صحافة إسرائيلية

مستشرق يهودي: لقاء فتح وحماس يقلق إسرائيل

اليعاري: أبو مازن وافق على ملخص حوار الرجوب مع العاروري وفوضه بالاستمرار بهذه الطريقة- تويتر

قال مستشرق يهودي إن "اللقاء الأخير الذي جمع قادة حماس وفتح عبر التقنيات الإلكترونية قد يشير لشراكة بين الحركتين في الضفة الغربية ضد خطة الضم الإسرائيلية، وفي ظل الحديث عن الضم، فقد أُقيم في الضفة الغربية تعاون ينذر بالخطر بين حماس وفتح، وتمت صياغة هذا التعاون بمساعدة أحد المرشحين ليحل محل أبو مازن، وهو جبريل الرجوب، الذي يتعاون مع ناصر القدوة ابن أخت ياسر عرفات ومع آخرين".


وأضاف إيهود يعاري، محرر الشؤون الفلسطينية والعربية، في مقاله على موقع القناة 12 الإسرائيلية، ترجمته "عربي21"، أن "هذا التعاون بين فتح وحماس، مهما كان محدودا، يعتبر تطورا كبيرا لإسرائيل، لأنه بات من المسلم به أن السرعة التي تم بها التوصل لهذا الاتفاق فاجأت الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، على الرغم من أن مثل هذا الاحتمال كان على المحك منذ أن بدأت إجراءات الضم".


وأشار يعاري، الزميل الباحث في معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، ووثيق الصلة بأجهزة الأمن الإسرائيلية والفلسطينية، أن "المهم ليس المؤتمر الصحفي الافتراضي لجبريل الرجوب وصالح العاروري، لكن ما يحدث على الأرض، يتوقف على أن تعلن السلطة الفلسطينية عدم اعتقال أفراد حماس، والتصريح الممنوح لنشطائها في الضفة الغربية، قد يكون مقدمة لمحاولة إعادة التنظيم هناك".


وأكد أن "لقاء فتح وحماس يتطلب إعطاء خلفية صغيرة عن المشاركين فيه، فالرجوب أحد المتنافسين الرئيسيين على إرث أبو مازن، ودخل في ائتلاف مع رئيس المخابرات السابق توفيق الطيراوي، وابن شقيقة عرفات ناصر القدوة، كما وصل مؤخرا لنوع من "المصالحة الربعية" مع منافسه القديم محمد دحلان، الذي تم ترحيله، ويعيش في المنفى في أبو ظبي وصربيا، لكنه قلق دائما بشأن شراء الأصدقاء والتأثير في صفوف فتح".


وأوضح أن "الرجوب ليس هو المرشح المفضل لدى أبو مازن، والسلطة الفلسطينية لا تريد رؤيته بديلا، لكن هذه المرة، اختار أبو مازن تحميل الرجوب مسؤولية كل أعمال الاحتجاج ضد نوايا الضم الإسرائيلية، لكن الأخير يحاول منذ فترة أن يسوق نفسه على أنه الرجل الوحيد في قيادة فتح القادر على التوصل لتفاهمات مع حماس، مع العلم أن أخاه الشيخ نايف هو أحد كبار المسؤولين التنفيذيين لحماس في مدينة الخليل".


وأضاف أنه "حتى الآن، انتهت جميع محاولات فتح وحماس دون أي نتائج، وهذه المرة، لجأ الرجوب إلى زعيم حماس في الضفة الغربية، وهو ممنوع من التنقل بين الدول العربية، حيث تقتصر تحركاته على تركيا وقطر وماليزيا، وتزامن لقاء حماس وفتح مع ما تشهده غزة من المزيد من إجراء تجارب صاروخية باتجاه البحر كإشارة لإسرائيل، لما قد يحدث إذا حقق نتنياهو رغبته في الضم، حتى لو كان ضئيلا محدودا".


في المقابل، فإن "العاروري، رجل داهية ومعقد، وهو لم يتأخر لفهم فوائد عرض الرجوب، لكنه خرج بقناعة أن اللقاء سيساعد حماس بتنظيم تظاهرات كبيرة في الضفة الغربية، لم تتمكن فتح من تنظيمها حتى الآن، وفي المقابل، ستمتلك حماس ميزتين رئيسيتين: تنظيم الاحتجاجات، وخلالها سيكون ناشطو حماس محصنين من الاعتقال من قوات الأمن الفلسطينية، ويخرجون من الاختباء، وإعادة التجمع على الأقل في الأوساط السياسية".


وأشار إلى أن "ملخص لقاء العاروري والرجوب تم إحضاره إلى أبو مازن، عقب لقاء الاثنين في وقت متأخر، وأدرك أنه ليس أمام اتفاق للمصالحة بين فتح وحماس، وهي مسألة حساسة للغاية، لكنها دعوة لتجسيد العلاقة بينهما على منطق "سلمية سلمية".


وختم بالقول إن "أبو مازن وافق على ملخص حوار الرجوب مع العاروري، رغم أنه لم يتم الإبلاغ عنها مسبقا، وفوض الرجوب بالاستمرار بهذه الطريقة، وهكذا، قد تواجه إسرائيل الآن وضعا جيدا في الساحة الفلسطينية، حيث يتم استبدال الصدام الدائم بين فتح وحماس، بالتنسيق والضمانات المتبادلة".