صحافة دولية

الغارديان: تدخل مصر بليبيا يقود لحرب باردة بالمنطقة العربية

أجبرت حكومة الوفاق المدعومة من تركيا مليشيا حفتر على الانسحاب حتى مدينة سرت- جيتي

ذكرت صحيفة "الغارديان" أن التطورات الحالية بليبيا، قد تجر الجيش المصري للحرب الباردة في المنطقة، مشيرة إلى أن الجهود الدبلوماسية قد تكثفت لمنع القاهرة من التدخل العسكري.

 

وقالت الصحيفة في تقرير ترجمته "عربي21"، إن الضجيج حول مصير ليبيا قد ارتفع بعد تكبد حفتر خسائر بعد حملة شنها استمرت 15 شهرا للمحاولة على السيطرة على العاصمة طرابلس.

 

وأجبرت حكومة الوفاق المعترف بها من الأمم المتحدة والمدعومة من تركيا، مليشيا حفتر، على الانسحاب حتى مدينة سرت، التي باتت ساحة مواجهة بين الأطراف، وباتت قوات الجيش الليبي لا تبعد سوى 30 كم عن المدينة الليبية، حيث عززت مواقعها قرب محطة توليد الكهرباء، فيما انتشرت مليشيا حفتر المدعومة من مصر والإمارات وروسيا في المناطق المدنية.

 

ورأت الصحيفة، أن الفوضى التي تمر بها البلاد بعد مقتل معمر القذافي، أدت لتدخل القوى الإقليمية والدولية، بالإضافة لانتشار المرتزقة والراديكاليين، حيث يحاول كل طرف منهم أن يحصل على حصة من أغنى بلد في أفريقيا.

 

وأشارت الصحيفة، إلى التهديدات التي أطلقها رئيس النظام المصري عبد الفتاح السيسي، ودعوة الجامعة العربية لوقف إطلاق النار، بالوقت الذي يبدي فيه الجيش الليبي استعداده لتحرير مدينة سرت.

 

اقرأ أيضا: هل تتجاوز مصر الولايات المتحدة وتتدخل عسكريا بليبيا؟
 

ونقلت عن أحد المقاتلين في الجيش الليبي قوله، إن مليشيا حفتر حاصرت طرابلس مدة طويلة، وقتلت الناس بقصفها، ولكن عندما تحرك الجيش الليبي تراجعت، نحو 300 ميل، وهي محطمة (في إشارة للخسائر التي تكبدتها).

 

وأكدت الصحيفة، أن "الغزو المصري"، حدث أم لا، بات مدار نقاش في الداخل الليبي، ونقلت عن مدير معهد الصادق في طرابلس، أنس القماطي، قوله: "لن يدخل السيسي إلا إن سمحت روسيا لحكومة الوفاق الوطني وتركيا بعبور سرت، وفي حال حصوله على الدعم المالي من شريك آخر، سواء الإمارات العربية أو السعودية".

 

وتابع القماطي: "ستكون عملية برية عند الحدود، وتهدف لمنع تقدم تركيا والوفاق الوطني باتجاه الهلال النفطي الذي يمتد من سرت إلى أبواب بنغازي".

 

بدوره قال مدير برنامج تركيا في معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، سونير تشاغباتاي، إن المرحلة الحالية من النزاع في ليبيا، أضحت حربا بالوكالة على مستويين، أولا بين أردوغان والسيسي اللذين يواجهان بعضهما البعض في الشرق الأوسط، وثانيا بين أردوغان والإمارات عدوته الجديدة في المنطقة.

 

ونقلت الصحيفة عن المستشار البارز لحكومة الوفاق الوطني، محمد علي عبد الله، قوله إن التهديد المصري قد يشعل الوضع، وتحتاج مصر لأن تكون جزءا من الحل في ليبيا لا جزءا من المشكلة، كما هو الحال في السنوات الماضية و”المقترح الذي تقدموا به يخفض فرص السلام ويزيد من مخاطر تشرذم ليبيا” في إشارة لمبادرة وقف إطلاق النار.

 

اقرأ أيضا: إندبندنت: مصر قد تواجه تركيا عسكريا على أرض ليبيا
 

وأضاف، أن مصر والإمارات ترفضان سيطرة حكومة الوفاق الوطني على حقول النفط، و"لو حدث فقد تعرضتا للإهانة ولا يريدان هذا” كما يقول دبلوماسي في المنطقة و”ربما لوحت مصر بالحرب ولكن تركيا ستحاول الخداع، فهي بعيدة 800 ميل عن سرت، فماذا بمقدروهم فعله، ولهذا سيحاولون البحث عن سلام".

 

بدوره قال الزميل البارز في المعهد الملكي للدراسات المتحدة ووقفية كارنيغي، اتش إي هيللير: "من الناحية العامة يتردد الجيش المصري بالتورط خارج حدوده، ولهذا السبب لم يشارك في العقود الماضية في اليمن وسوريا مثلا".

 

وتابع قائلا: "إن لمصر مخاوف أمنية على حدودها مع ليبيا، ولو قررت القاهرة التحرك فستتحرك بالتنسيق مع محورها خاصة السعودية والإمارات".

 

ورأى هيللير، أنه من المهم ربط هذا بالحرب الباردة في العالم العربي، حيث ظهر خلال السنوات الماضية تحالف تمحور حول تركيا وقطر، وآخر تمحور حول مصر والسعودية والإمارات، ولا يمكن فهم الحرب في ليبيا بدون النظر إلى هذا النزاع.