مر أسبوعان على مقتل "جورج فلويد" خنقاً تحت ركبة شرطي أبيض في مدينة "مينيابولس" بولاية "مينيسوتا"، ولا تزال الاحتجاجات تجتاح العديد من مدن الولايات الأمريكية، رغم فرض حظر التجول.
ففي مدينة "ناشفيل" عاصمة ولاية "تينيسي" الأمريكية، أسقط المتظاهرون تمثال السياسي الشهير "أدوارد كارماك" الذي اشتهر بعنصريته الشديدة، وكان له مقال منذ ما يقرب من مئة عام، يؤيد فيه إعدام بعض الرجال السود، فجاء أحفاد من أيد إعدامهم لينتقموا؛ ولكن لم يجدوا غير تمثاله ليطلقوا عليه الرصاص، في مشهد مثير ذكرنا بمشهد إسقاط تمثال "صدام حسين" في بغداد عقب سقوط العراق عام 2003.
وفي "نيويورك" مركز التجارة العالمي، أعلنت الشرطة المحلية عن إغلاق الشوارع وسط منطقة مانهاتن أمام حركة السيارات خوفاً على وول ستريت، مقر بورصة نيويورك أهم البورصات العالمية ومركز أهم البنوك والشركات الاحتكارية الكبرى. ولم تمنع هذه الإجراءات الأمنية المحتجين من مواصلة مظاهراتهم، التي وُصمت في بدايتها بالعنف والتخريب وسرقة المحلات وحرق السيارات؛ مما شوهها وأخرجها عن سلميتها والهدف النبيل الذي خرج المتظاهرون من أجله.
وامتد الغضب إلى العاصمة "واشنطن". وفي تحد واضح لقرار حظر التجوال؛ وصل المتظاهرون إلى البيت الأبيض الذي تم فرض طوق أمني حوله من قوات الشرطة والحرس الوطني، ووُضع سور حديدي لعزله عن جموع المحتجين الذين نادوا برحيل "ترامب"، ما جعله يختبئ في مخبأ سري تحت الأرض مع أسرته، خوفاً من الجماهير المحتشدة، رغم وجود آلاف الجنود المدججين بالسلاح!!
ما حدث أمام البيت الأبيض، مشهد لم يحدث من قبل إلا في أفلام هوليود، التي أصبحنا نشاهد كثيراً منها على أرض الواقع، مما يعطي انطباعاً بأن عام 2020 الذي بدأ بجائحة "كورونا"، سيُصنع فيه تاريخ جديد للعالم ونحن نعيش حاليا في قلب هذا التاريخ، وإن كنا نتمنى أن نشارك في صنعه.
يبدو أن ترامب قد غضب من سخرية الناس الواسعة من اختفائه في قبو البيت الأبيض، فأخذته العزة بالنفس وقرر أن يتحدى الجميع، ويخرج مترجلاً على قدميه في الشارع رافعاً الإنجيل، إلى كنيسة مجاورة للبيت الأبيض، وهو لم يضبط يوماً متلبساً بدخولها من ذي قبل، في استعراض مسرحي هزيل، على وقع أصوات قنابل الغاز وطلقات الرصاص المطاط التي أطلقها الحرس الوطني ليبعد المتظاهرين عن محيط البيت الأبيض، كي يتمكن "الطاووس" المختال بنفسه من الوصول إلى الكنيسة؛ وأخذ صورة تذكارية، سعياً منه لزيادة شعبيته في صفوف الإنجيليين البيض ليواجه بها غضب السود، في حركة استفزازية؛ بعيدة كل البعد عن رئيس حكيم يسعى لاحتواء غضب شعبه، بل إنه يزيد من اشتعاله. كانت هذه الخطوة الحمقاء كفيلة بأن تعبر عن العنصرية البغيضة، التي يتبناها هو وأنصاره من الجمهوريين.
"ترامب" هو أول رئيس أمريكي يهدد حكام الولايات باستخدام القوة العسكرية المطلقة ضد الاحتجاجات إذا لم يقوموا بعملهم، ويهدد باستخدم قانون "نشر الجيش داخل الولايات"، الذي صدر عام 1807، ولكن وزير الدفاع "مارك إسبر" تراجع وسحب قوات الجيش، معبراً عن رفضه الزج بالجيش في السياسة واستخدامه لقمع الاحتجاجات السلمية، كما رفضه أيضا رئيس الأركان..
