ساهمت منصات التحادث في إحداث ثورة في
العلاقات بين الأشخاص في الصين وارتفاع نسبة الطلاق من خلال تسهيل المغازلة
وبالتالي الخيانة.
لم تتمكن إيكو من معرفة سبب عودة
زوجها، وهو رجل أعمال في شنغهاي، باستمرار إلى المنزل بعد منتصف الليل، ما أدى إلى
التأثير على زواجهما الممتد 10 سنوات، حتى بحثت في هاتفه.
ترتفع نسبة الطلاق في الصين بسبب
مجموعة من العوامل ما دفع الحكومة إلى إقرار قانون في أيار/مايو تفرض بموجبه فترة
"تهدئة" لمدة شهر على الأزواج قبل انفصالهم. لكن بفضل التكنولوجيا،
"أصبح التعارف أكثر سهولة. من المحتمل أن تكون هناك إغراءات"، وفق ما
قالت إيكو التي امتنعت عن ذكر اسمها الكامل والتي تذهب حاليا إلى مستشار زواج
برفقة زوجها.
والعلاقات خارج نطاق الزواج ليست ظاهرة
جديدة في الصين مع صناعة الجنس المزدهرة. وقد وجدت دراسة أجراها باحث صيني بارز في
مجال الجنس العام 2015 زيادة حادة في نسبة العلاقات خارج الزواج في السنوات
الأخيرة.
اقرأ أيضا: الصين تفرض على راغبي الطلاق "مهلة للتفكير" وتثير جدلا
وقد برزت قضية الخيانة الزوجية في
نيسان/أبريل عندما كشفت عارضة الأزياء الصينية تشو يانج تشينغ أن صديقها الذي
تجمعهما علاقة عمرها تسع سنوات المغني التايواني شو لو استخدم "ويتشات"
ومنصات أخرى للتحادث لإقامة علاقات مع العديد من النساء.
وأوضح تشو شينيونغ مستشار الزواج في
شنغهاي أن التكنولوجيا تزيد من الضغوط الاجتماعية والاقتصادية المتزايدة على
الأزواج.
وتابع: "المجتمع الصيني يتطور
بسرعة كبيرة جدا. لقد أصبحنا بسرعة مجتمعا ميسورا نسبيا، لكن السعادة المادية تعني
العمل أكثر وتمضية وقت أقل في بناء الزيجات والحفاظ عليها".
لقاءات عادية
وقال تشو إن الكثيرين يجدون منفذا من
خلال المغازلة عبر الإنترنت. وقد ذكر ميزة "أشخاص بالقرب مني" التي
غالبا ما تستخدم للّقاءات العادية. لكن حتى الاستخدام البريء لمنصة
"ويتشات" قد تساهم في ضلال المستخدمين.
وأوضح تشو أن "ويتشات" تجعل
"من السهل للغاية العثور على الجنس الآخر". ارتفعت نسبة الزيجات الصينية
المسجلة بنسبة 14 % تقريبا بين عامي 1998 و2018، ووصل عددها إلى أكثر من 10
ملايين، وفقا للأرقام الحكومية.
لكن حالات الطلاق ازدادت أربع مرات تقريبا (4,5
ملايين سنويا) خلال الفترة نفسها. وقال داي بنغجون وهو محقق خاص في شنغهاي يحقق في
الخيانات المشتبه بها، إن تطبيقات المراسلة هي خيط مشترك في تلك القضايا.
علاقات خارج إطار الزواج
بدأ داي عمله في السنوات الأخيرة وأصبح
لديه اليوم سبعة موظفين يتعاملون مع حوالي 10 حالات شهريا في أنحاء البلاد، 40 %
منها تشمل نساء لم يكن وفيات. وشرح: "فكرت كثيرا في سبب ازدياد نسبة العلاقات
خارج إطار الزواج بشكل مطرد"، مضيفا: "هل هو بسبب تراجع مستوى الأخلاق؟
لا أعتقد ذلك. الأمر له علاقة كبيرة بحياة الناس المادية والتطور
التكنولوجي".
ويتضمن عمله مراقبة
"الأهداف" وتعقبها وتصويرها. رافق أحد صحافيي وكالة فرانس برس داي
وطاقمه في إحدى المهمات فيما كانوا يلاحقون رجلا اشتبهت زوجته بخيانته لها، لساعات
عدة في الحي المالي ومترو الأنفاق في شنغهاي. ولم يلاحظ أي شيء يجرّمه.
لكن في حالات أخرى، اكتشف داي ذكورا
متورطين بعلاقات متعددة خارج نطاق الزواج، بما في ذلك علاقات نتج عنها أطفال. ولفت
تشو إلى أن الافتقار إلى الثقافة اللازمة يعتبر مشكلة.
وأوضح: "يبدأ تثقيفنا الجنسي في
المدرسة الابتدائية لكن التربية على الحب والزواج غير موجودة".
واعتبرت وسائل الإعلام أن مرحلة
الإغلاق الطويلة التي فرضت على البلاد لمكافحة وباء كوفيد-19 في وقت مبكر من هذا
العام ساهمت في ارتفاع معدلات الطلاق بسبب الملل الذي شعر به الأزواج جراء الوقت
الطويل الذي أمضوه معا. إلا أن إيكو اختبرت عكس ذلك. فقد شكل هذا الأمر فرصة
للزوجين لإصلاح زواجهما. وهي متفائلة.
لقاح صيني واعد لكورونا يظهر نتائج مبشرة على الحيوانات
الحجر المنزلي يقود سبعينيين للزواج في أمريكا
الصين تفرض على راغبي الطلاق "مهلة للتفكير" وتثير جدلا