ذكرت صحيفة تركية أن التهديدات العالمية والوطنية، والتطورات التكنولوجية، تساهم في تغيير بنية المؤسسات الأمنية في الدول، بما فيها الاستخباراتية.
وقالت صحيفة "ملييت"، في تقرير للكاتب نهاد علي أوزجان، وترجمته "عربي21"، إن ظهور تقنيات الحواسيب مع نهاية الحرب العالمية الباردة، وبعد أحداث 11 أيلول/ سبتمبر، بات تبادل المعلومات الاستخباراتية بين الدول أمرا حتميا.
وأضافت أنه من غير المعروف فيما سيضفي كورونا تغييرات على نطاق مماثل، لكن الوباء أضاف عبئا لدى وكالات الاستخبارات، في حين أن أمن الأعمال التجارية والأفراد أصبح على جدول أعمالها.
وأشارت إلى أنه يمكن جمع تطورات كورونا تحت ستة عناوين، أولها، أن كافة اهتمامات وكالات الاستخبارات قد تحولت باتجاه الفيروس.
ولفتت إلى أن متابعة أنشطة تطوير علاجات، وإيجاد لقاحات لفيروس كورونا، بات الهدف والمهمة الأساسية على رادار وكالات الاستخبارات.
وأضافت أنه لا يبدو من المستغرب أن تنضم "سلعة جديدة"، وهي "المعلومات المتعلقة بالسرقة العلمية"، إلى "قائمة السلع" في ميدان المنافسة بين الولايات المتحدة والصين منذ سنوات.
اقرأ أيضا: الاستخبارات الأمريكية تعلن خلاصة متابعتها لفيروس كورونا
ولفتت إلى أنه في نهاية كانون الثاني/ يناير الماضي، بدأت الولايات المتحدة في التحقيق مع طالبين صينيين يدرسون في جامعة بوسطن، وبعض العلماء من جامعة هارفرد، بتهمة التجسس لصالح الصين.
وأشارت إلى أن وكالة الاستخبارات الأمريكية لا تسمح لأي مؤسسة أو فرد بالتعاون مع الصينيين من أجل "تبادل المعلومات التقنية".
وأكدت على أنه ومع مراعاة ميل الصين إلى حجب المعلومات، فإن نهج "معالجة مشكلة عالمية تتطلب تعاونا عالميا" بات قائما.
العنوان الثاني، وفقا للصحيفة، فإن استخبارات الدول، خاصة الولايات المتحدة وأستراليا، تركز على معرفة كيف ومن أين نشأ الفيروس؟
كما أن النتائج القانونية والسياسية والنفسية والاقتصادية، التي سيخلقها احتمال صنع الفيروس في المختبر، تجذب العناصر الاستخباراتية.
وثالثا، فعلى ما يبدو، أن تفشي فيروس كورونا أعاد مشكلة "تسييس الاستخبارات" إلى جدول الأعمال، وهو مرض مزمن في عالم المخابرات، كما تقول الصحيفة.
وأوضحت أنه يثار التساؤلات في العديد من البلدان الديمقراطية عما إذا كانت أجهزة المخابرات تحذر القادة السياسيين بالوقت المناسب، وإذا كان الأمر كذلك، ما إذا كان الزعيم السياسي يتجاهل هذه المعلومات.
وأشارت إلى أن الإجابة ستحل مكانها في الأدبيات، من حيث إظهار الروح المهنية للمنظمات الاستخباراتية، أو مدى "مسألة التسييس" المرتبطة بالثقافة السياسية للدول.
ولفتت إلى أن المسألة الرابعة تتمثل في أن أجهزة المخابرات، "غير قادرة على ترتيب" حروب الدعاية التي تشن عبر وباء فيروس كورونا، وبينما يحاولون القضاء على الدعاية السلبية، فإنهم يعملون على إعادة تخطيط الحرب من جبهاتهم الخاصة.
اقرأ أيضا: تقرير إسرائيلي يستعرض دور أجهزة الاستخبارات في أزمة كورونا
وذكرت أن تأثير كورونا على الأنظمة أصبح من اهتمامات الاستخبارات، كما أن التطورات التي سببها الفيروس أصبحت ذخيرة جديدة للأحزاب في فتح جبهات عبر وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي.
وتشير المسألة الخامسة، بالنسبة لأجهزة الاستخبارات، إلى قياس الآثار الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والعسكرية للفيروس على الدول والأنظمة المعارضة من جهة، والصديقة من جهة أخرى، بموضوعية، ووضع تنبؤات مستقبلية لصناع القرار.
أما المسألة السادسة والأخيرة، أنه يتعين على وكالات الاستخبارات أن تفكر في كيفية التصدي لتحديات إنتاج المعلومات الاستخباراتية في ظل تفشي الوباء.
وأضافت أن حماية العاملين في ظروف مختلفة، بما فيها مناطق النزاعات، وإعادة تخطيط طرق جمع البيانات، وفق الظروف المتغيرة، والاحتياجات اللازمة، وكيفية تجاوز المعضلات تأتي على رأس المشاكل العالقة لدى أجهزة الاستخبارات.
صحيفة: واشنطن منحت معونات لـ"قسد".. وأنقرة: طعنة بالظهر
هل تكفي "حزم كورونا" للدول المتقدمة لإنقاذ اقتصادها؟
قيادات بـ"الكردستاني" أصيبوا بكورونا.. ومساعدات سعودية