وشن وزير الدفاع السابق "جيم ماتيس" هجوماً عنيفاً على ترامب، متهم إياه بالسعي إلى تقسيم البلاد؛ قائلاً: "ترامب هو أول رئيس في حياتي لا يحاول توحيد الأمريكيين أو حتى يتظاهر بذلك، بل هو يحاول أن يقسمنا".
كما هاجمه كل من الرئيسين السابقين "أوباما" و"جورج دبليو بوش" الذي حثه على سماع أصوات المحتجين بدلاً من قمعهم، بينما وجه "أوباما" تحية للمتظاهرين، وأضاف أن ما يحدث هو من أنواع التغييرات الملحمية في تاريخ الولايات المتحدة..
وجاءت الاحتجاجات، فرصة سانحة للمرشح الديمقراطي للرئاسة الأمريكية "جو بايدن" كي يشن هجوماً عنيفاً علي "ترامب"؛ متهماً إياه بأنه يستخدم الجيش الأمريكي ضد الشعب الأمريكي، ويطلق الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاط على المتظاهرين السلميين من أجل الترويج لنفسه وأخذ صورة دعائية!
ويستمر "ترامب" في حماقته بالاستخفاف بالمتظاهرين، وعدم الاستماع لمطالبهم العادلة بتعال شديد، ولعل آخرها ما صرح به لدى الاحتفاء بزيادة نسبة التوظيف: "إن جورج فلويد ينظر الآن ويقول إنه ليوم عظيم"، ما اعتبره "بايدن" قولا يدعو للازدراء، وهو كذلك بالفعل"!
في حقيقة الأمر أن الاحتجاجات بعد مقتل "جورج فلويد"، لم تكن فقط ضد الجريمة الأخيرة، بل هي ضد العنصرية التي تحميها مؤسسات الدولة وخاصة أجهزة الأمن. ولعل أبلغ كلام يعبر عن ذلك، ما قالته ابنة "فلويد" وهي تصرخ في المظاهرات: "أبي لقد غيرت العالم"..
إن هذه الجريمة التي وثقها أحد المارة بكاميرا هاتفه المحمول، نزعت ورقة التوت التي تغطي سوءة أمريكا، المدعية العدالة والمساواة، وتتدخل في بلدان العالم بحجة حقوق الإنسان وحماية حقوق الأقليات، وهي الغائبة عنها تماماً في بلادها. لقد أعادت الجريمة فتح ملف الاضطهاد الذي يتعرض له المواطنون (السود) على أيدي الشرطة وبعض مؤسسات الدولة، رغم مرور أكثر من 50 عاما على إلغاء قوانين التمييز العنصري، فالفوارق ما زالت موجودة، والتمييز لا يزال مستمراً..
لم يكن للسود من ثمرات ثورة القرن العشرين أي نصيب، فرغم التقدم الفكري والتقني استمرت معاناة السود خاصة في الولايات الجنوبية، لقد شاركوا في حروب العشرين خادمين الأراضي الأمريكية بكل تفان وإخلاص، ومع ذلك لم يسلموا من التفرقة العنصرية، فأمريكا بلد الحريات غارقة في العنصرية والفاشية!
مما لا شك فيه أن الشعبوية زادت في أمريكا منذ وصول "دونالد ترامب" إلى "البيت الأبيض" عبر أصوات العنصريين البيض، وبسبب تبنيه لأجندتهم وتهجمه على الرئيس "أوباما" ومطالبته بالعودة إلى كينيا، مسقط رأس والده، مع التشكيك في شهادة ميلاده. وهذا إضافة حملاته المستمرة ضد المهاجرين والمسلمين منهم خاصة.
كلها أسباب أدت إلى تفاقم ممارسات التمييز العنصرى، في دولة تدعي أنها زعيمة المساواة والحرية في العالم، بينما هي في الحقيقة تخفي وراء هذه الشعارات صورة قبيحة لدولة العنصرية لا يمكن تقبلها في القرن الواحد والعشرين. وهو أمر يدل على أن الاضطهاد والعنصرية متأصلان في الولايات المتحدة رغم الدعاية الأمريكية منذ زمن بعيد؛ والتي تحاول أن تظهر بأن شعبها يعيش في المدينة الفاضلة!!
