حول العالم

لهذا يحب البعض شم رائحة "البنزين" بحسب العلم

يربط دماغك رائحة البنزين بذكريات الطفولة السعيدة للسفر الصيفي أو الخروج على متن قارب سريع- جيتي

نشرت صحيفة الكونفدنسيال الإسبانية تقريرا، تحدثت فيه عن الأسباب التي تفسر رغبة الكثيرين في شم رائحة الجازولين "البنزين".


وقالت الصحيفة في التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إن شم هذه الرائحة يعتبر من بين الأمور التي يستمتع بها كثير من الناس بشكل غير مباشر في كل مرة يذهبون فيها لإعادة ملء خزان السيارة.

 

لكن وبلا شك، تعد رائحة الجازولين واحدة من تلك الروائح التي تجذب انتباه جميع الناس، دون الحديث عما إذا كان هذا الأمر جيّدا أو سيئا.

المكون "السحري" في مادة الجازولين
أضافت الصحيفة أن الجازولين يعد مزيجا كيميائيا يتكون من العديد من المكونات، بما في ذلك مضاد التجمد وزيوت التشحيم، فضلا عن مضادات الأكسدة ومئات المركبات الكيميائية المعروفة باسم الهيدروكربونات.

 

كما يحتوي الجازولين على البوتان والبنتان والأيزوبنتان، وما يسمى المركبات الكيميائية المتبخرة، وهي البنزين وإيثيل بنزين والتولوين والزيلين، من بين جميع هذه المركبات، يعتبر البنزين هو المسؤول عن رائحة الجازولين.

وأشارت الصحيفة إلى أنه من غير المستغرب أن تحب رائحة البنزين، فطوال القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، تمت إضافة البنزين إلى المنتجات التي تستخدم ما بعد الحلاقة والاستحمام لمنح هذه المنتجات رائحة جميلة.

 

علاوة على ذلك، أُستخدم البنزين بمثابة مذيب لإزالة الكافيين من القهوة، ولكن هذه الاستخدامات لم تدم طويلا؛ لأن البنزين يعدّ مادة مسرطنة وخطيرة عند استنشاقه بتركيزات عالية أو عند التعرض له على المدى الطويل. على الرغم من أنك قد تحب هذه الرائحة، إلا أنه يجب عليك تجنبها بالتأكيد.

ذكريات جميلة
أردفت الصحيفة بأن عقل الإنسان يستطيع استحضار الذكريات إذا التقط رائحة مألوفة، فعلى سبيل المثال، يمكن لرائحة الصنوبر أن تعيدك إلى المعسكر الصيفي أو أن تنقلك رائحة بعض الخبز المحمص الفرنسي إلى احتفالات في منزل الجدة.

 

وتسمى هذه العلاقة القوية بين الرائحة والذاكرة في بعض الأحيان ظاهرة بروست، التي تشير إلى المؤلف الفرنسي مارسيل بروست. وقد سلّط الكاتب الضوء على وصف ذاكرة الطفولة القوية ببلاغة، التي أثارتها رائحة كعك الكب كيك المغموس في الشاي.

وأوضحت الصحيفة أن الرائحة تعتبر الحاسة الوحيدة التي لا تمر عبر المهاد قبل الوصول إلى الدماغ الأمامي.

 

ويعمل المهاد كنوع من لوحة مفاتيح المشغل، حيث يربط المدخلات الحسية من أعيننا وآذاننا ولساننا ولمس الأجزاء الصحيحة من الدماغ؛ حتى نتمكن من تسجيلها وفهمها.

 

اقرأ أيضا : التايمز: اكتشاف عطر كليوباترا آخر ملكات مصر

 

لكن الرائحة تتجنب لوحة المفاتيح هذه تماما، للوصول عبر خط مباشر. بالإضافة إلى ذلك، تحتوي البصلة الشمية، البنية العصبية التي تكتشف جزيئات الرائحة على كثافة عالية من الاتصالات بالقرب من اللوزة المخية والحُصين، اللذين يشاركان في الاستجابة العاطفية وتكوين الذاكرة، على التوالي.

الروائح تجعل أدمغتنا ذات ذكريات قوية ومتميزة
ذكرت الصحيفة أننا نحب رائحة الجازولين؛ لأننا قد نكون كوّننا ذكريات قوية وممتعة مرتبطة برائحة الجازولين أو البنزين على وجه التحديد.

 

فمن الوارد أن يربط دماغك رائحة البنزين بذكريات الطفولة السعيدة للسفر الصيفي أو الخروج على متن قارب سريع أو ركوب دراجة على جانب طريق ريفي. حين تلتقط رائحة البنزين، يمكن أن تثير شعورا دافئا وحنينا مرتبطا بذاكرة مميزة.


تنشيط المسار الوسطي الطرفي
أبرزت الصحيفة أن إحدى النظريات الأخرى ركزّت أكثر على التأثير الجسدي للبنزين على مستقبلات النواقل العصبية التي تكشف عن الرائحة.

 

كما يؤثر استنشاق البنزين والهيدروكربونات الأخرى بشكل كابح على الجهاز العصبي، الأمر الذي يؤدي إلى شعور مؤقت بالنشوة.

 

كما ينتج إحساسا لطيفا لا يختلف عن الكحول أو عدد كبير من المخدرات الأخرى. ويُفسّر ذلك بأن العملية البيولوجية لتخدير الأعصاب تنشط المسار الوسطي الطرفي المعروف أيضا باسم نظام المكافأة في الدماغ.

 

في كل مرة يحصل فيها العصب الشمّي على نتوء البنزين، يوفر نظام المسار الوسطي الطرفي حقنة لطيفة من الدوبامين.