علق رئيس الهيئة الإسلامية العليا في مدينة القدس المحتلة، خطيب المسجد الأقصى، الشيخ عكرمة صبري، على اتفاق التطبيع الذي أعلن عنه الخميس الماضي، بين الاحتلال الإسرائيلي ودولة الإمارات العربية المتحدة.
وقال صبري في تصريخ خاص لـ"عربي21" إن "الإعلان عن اتفاق التطبيع لم يفاجئنا؛ لأن التطبيع كان ينفذ أسفل الطاولة والآن أصبح فوقها".
وأكد أن "التطبيع؛ هو شكل من أشكال الهزائم والتراجع والضعف، في نيل حقوقنا الشرعية، وكأن الذي يطبع غير مقتنع بحقنا الإلهي في فلسطين، ونحن إذ نؤكد أن القضية الفلسطينية ليست لأهل فلسطين وحدهم ولا تخصهم وحدهم، بل هي قضية عقائدية إيمانية مرتبطة بكل عربي ومسلم".
وشدد رئيس الهيئة الإسلامية، على أن "القدس تاج فلسطين، شأنها شأن مكة المكرمة والمدينة المنورة، ونحن حينما نذكر المسجد الأقصى والقدس وفلسطين، فكلها ذات مدلول واحد، ولا يمكننا أن نميز بين فلسطين والقدس والأقصى، لأن الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة، أعطت نفس المدلول".
وأضاف: "حينما نقول فلسطين، نعني بذلك القدس والأقصى، وحينما نذكر القدس، نعني فلسطين والأقصى، وحينما نذكر الأقصى، فنحن نعني فلسطين والقدس"، مشددا على وجوب "تثبيت البوصلة نحو القدس".
ونبه خطيب المسجد الأقصى، أن "ما يجري من تطبيع لن يسقط حقنا ولن يضعف موقفنا الإيماني"، مؤكدا أن "الشدائد والمحن ميزت بين الخبيث والطيب، بين من يقف معك ومن يقف ضدك، وميزت بين الوفي وبين من يغدر ويخون".
قوة ذات أهمية
وعن رسالته للدول العربية المقبلة على الإعلان الرسمي للتطبيع مع الاحتلال، حيث يجري الحديث عن البحرين والسعودية وغيرهما؛ قال: "هذا يتعلق بالهيمنة الأمريكية، فأمريكا تعتبر نفسها وصية على المنهزمين من العرب، فهم ينفذون أوامرها كيفما أرادت، وهذا أمر فيه خزي وعار".
وتابع مفتي القدس السابق: "لا يجوز أن نفتح المجال لأمريكا بأن تلعب بمصيرنا وقدرنا، وعلينا أن نكون أصحاب كرامة واستقلال"، متسائلا: "ما الذي يمنع هذه الدول أن تتوحد مواقفها مع جميع العرب والمسلمين، لتشكل قوة ذات أهمية حتى يحترمنا الجميع؟".
وتسبب الإعلان عن "اتفاق سلام" بين أبوظبي وتل أبيب، بحالة غضب شعبي وفصائلي ورسمي فلسطيني، وأدانت ورفضت القوى والفصائل والسلطة الفلسطينية هذه الخطوة، وقامت الأخيرة بسحب السفير الفلسطيني من الإمارات.
ونددت باتفاق التطبيع، قوى سياسية وشعبية في دول عربية عدة، فيما خرقت الصمت العربي الرسمي كل من مصر والبحرين وسلطنة عمان حيال اتفاق أبوظبي وتل أبيب؛ وهنأت تلك الدول رسميا الإمارات بالتطبيع مع الاحتلال، فيما تشي مؤشرات بإقدام مسقط والمنامة وربما الرياض بإعلان رسمي مرتقب للتطبيع مع الاحتلال.
اقرأ أيضا: لماذا تجاهلت السعودية التعليق على تطبيع الإمارات؟
مصادر حكومية: موقف الكويت من التطبيع ثابت ولن يتغير
رام الله: الإمارات قامت بخطوة فردية لمصالح ذاتية
8 مواد بالقانون الإماراتي تحاصر المواطنين الرافضين للتطبيع