وإذا حاولنا أن نفهم المجتمع الأمريكي وكيف تطورت صفاته وسلوكه الاجتماعي، سوف نجد أن الرجل الأبيض عرف العنصرية ضد أصحاب الأصول السوداء ومن أصل أفريقي قبل معرفته بالإنسانية ذاتها!!
ومن السخرية بمكان أن أمريكا في الأساس بلد مهاجرين، حتى رئيس الولايات المتحدة الأمريكية نفسه أصوله ليست أمريكية، ولكنه أبيض البشرة، إنها العنصرية في أبشع صورها!
ومن المؤسف أنه رغم مرور ما يقرب من 150عام منذ أن حرر "إبراهام لنكون" العبيد في أمريكا، لا يزال أصحاب البشرة السمراء يعانون من كل أشكال العنصرية في العديد من الولايات الأمريكية. وجاء مقتل "جورج فلويد" صرخة جديدة في وجه عنصرية الرجل الأبيض، وكانت آخر صرخاته "لا أستطيع التنفس"، وكأنه يعبر عن كل السود الذين يريدون أن يتنفسوا نسيم الحرية والمساواة!
ولفهم الاضطرابات التي أشعلها السود في عدد من المدن الأمريكية بعد مقتل "جورج فلويد"، لا بد من الرجوع للأرقام الرسمية الأمريكية.
تقول الأرقام الرسمية على أن اوضاع السود (من أصول أفريقية) في أمريكا ويصل عددهم إلى 43 مليون نسمة، لا تتناسب والدعاية الأمريكية عن الديمقراطية وحقوق الإنسان، وعلى سبيل المثال:
نسبة السود من سكان الولايات المتحدة هي 12.7 في المئة من إجمالي عدد السكان، لكن تمثيلهم السياسي وأوضاعهم الاقتصادية تشير لما يلي:
1- عدد الرؤساء في التاريخي الأمريكي من السود هو 1 من 45.
2- نسبتهم في مجلس الشيوخ الحالي 1 في المئة.
3- نسبتهم في مجلس النواب الحالي 9.5 في المئة.
4- نسبتهم في حكام الولايات حاليا صفر في المئة.
أوضاعهم الاقتصادية كالتالي:
يمثل دخل الأسود 48 في المئة من إجمالي دخل الأبيض، كما أن نسبة من السود تمثل 20.8 في المئة يعيشون دون مستوى الفقر، مقابل 8.1 في المئة من البيض يعيشون دون مستوى الفقر.
أما على المستوى الاجتماعي، يشكل السود حاليا 40 في المئة من مجموع السجناء الأمريكيين، كما أن نسبة من يحملون مؤهلات علمية عالية بين السود هي أقل من 50 في المئة من نظرائهم البيض..
وتشير تقارير FBI الأمريكية أن العنف المدفوع بدوافع عنصرية بسبب اللون أو الدين؛ ارتفع منذ تولي ترامب السلطة عام 2017 بمعدل 12 في المئة..
ولكي تكون الصورة أوضح لا بد أن نلقي الضوء على الفيلم الوثائقي الأمريكي ""The 13th، الذي أنتج عام 2016، ورُشح للأوسكار كأفضل فيلم وثائقي طويل. وهو للناشطة الأمريكية والمخرجة "أفا دي فيرني"، وهي من أصول إفريقية.
يوضح لنا الفيلم مدى العنصرية والتعصب والاضطهاد ضد السود من الأفارقة الأمريكيين، منذ عصر العبودية إلى عصرنا الحالي، مروراً بعصر الاعتقالات الجماعية العشوائية والتوقيف، وتفتيش الأفراد وإهانتهم علانية، واقتحام المنازل ليلاً، والتوسع الكبير في بناء السجون مع الارتفاع الجنوني في أعداد السجناء كل عام، بحيث أصبح البديل العصري للمزارع الإقطاعية التي كان يتم فيها استغلال العبيد وتشغيلهم إجبارياً.
