صحافة دولية

خبير روسي: حفتر قد يغادر الساحة السياسية والعسكرية بعد فشله

الجيش الليبي تمكن من تحرير الحدود الإدارية لطرابلس بعد حصار دام عاما- الأناضول

نشرت صحيفة "لينتا" الروسية تقريرا تحدثت فيه عن التوقعات المتعلقة بمصير المشير خليفة حفتر في ليبيا على إثر التطورات العسكرية الأخيرة في هذا البلد الشمال الأفريقي وخلافاته العسكرية والسياسية مع منافسه في ليبيا فايز السراج.

وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إنه وفقا لتوقعات أندريه تشوبريجين، المحلل الروسي والمحاضر الأول في كلية الدراسات الشرقية في كلية الاقتصاد العالمي والشؤون الدولية، من المتوقع أن يغادر قائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر الساحة السياسية والعسكرية. 

وأشارت الصحيفة إلى أن الخبير يعتقد أن هجوم حفتر على العاصمة الليبية طرابلس حقق فشلا ذريعا. ووفقا له، فإن المشير الميداني فقد قاعدته في الجزء الغربي من البلاد. وبناء على هذا، فقد حان الوقت ليتوقف عن نشاطه العسكري. وبحسب الخبير الروسي: "أصبح حفتر شخصية غير مريحة للجميع، بمن فيهم رعاته، أي مصر والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، الذين راهنوا عليه. ولهذا، حان الوقت بالنسبة إليهم للحد من الخسائر المتعلقة بليبيا واتخاذ قرار حاسم".

وأفادت الصحيفة أن المستشرق والخبير الروسي يشير إلى أن قوات حكومة الوفاق الوطني تمكنت من مقاومة جيش حفتر بشدة. وذلك بفضل دعم تركيا، الراغبة في الحصول على موطئ قدم في شرق البحر الأبيض المتوسط. وبحسب تشوبريجين، فإن "رئيس الجيش الوطني الليبي في وضع صعب للغاية وتخلى عن جميع الأنصار". ويعتقد الخبير أن حفتر سعى إلى أن يصبح القذافي الثاني، إلا أن هذه كانت فرصته الأخيرة.

 

اقرأ أيضا: تسلسل زمني لتطورات الساحة الليبية ومعارك طرابلس (إنفوغراف)

وأشارت الصحيفة إلى أن معمر القذافي حكم ليبيا من 1969 إلى 2011، عندما تمت الإطاحة به وقتله. وفي الوقت الراهن، توجد في ليبيا سلطتان تنفيذيتان بالتوازي: غربا، حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا تحت قيادة فايز السراج، وشرقا، حكومة مؤقتة تعمل بالاشتراك مع البرلمان والجيش الوطني برئاسة المشير خليفة حفتر، علما وأن هذا الجيش لم يتوقف عن محاولة الاستيلاء على طرابلس منذ نيسان/ أبريل 2019. 

وفي الرابع من حزيران/ يونيو، أعلنت قوات حكومة الوفاق الوطني الليبي أنها استعادت السيطرة الكاملة على الحدود الإدارية لطرابلس وأجبرت قوات المشير خليفة حفتر على الابتعاد عن المطار الدولي ومناطق أخرى جنوب عاصمة ليبيا.

ونقلت "ريا نوفستي" عن الخبير والمحلل الروسي أندريه تشوبريجين قوله إن "الوضع في ليبيا ينتقل إلى مرحلة التسوية السياسية بين القوات في شرق وغرب البلاد، وقد تبدأ المفاوضات بين الأطراف المتحاربة في الخريف". وبحسب الخبير الروسي: "بدأت المحادثات في موسكو من قبل ممثلين لحكومة الوفاق الوطني الليبي، إلى جانب زيارة السراج إلى تركيا، وتعتبر هذه هي بداية تطوير نقطة انطلاق محادثات السلام، لوضع صيغة مصالحة بين شرق وغرب ليبيا". 

ويضيف الخبير في تصريحاته لريا نوفستي أنه "في الوقت الراهن، يسعى الجميع للحصول على نفوذهم في ليبيا: روسيا وتركيا وأوروبا". وأكد العالم السياسي: "أعتقد أن الأمريكيين لا يمكنهم التألق في ليبيا، مما يعني أن ليبيا ستكون مسرحا أوروبيا بالأساس. ولهذا نحن ندخل الآن فترة من المعارك السياسية التي لا تقل إثارة عن المعارك العسكرية".

وفي هذا الصدد، لفت الخبير الانتباه إلى حقيقة أن الأعمال العدائية في هذا البلد لن تتوقف على الفور. ويؤكد قائلا: "لا يجب أن نفترض أن الحرب ستتوقف فورا. في ليبيا هناك عدد كبير من الأشخاص الذين شاركوا في السنوات العشر الماضية في الحرب، مما يعني أنهم لا يعرفون شيئا سواها، أي أنها كانت بمثابة الوسيلة لكسب لقمة العيش". وبناء على هذا، يعتقد الخبير أن "التوقف عن الحرب في ليبيا يتطلب جهودا هائلة. ومن المحتمل أن تكون هناك حاجة إلى جهود دولية لإعادة دمج جميع المجموعات القتالية والعصابات المسلحة العديدة في دولة مدنية. ويعتبر هذا أصعب بكثير من التوصل إلى حل سياسي للأزمة في البلاد".

كما لا يستبعد المحلل أنه بالنسبة للتسوية في ليبيا، سيقع الاعتماد على المؤتمر الليبي بالكامل. ويقول تشوبريجين: "أقترح أن تكون هناك محاولة للعودة إلى الشكل الفاشل للمؤتمر الليبي، الذي كان من المقرر عقده في غدامس في نيسان/ أبريل الماضي تحت رعاية الأمم المتحدة، إلا أنه وقع إحباطه من خلال هجوم حفتر على طرابلس".

 

اقرأ أيضا: NYT: القائد المدعوم روسيا يتراجع من طرابلس.. ماذا بعد؟

كما يشير الخبير إلى أنه من غير المحتمل أن يحدث الاجتماع بين السراج وحفتر بشكل مباشر. وقال المحلل: "لن يكون هناك اجتماع بين حفتر والسراج. وفي المقابل، يمكن الضغط عليهما ودفعهما للاجتماع. وفي الواقع، فقد حفتر بالفعل نفوذه السياسي. كما يعتقد السراج أن حفتر أظهر بالفعل ازدواجيته للجميع". 

وفي الختام، ذكرت "ريا نوفستي" أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عقد يوم الأربعاء اجتماعا في موسكو مع نائب رئيس وزراء حكومة الوفاق الوطني الليبي، أحمد مايتيج، ووزير خارجية ليبيا في حكومة الوفاق الوطني، محمد طه سيالة. بالإضافة إلى ذلك، أجرى لافروف محادثة هاتفية مع وزير الخارجية المصري سامح شكري، شدد من خلالها الطرفان على ضرورة إنهاء الأعمال العدائية في ليبيا واستئناف المفاوضات بين الأطراف المتحاربة.