نشر موقع صحيفة "الإندبندنت" البريطانية مقالا للكاتب "باتريك كوبيرن"، الخبير بشؤون الشرق الأوسط، أشار فيه إلى أن المنطقة تشهد تغيير تاريخيا، أكثر أهمية من ذلك الذي يمثله اتفاق "تطبيع" الإمارات مع الاحتلال الإسرائيلي.
واعتبر الكاتب أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، يبالغان في الحديث عن أهمية "إنجازهما"، في إشارة إلى التطبيع الخليجي الرسمي، لتعزيز حظوظهما السياسية المحلية.
وأوضح المقال أن الإمارات أقامت بالفعل، ومنذ فترة طويلة، روابط أمنية وتجارية مع الاحتلال، فيما كان تأجيل ضم نتنياهو للضفة الغربية تم في وقت سابق، ولم يكن مرتبطا بالاتفاق.
وفي المقابل، بحسب الكاتب، فإن هنالك تغييرا تاريخيا حقيقيا يحدث في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، زادت سرعته كارثة فيروس كورونا المستجد، وسيغير بدوره سياسات المنطقة بشكل جذري.
اقرأ أيضا: لهذا تسعى أمريكا لتطبيع علاقات إسرائيل مع الأنظمة العربية
ويرى "كوبيرن" أن العصر الذي تميز بقوة الدول النفطية ينتهي، والعامل الحاسم في ذلك هو أنه بين عامي 2012 و2020، انخفضت عائدات النفط للمنتجين العرب من تريليون دولار إلى 300 مليار دولار، أي بانخفاض يزيد على الثلثين.
ويعتبر الكاتب أنه لطالما واجهت الدول النفطية مشكلة في تحويل الأموال إلى قوة سياسية.
وفي هذا الإطار، لعبت السعودية والإمارات وقطر دورا أكثر حدة خلال انتفاضات الربيع العربي في مصر وليبيا وسوريا واليمن والبحرين في عام 2011، بحسبه.
ويضيف أن ولي عهد المملكة، محمد بن سلمان، وولي عهد أبو ظبي، محمد بن زايد، الحاكمين الفعليين للسعودية والإمارات، أصبحا أكثر تأثيرا إقليميا خلال عام 2015 وشعرا بسعادة غامرة في العام التالي عندما جاء ترامب إلى البيت الأبيض، متأثرا بثرواتهما ونفوذهما.
ويشير الكاتب إلى أنه لا يمكن فعل الكثير للحفاظ علي هذا النمط من النفوذ، لأن صناعة النفط تتهاوى وتدمر جميع أشكال النشاط الاقتصادي الأخرى، ما من شأنه تغيير المشهد الإقليمي برمّته.
WP: خطط الضم تأجلت لرفض المجتمع الدولي ونصف الإسرائيليين لها
صحف: تصفيق في واشنطن وتعقيدات جديدة بالشرق الأوسط
الغارديان: قطار التطبيع قد يصل عُمان والبحرين وربما السعودية