس مؤسسة ويلكم، وهي مؤسسة غير ربحية بريطانية وممول كبير للأبحاث
الطبية، قد حذر مؤخرا من أن "المملكة المتحدة ستكون أسوأ الدول تأثرا في
أوروبا".
وقبل تطوير
فحص الأجسام المضادة بفترة، قامت ألمانيا، أفضل الدول في أوروبا احتواء للفيروس
بإجراء 50 ألف فحص تشخيص للمرض كل يوم، لمحاولة تعقب وعزل الحالات المرضية. وأصبح
معدل الفحص اليوم 120 ألف فحص.
وحتى يوم
الأربعاء الماضي كانت بريطانيا تجري أقل من 20 ألف فحص تشخيص يوميا. وبعد أن فشلوا
في تحقيق الهدف بإجراء 25 ألف فحص يوميا مع منتصف شهر نيسان/ أبريل، يعد المسؤولون
بفحص 100 ألف يوميا مع نهاية الشهر، ورفع الرقم إلى 250 ألف فحص يوميا بعد فترة
قصيرة.
ويقول
المسؤولون البريطانيون بأن بريطانيا تأخرت في هذا المجال بسبب قلة المختبرات
الخاصة الكبيرة، مثل تلك الموجودة في ألمانيا وأمريكا والقادرة على إنتاج وإجراء
أعداد ضخمة من الفحوص التشخيصية.
ولكن حتى
عندما بدأت الحكومة البريطانية تدفع بجد لتوسيع إمكانياتها كانت متأخرة عن معظم
الدول الأوروبية في السباق لشراء الكم المحدود من المركبات وأنابيب الاختبار
والمسحات التي تستخدم في إجراء الفحوص.
ولذلك وعندما
جاء العرض الصيني لشراء فحوص الأجسام المضادة، كان المسؤولون يعرفون بأن كل
الحكومات في أنحاء العالم تقريبا كانت تتصيد مثل تلك الفحوص.
وقالت
الشركتان الصينيتان اللتان تبيعان فحوص الأجسام المضادة AllTest Biotech و Wondfo Biotech بأن منتجاتهما تلتزم بمعايير الصحة والسلامة
والبيئة السائدة في الاتحاد الأوروبي. وبينما قام مسؤولو الصحة العامة بمراجعة
وثائق المواصفات قامت وزارة الخارجية بتوجيه الدبلوماسيين في الصين للتأكد من وجود
الشركتين ولفحص منتجاتهما.
ورفض ممثلو كل
من الشركتين مناقشة الأسعار، وخلال أيام من الصفقة، وعد المسؤولون في لندن بأن
الفحوص الجديدة ستضع بريطانيا في مقدمة الدول عالميا في مكافحة الفيروس.
وخلال ظهورها
أمام لجنة برلمانية في 25 آذار/ مارس الماضي، قالت شارون بيكوك، المسؤولة الصحية التي
تشرف على الأمراض المعدية، بأن الفحص يحتاج فقط إلى وخزة أصبع في البيت، وستكون
هذه الفحوص متوفرة قريبا في الصيدليات، وعلى موقع أمازون.
وبعد الاعتراف
بصمت الأسبوع الماضي بأنه ثبت فشل الفحوص، يدافع المسؤولون الصحيون الآن بأن
الصفقة كانت بناء على تخطيط حكيم وأنها كانت تجربة قيمة.
وقال
البروفيسور كريس ويتي، كبير المسؤولين الطبيين، في مؤتمر صحفي، إن الأمر كان
متوقعا "كان الأمر منطقيا أن نبدأ مبكرين".
ولكن غريغ
كلارك، رئيس اللجنة البرلمانية لمراقبة تعامل الحكومة مع فيروس كورونا، قال إن
وعود الحكومة بدت غير واقعية.
وقال في
مقابلة: "ليس هناك أي بلد في العالم بإمكانه إجراء فحوص أجسام مضادة على
مستوى واسع بعد".
وأضاف:
"أعتقد أنه أصبح واضحا الآن بأنه كان يجب علينا التحرك باكرا وعلى نطاق أوسع
لاستخدام كل إمكانيات الفحص الموجودة لدينا".
وبعد الشكاوى
البريطانية حول الفحوص، قامت الشركتان الصينيتان بتوجيه اللوم للمسؤولين
البريطانيين لسوء فهمهم ومبالغتهم في استخدامات الفحوص. وقالت شركة Wondfo لصحيفة غلوبال تايمز الصينية، إن الفحوص كانت مقصودة كفحوص تكميلية للأشخاص
الذين تم تشخيصهم بالإصابة بالفيروس.
أما شركة AllTest فقالت في بيان على موقعها بأن الفحوص يجب
"استخدامها فقط من الخبراء"، وليس المرضى في بيوتهم.
ويقول الأطباء
بأن وصف الحكومة لفحوص الأجسام المضادة قد يكون مضللا.
وحذرت منظمة
الصحة العالمية في بيان لها في 8 نيسان/ أبريل بأن فحوص الأجسام المضادة "لها
فائدة محدودة" للمرضى، وقالت للأطباء بأن مثل تلك الفحوص تبقى غير ملائمة
للأغراض السريرية حتي تثبت دقتها وفعاليتها.
ولكن المسؤولين
البريطانيين كانوا متعطشين لتحقيق اختراق.
وحتى أواخر
شهر آذار/ مارس الماضي، وفي الوقت الذي تسببت به الجائحة بوضع ضغط كبير على
المستشفيات في إيطاليا وإيران أهمل المسؤولون البريطانيون توصيات منظمة الصحة
العالمية بتوسيع الفحوص التشخيصية بأسرع وقت ممكن.
وتقوم مؤسسة
أبحاث السرطان البريطانية بتسخير مختبرات أبحاثها لإجراء 2000 فحص في اليوم.
ولكن الإمكانية بقيت محدودة بسبب التأخر في الحصول على مواد شحيحة، بحسب
البروفيسور تشارلز سوانتون، رئيس القسم السريري في المؤسسة.
وقال إنه حتى
المسحات التي تستخدم لأخد العينات غير متوفرة وأن مختبره وافق على الدفع لشركة
صينية 6 دولارات للمسحة الواحدة – حوالي 100 ضعف سعرها العادي – وسيستغرق وصولها 10
أيام.
وبدأ القسم
البريطاني لشركة الأدوية العملاقة AstraZeneca بإقامة مركز فحص الشهر الماضي لفحص العاملين
الرئيسين، بحسب المدير المسؤول عن ذلك الجهد ميني بانغالوس.
ولكن بناء على طلب الحكومة البريطانية وحدت شركة AstraZeneca جهودها مع منافستها GlaxoSmithKline لتغيير استخدام المختبر في جامعة كامبريج
بهدف القيام بـ 30 ألف فحص تشخيصي في اليوم مع بداية شهر أيار/ مايو المقبل.
وتأمل شركة AstraZeneca أن تطور فحص أجسام مضادة بحسب بانغالوس.
ولكن الأمر لن يتم قبل منتصف الشهر القادم.
نيويورك تايمز: 8 أطباء مهاجرين ماتوا في بريطانيا بكورونا
"آي": هل يعود الناس لحياتهم الطبيعية بعد انتهاء أزمة كورونا؟
أوبزيرفر: حكومة بريطانيا فشلت في التحضير للوباء ومواجهته