أي أنهم استبدلوا السجن بالعبودية ومن "رقيق" إلى "مدان"، وهو ما نص عليه البند (13) والذي اختارته المخرجة اسماً لفيلمها. وهذا البند (13) أضيف إلى الدستور الأمريكي عام 1865، ينص على تحريم الرق واستعباد البشر، مع استثناء مرتكبي الجرائم الذين تصدر عليهم أحكام بالإدانة. وهذا الاستثناء تم التعتيم عليه وتجاهله طويلاً ومن بابه دخل الشيطان، وشيطن كل ما هو أسود، مما استغله البيض العنصريون في ممارسات عنيفة وهمجية ضد السود لمجرد الشك، ثم طبعت صورة نمطية مرتبطة بالإجرام للشخص الأسود عبر الإعلام والأفلام.
وتصور المخرجة كيف كان ممكناً أن يعاد اعتقال نفس العبيد الذين تم إعتاقهم بدعوى ارتكابهم جرائم حتى لو كانت صغيرة، والحكم عليهم وإعادتهم للعمل في مزارع السادة مجدداً في الجنوب الأمريكي.
كما تعرض الفيلم لإقرار وثيقة الحقوق المدنية والمساواة في عهد الرئيس "جونسون"، وكيف تم الالتفاف عليها في عهد الرئيس نيكسون مع الإعلان عن السياسة التي أطلق عليها "إقرار القانون والنظام" في أوائل السبعينيات، والتوسع في اعتقال السود الأمريكيين بموجب تشريعات جديدة والتوسع في بناء السجون وارتفاع أعداد السجناء، بزعم التصدي لمكافحة الجريمة والخروج عن القانون، وهي السياسة التي انعكست بالسلب على حياة السود الأمريكيين بوجه خاص.
ومع مجيء الرئيس "رونالد ريجان" بدأ سياسة القبضة الحديدية والقمع والاعتقال الجماعي والتفتيش العشوائي، واستمرت طوال سنوات التسعينيات مع"جورج بوش" الأب الذي استخدم التخويف من إجرام السود في حملته الانتخابية ليكسب الفترة الأولى. لكن الأسوأ أن "كلينتون" الديمقراطي أدرك أن لعبة التصدى للجريمة ومضاعفة ميزانية الأمن والسجون هي الحل، فأكسبته ضد "بوش" الانتخابات ولفترتين. وزاد كلينتون بقوانين أشد من الجمهوريين وأصبح أسوأ منهم جميعا، حيث أصدر قانون "الضربات الثلاث"، وهو قانون يسمح بالسجن مدى الحياة في حالة تكرار ارتكاب الجريمة مرتين بعد المرة الأولى. واعترف "كلينتون" أثناء الحملة الانتخابية لزوجته "هيلاري" بخطئه على إقرار هذا القانون، وان أضراره كثيرة ولم يساهم في الحد من الجريمة..
وفي لقطات وثائقية نادرة قديمة، نشاهد "دونالد ترامب" في حملته الانتخابية، يلقي كلمة في أنصاره يعرب فيها عن تطلعه الى أمريكا التي نحبها جميعا، بينما نشاهد أنصاره يعتدون على المعارضين وينكلون بهم، في تقابل مع لقطات وثائقية للاعتداءات العنصرية في الخمسينيات والستينيات على المطالبين بالمساواة في الحقوق المدنية.
وهكذا استشرف الفيلم منذ أربع سنوات، أن الموبايل سيصور للأمريكيين والعالم أجمع بطش رجال الشرطة البيض بالأمريكيين السود وهي تقتلهم وتفلت من العقاب. ويستخدم المرشح الجمهورى للرئاسة (ترامب) نفس لغة العنصريين لاستمرار استعباد الرجل الأبيض للأسود بطرق مشروعة رافعاً شعار: النظام والقانون!
ويختتم الفيلم بإحصائية جديدة تلفت الأنظار إلى الارتفاع الكبير في عدد نزلاء السجون الأمريكية. فقد كان في السبعينيات 357.292 سجينا، ثم ارتفع في التسعينيات إلى مليون و179.200 سجين، وبلغ حاليا 2.3 مليون سجين، 2016. ورغم أن نسبة السود في أمريكا نحو 6 في المئة من مجموع الأمريكيين، فإن نسبتهم في السجون 40 في المئة.
