عالمة جزائرية تبحث في أسباب وفاة بعض مرضى كورونا

حوّل فيروس كورونا، حياة عالمة جزائرية تعكف على أبحاث لعلاج مرض السرطان، في نيويورك، إلى مسار آخر يتعلق بمعرفة الأسباب وراء وفاة بعض مرضى الفيروس.

لكن فريق الباحثين في مختبر المناعة الذي تديره العالمة الأمريكية من أصل جزائري، مريم مراد، في مستشفى ماونت سايناي ظل عاجزا عن العمل في البداية، لعدم وجود أعداد كبيرة من المرضى في المشفى لسحب عينات من دمهم.

وبعد ذلك، ومع تزايد عدد المرضى الذين نُقلوا إلى المشفى، كان من الصعب على الباحثين أن يطلبوا من الممرضات المساعدة في سحب عينات الدم بسبب ضغط العمل الكبير. "رغم ذلك كان علينا كباحثين أن نتدخل، إذ لا يمكن معالجة مرض إن لم نفهم طبيعته"، كما تقول البروفيسورة مريم.

إلى جانب فريق مختبرها المكون من 25 باحثا، تمكنت البروفيسورة من حشد قرابة الثمانين شخصا ممن يعملون في المختبرات الـ 42 الأخرى التابعة للمشفى، للعمل معا على البحوث المتعلقة بالفيروس.

وبعد أسابيع من العمل، خلصوا إلى أن حدوث التهابات في أنسجة أعضاء كالرئة أو الكلية أو القلب أو الأوعية الدموية هو المسؤول عن وفاة المصاب بكورونا.

وقالت الباحثة مريم: "تعرفنا على طبيعة الالتهابات المخرّبة للأنسجة، لكن لا يزال علينا تعزيز هذه النتائج التي وصلنا لها. والآن علينا إيجاد طريقة علاج بحيث نعرقل عمل أجزاء معينة من الجهاز المناعي، لأننا أدركنا أننا لا يجب أن نغلق مسارا واحدا فقط.. يجب التحكم بالجهاز المناعي بطريقة حكيمة؛ بحيث نسمح له بمحاربته ولكن مع منعه في الوقت نفسه من تخريب الأنسجة وتحقيق هذا التوازن هو الأمر الصعب".

اضافة اعلان كورونا

وأشارت إلى أن "مثل هذه البحوث تحتاج إلى وقت، يتصل أخي كل يوم بي ويسألني عن النتائج.. وكذلك مدراء المشفى الذي نعمل فيه يتطلعون للحصول على النتائج. لكننا كباحثين يجب أن نقاوم هذه الضغوط. لن نعطي أي إجابة حتى نكون متأكدين تماما مما سنقوله".

وقالت إن أكثر ما أغضبها في الفترة الماضية كان تصريحات الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، التي "ناقض فيها نصائح العلماء، وقلل من خطر الفيروس، واعتبره مجرد خدعة، وركز على مهاجمة الصين". حتى إنها تقول إن طريقته في الترويج لعقار هيدروكسي كلوروكوين كانت "إجرامية.. لأنها دفعت أشخاصا لأخذ الدواء دون استشارة طبيب.. وهذا أمر خطر".

وأضافت "كان علي أن أقرر طبيعة البحث الذي سنعمل عليه؛ طلبت جمع 500 عينة من دماء المصابين الموجودين في المشفى بشكل يومي. وتعرضت لتشكيك البعض بقراري هذا".

وتابعت: "في الوقت ذاته أشعر بالقلق على سلامة الفريق. شجعت كثيرا من الشباب على التطوع لجمع العينات من دماء المصابين بالفيروس، وكان المنطق الذي اعتمدت عليه، هو أن الفريق الطبي على تماس مع هؤلاء المرضى، ومع ارتداء معدات الوقاية يمكن أن نحمي أنفسنا. كانت هذه مسؤولية كبيرة، خاصة أنها تتضمن احتمال إصابة أو وفاة أحد أعضاء الفريق. لم أتعرض لمثل هذا الموقف في حياتي".

ولفتت إلى أن اللقاح سيأخذ وقتا، على الأقل 18 شهرا، موضحة أن "اللقاح يعطى للأشخاص غير المصابين، وهذا يعني أنه لا يمكن أن يكون هناك خطأ، ولا يجب أن تكون للقاح أعراض جانبية. نعلم أن 80% من المصابين بفيروس كورونا يبقون بحالة جيدة.. لذا لا يمكن المخاطرة".

أما بالنسبة لفريق العالمة مريم، فستبدأ اختباراتهم في شهر يوليو/تموز، مشيرة إلى أنها ستبدأ التجارب السريرية على العاملين الصحيين المعرضين للفيروس، "لنرى ما إذا كنا قادرين على تقوية استجابتهم المناعية. كما أننا سنتعامل مع المرضى، الذين تظهر عليهم أعراض طفيفة، ولكنهم من الفئات المعرضة للخطر، لنرى إمكانية معالجتهم مبكرا بقدر الإمكان قبل أن تشتد عليهم وطأة المرض".