قال جنرال إسرائيلي إن "ست سنوات مرت منذ انتهاء حرب غزة الأخيرة (الجرف الصامد)، لكن إسرائيل لم تتقدم، وما زالت في مكانها، في حين أن حماس تصعد مرة أخرى من احتكاكها، وتوضح مدى اهتزاز مفهوم التهدئة، مع أن الاستسلام أمامها هذه المرة أيضا سوف يُنظر إليه على أنه نقطة ضعف لإسرائيل".
وأضاف مايكل ميليشتاين، في مقاله بصحيفة يديعوت أحرونوت، ترجمته "عربي21"، أنه في "الساعات القادمة سيحيي الإسرائيليون مرور ست سنوات على انتهاء عملية الجرف الصامد، ومقارنة بصيف 2014، ورغم أن إسرائيل يبدو أنها تفهم الآن بشكل أفضل مما كانت عليه في الماضي الواقع المعقد في قطاع غزة، لكنها لم تقدم خطوات دراماتيكية من أجل تغييره بشكل جذري، ولم تصغ استراتيجية منظمة".
وأشار ميلشتاين، الرئيس السابق للشعبة الفلسطينية بجهاز الاستخبارات العسكرية- أمان، والمستشار السابق للشؤون الفلسطينية بوزارة الحرب، إلى أن "التوتر الحالي في غزة سببه عودة حماس وإسرائيل لنفس نقطة البداية المحبطة، حيث تجسد الاحتكاكات مرة أخرى العقدة القائمة بين الواقع المدني والوضع الأمني، وكما عشية الجرف الصامد، تخوض حماس مواجهة بهدف انتزاع التنازلات المدنية التي تهمها لفرض سيادتها على غزة".
وأكد ميليشتاين، رئيس منتدى الدراسات الفلسطينية في مركز ديان بجامعة تل أبيب، أن "هناك فرقا مقلقا بين توترات 2020 وتوترات 2014، فهذه المرة، تخوض حماس مواجهة واعية ومخططة، ولم يعد قدرة للجوء للأوصاف المخففة كالنشاط الجامح والتدهور غير المنضبط، وسوء التقدير، بل توجد حاليا قنوات مراسلة فعالة بين الأطراف، لم تكن موجودة في الماضي، حماس تروج لمواجهة منخفضة الشدة تتمثل بإطلاق بالونات حارقة ومتفجرة، وهدفها الضغط على إسرائيل، دون المخاطرة بتصعيد واسع معها".
وأوضح أن "التوتر الحالي مع حماس يتطلب من إسرائيل أن تدرس بعمق الافتراضات الأساسية التي تم وضعها في 2018، وشكلت الأساس الذي قامت عليه التفاهمات والتسوية مع حماس، وعلى المرء أن يتساءل عما إذا كان من الصواب الاستمرار في وصف حماس بأنها غير مهتمة بالتصعيد، رغم أنها لا تسعى لحملة واسعة، لكنها لا تسعى لبدء احتكاك عنيف محدود، وما إذا كانت الحركة ناضجة لتسوية طويلة الأمد".
وأضاف أن "الأهم من ذلك كله التوضيح بأن التوتر الأخير يظهر مدى اهتزاز مفهوم التسوية مع حماس، الذي انتهكته الحركة بشكل مفاجئ عندما توصلت لاستنتاج بأن هناك حاجة لتغيير القواعد الحالية للمعادلة، وتم استبدال الخطاب السياسي ونقل الرسائل التي كان من المفترض أن تكون اللغة الأساسية لـ"عصر التنظيم" بإطلاق البالونات والصواريخ، فضلا عن هجمات الجيش الإسرائيلي والعقوبات المدنية".
وأشار إلى أنه "على خلفية وصول السفير القطري لقطاع غزة، ومعه الأموال التي توفر هدوءا مؤقتا، يبدو أن الطرفين يستطيعان تلخيص الاحتكاك الأخير، فلم تخرج حماس بإنجاز كبير في المجال المدني، وعادت للنقطة ذاتها التي واجهت فيها التوترات، وتكبدت إسرائيل من جانبها إصابات مستمرة، دون أن تتمكن من ردع حماس عن مواصلة تحركات عنيفة ضدها".
وأكد أنه "في الوقت الحالي، يجب على إسرائيل إعادة التأكيد على قواعد اللعبة التي يبدو أنها خففت في الأسبوعين الماضيين، وعلى وجه الخصوص أن توضح لحماس أنها لن تكون قادرة على تكرار نموذج الاحتكاك الذي بدأته من أجل انتزاع الإنجازات، ويجب على إسرائيل الامتناع عن حملة واسعة النطاق في قطاع غزة في الوقت الحاضر، عندما تركز على قضايا أخرى، مثل الكورونا، والأزمات الاقتصادية والسياسية".
وأوضح أنه "في الوقت ذاته، يجب على إسرائيل في المستقبل القريب ألا تروج لإيماءات مهمة تجاه حماس، من شأنها على ما يبدو ضمان الهدوء، فمثل هذه التحركات يمكن أن تفسرها حماس على أنها نقطة ضعف تدفعها لمحاولة تكرار سابقة الأسبوعين الماضيين الخطيرة".
وأكد أنه "على المدى الطويل، يجدر النظر في إمكانية استخلاص الإنجازات الاستراتيجية من التوتر الحالي، بما في ذلك فتح التسوية مع حماس، ودمج المكونات الغائبة عنها، مثل اشتراط بعض المساعدات المدنية بالجيش الإسرائيلي، واستعادة أسراه لدى حماس".
وختم بالقول إنه "بجانب القوة الكاملة لدى إسرائيل، فإنها مطالبة بصياغة استراتيجية طويلة المدى لقطاع غزة، من دونها محكوم علينا أن نعيش مع هزات طويلة يائسة تتحرك في دوائر بين جولات التصعيد والترتيبات قصيرة المدى".
خبير عسكري: إسرائيل تفاوض حماس بمسدس خال من الرصاص
خبير إسرائيلي: لعنة غزة تطاردنا بعد 15 عاما على الانسحاب
صحيفة إسرائيلية: الانسحاب من غزة حول حياتنا لكابوس دائم