ويبدأ الفيلم بصوت الرئيس أوباما على خلفية سوداء، وهو يعلن أن عدد سكان الولايات المتحدة يمثل 5 في المئة من عدد سكان العالم، إلا أن عدد نزلاء السجون يبلغ 25 في المئة من عدد السجناء في كل العالم.
ولعل من أهم ما يأتي به الفيلم، أنه يركز على التعامل مع العنصرية من منظور اقتصادي، حيث تداخل السياسي مع الاقتصادي في استغلال السود واعتقالهم بأعداد كبيرة بهدف تشغيلهم، كقوة عمل مجانية داخل السجن، بدعوى مكافحة العنف والمخدرات، في حين أن الإحصائيات تبين أن أعمال العنف التي يرتكبها أفراد من البيض الأمريكيين تفوق كثيراً نظراءهم من السود.
ويعتبر هذا الفيلم وثيقة تاريخية غير مسبوقة ضد العنصرية، وصورة صادمة تكشف الكثير مما خفي ليس عن العالم فحسب، بل على غالبية الشعب الأمريكي..
وبعد كل ما تقدم، هل لنا أن نقول ان المظاهرات الغاضبة التي تشهدها أمريكا الآن، تعني أن أمريكا على أبواب ثورة ضد العنصرية؟
لا أعتقد أن تصل تلك الاحتجاجات لثورة عارمة تجتاح أمريكا وتغير من سياستها؛ رغم أن أمريكا اليوم ليست بعضلات الأمس القريب، وخاصة بعد انتهاء الحرب الباردة. فهذه ليست أول مرة يثور فيها السود، ولقد سبق أن قاد الزعيم الأسود "مارتن لوثر كينج" مظاهرة أمام البيت الأبيض قوامها أكثر من ربع مليون مواطن أمريكي عام 1963 وألقى خطابه التاريخي "لدى حلم...". كان يحلم بأن تنهض أمريكا يوماً ويتمكن جميع الأمريكيين من العيش على القيم التي ينص عليها دستور الولايات المتحدة، ويعيشوا المعنى الحقيقي لمبادئها. فكل البشر متساوون.
واغتيل عام 1968 ولم يتحقق حلمه حتى الآن، كما اغتيل من قبله عام 1965 رفيق دربه، الزعيم الأسود "مالكوم إكس"، الذي تحضرني الآن عباراته الشهيرة: "لم نر حلما أمريكياً، ولكننا قاسينا كابوساً أمريكياً، وإن كثيرا من السود يفكرون بعقول بيضاء".
ففي حقيقة الأمر أن السود لا ثقل لهم في السياسة الأمريكية..
بينما يرى الكاتب الصحفي "توماس فريدمان" في مقال كتبه في صحيفة "نيويورك تايمز" الأسبوع الماضي، تحت عنوان "أمريكا التي دمرناها.. من أين لنا بقائد لإنقاذها"، أن الولايات المتحدة الأميركية تتجه نحو حرب أهلية ثقافية، ولكنها ليست محظوظة هذه المرة، إذ لا يقودها رئيس مثل "أبراهام لنكولن". وأعرب عن مخاوفه بشأن مستقبل أمريكا في ظل حالة التمزق والانقسام التي أحدثها ترامب. وقال إنه لم يعد متأكداً من قدرة الأمريكيين على تحقيق انتقال سلمي للسلطة وإجراء انتخابات حرة ونزيهة في تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل..
ولننتظر ما ستحمله لنا الأيام القادمة، هل هي أمريكا التي حلم بها "مارتن لوثر كنج"؟ أم الكابوس الذي شعر به "مالكوم إكس" ويشاركه فيه اليوم "توماس فريدمان"؟..
twitter.com/amiraaboelfetou
مقتل فلويد وفرص إعادة انتخاب ترامب
أمركة الإعلام العربي لأخبار الاحتجاجات ضد العنصرية
استعلاء العرق الأبيض وشعبوية ترامب وعنصرية الشرطة