ما تزال القوى السياسية في العراق تشهد مزيدا من التشظي، فبعد تفكك
المكون الشيعي وحدوث عدد من الانشطارات، فإن الساحة السنية تتعرض للشيء نفسه، وذلك
بعد إعلان مجموعة من القوى تشكيل "تحالف المدن المحررة".
التحالف الجديد بزعامة السياسي خميس الخنجر، يشكو من استئثار جهة سنية
أخرى بقيادة رئيس البرلمان محمد الحلبوسي على قرار المكون، ومن ثم السيطرة على استحقاقات
السُّنة بالحكومة الجديدة برئاسة مصطفى الكاظمي.
ثلاثة فروع
من جهتها، قالت النائبة وحدة الجميلي عن تحالف القوى العراقية بقيادة
الحلبوسي في حديث لـ"عربي21"، إن "المكون السني يتفرع إلى ثلاثة محاور
الأول يقوده رئيس البرلمان، والثاني بقيادة الخنجر، والآخر بزعامة السياسي أسامة النجيفي،
ولكل محور تحالفاته السياسية".
وفي الوقت الذي رأت فيه الجميلي أن تعدد التحالفات السنية حالة صحية
على غرار ما هو موجود في المكونات الأخرى على الساحة الشيعية والكردية، لكنها أكدت
أن هذا يضعف الموقف السني واستحقاقه بالحكومة.
وأشارت إلى أن "من يدير دفة المكون سياسيا، هي من تمتلك عدد مقاعد
أكثر في البرلمان، واليوم ينطبق هذا الشيء على تحالف القوى العراقية بزعامة رئيس محمد
الحلبوسي، الذي يصل عدد نوابه إلى 40 نائبا".
ونفت الجميلي استئثار الحلبوسي بالقرار السني، "وإنما هو توجه
سياسي ناتج عن عددية برلمانية موجودة لديه، إضافة إلى عنوانه رئيسا للبرلمان، وفي الساحة
السنية من يمتلك هذا العنوان، فله الزعامة السنية السياسية والمجتمعية، ومن ثم هذا
ما يؤهله لتزعم المكون".
وبخصوص إمكانية إيجاد أرضية مشتركة لتجميع السنة في تحالف واحد، أكدت
الجميلي صعوبة الأمر في مرحلة تشكيل الحكومة، لأن القوى السياسية غايتها من المشاركة
الانتخابية الحصول على مواقع قيادية في الحكومة، تتيح لها خدمة جمهورها الذي انتخبها.
"صراع
مصالح"
من جهته، قال السياسي حامد المطلك لـ"عربي21"، إن "القوى
السياسية التي تتحكم بالمشهد السياسي، جميعها تقوم على أساس الخلافات السياسية وتحقيق
المكاسب، والجميع يدعو إلى مصلحة المكون أو البلد".
وأوضح أن "الانشقاقات في المكون السني، سببه الخلافات على المكاسب،
لأن كل طرف يريد الحصول على مناصب وزارية أو مواقع قيادية في الوزارات، لأنهم كانوا
سوية واختلفوا عندما بدأ رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي توزيع الوزارات بين القوى السياسية".
وأكد المطلك أن "الانشقاقات تضعف القرار السني بلا شك، وكذلك التوجه
الوطني بشكل عام، أي تؤثر بالمحصلة النهائية على مصلحة البلد والمواطن".
وبحسب قوله، فإنه "لا يوجد هدف نظيف لمعظم القوى السياسية، لأنها
تبحث عن المغانم بعيدا عن مصلحة البلد والمواطن، وخير دليل الفساد الذي تغلغل إلى مؤسسات
الدولة، كون مصالحهم هي المقدمة على كل شيء".
ولفت المطلك إلى أن "العراق فيه نحو 200 حزب سياسي، وهذه حالة
غير صحية، لأن كل حزب ينشطر على نفسه لأكثر من مرة، وهذا وضع مأساوي، لأنه قائم على
الفساد والتبعية والإملاءات الخارجية".
ونوه إلى أن "التحالف الجديد يضم 25 نائبا، ومن ثم فهو يضعف
تحالف القوى بزعامة الحلبوسي، الذي يصل عدد تكتله إلى 40 نائبا، لكن الجميع إذا كانوا
صادقين في تمثيلهم للمكون، فعليهم أن يطالبوا بإعادة النازحين والمهجرين، والكشف عن
مصير المختطفين".
وكان "تحالف المدن المحررة" برئاسة خميس الخنجر، أعلن الأحد،
أن حصته في حكومة رئيس الوزراء المكلف مصطفى الكاظمي ستكون وزارتين أو 3 وزارات، مشيرا
إلى أنه سيقدم أسماء المرشحين للكاظمي.
وأشار التحالف في تصريحات للنائبة عنه هدى جار الله، إلى أنه يعمل من
خلال الحوارات والمفاوضات السياسية مع رئيس الوزراء المكلف مصطفى الكاظمي، على تطبيق
برنامج التحالف وحصر السلاح بيد الدولة واستقرار المدن المحررة (من سيطرة تنظيم الدولة)
وإعادة النازحين إلى منازلهم.
ولفتت جار الله، إلى أنه "سيتم تقديم قائمة بأسماء المرشحين إلى
رئيس الوزراء المكلف، الذي بدوره سيقوم باختيار".
وفي المقابل، قلل تحالف القوى العراقية برئاسة رئيس البرلمان محمد الحلبوسي،
الأحد، من تأثير تشكيل تحالف المدن المحررة برئاسة خميس الخنجر على تكتله، مشيرا إلى
أنه لا يؤثر على ثقله السياسي.
وكانت مصادر سياسية قد أكدت في حديث سابق لـ"عربي21"، أن
"المشاورات التي يجريها رئيس الحكومة المكلف مصطفى الكاظمي في الوقت الحالي، لن
تفضي إلى حكومة مستقلة بعيدة عن الكتل والقوى السياسية"، مضيفة أن "الكتل
السياسية تفاوض الكاظمي على حصصها من الوزارات بحكومته، وأن الأخير يفكر بتجديد الثقة
لبعض وزراء حكومة المهدي المستقيلة".
اقرأ أيضا: فجّره الكاظمي.. إلى أين يصل الخلاف الشيعي الشيعي بالعراق؟
وأكدت المصادر التي طلبت عدم كشف هويتها، أن "الكاظمي ربما يعلن
أنه شكل حكومة مستقلة، لكن مجريات المشاورات، ومطالبة الكتل السياسية الشيعية والكردية
والسنية بحصصها من الوزارات، يثبت عكس ذلك تماما".
عراقيون يحشدون إلكترونيا لإحياء الاحتجاجات بمليونية جديدة
فجّره الكاظمي.. إلى أين يصل الخلاف الشيعي الشيعي بالعراق؟
ما سر توافد كبار القادة العراقيين على الفلوجة؟