نشر موقع "بيزنس إنسايدر" الأمريكي تقريرا تحدث فيه عن الطريقة التي تساعدك على أن تطلب من مديرك عدم التدخل في كل شيء.
وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إنه من الصعب أن تكون منتجا وسعيدا إذا كان رئيسك يتدخل في كل تفاصيل العمل، لذلك قد يكون الآن الوقت الأمثل لطلب الحصول على المزيد من الاستقلالية في العمل.
ذلك أن جائحة كوفيد-19 أتاحت فرصا لبدء مناقشة ترتيبات عمل أكثر مرونة، ناهيك عن أن الكثير من الشركات بدأت تدرك أن تحقيق قدر أكبر من الاستقلالية من المحتمل أن يكون فعالا أكثر لكل من المديرين والموظفين على حد السواء.
وذكر الموقع أن تدخل مديرك في الكثير من تفاصيل العمل يمكن أن يقتل إنتاجيتك، ويزيد من حجم قلقك، ناهيك عن أنه قد يدفعك للبحث عن وظيفة جديدة.
ولكن قبل أن تستقيل وتضع نفسك في مواجهة تحديات البحث عن وظيفة جديدة، من الضروري أن تطلب منه الحصول على قدر أكبر من الاستقلالية في العمل.
في هذا السياق، قال إريك أنيسيتش، الأستاذ المساعد للإدارة والتنظيم في جامعة جنوب كاليفورنيا مارشال كلية إدارة الأعمال إن الجائحة جعلت مسألة استقلالية الموظفين على رادار الشركات إلى حد أكبر مما كانت عليه قبل أربعة أشهر.
وأضاف المصدر ذاته: "بهذه الطريقة، يمكن أن تكون الجائحة بمثابة الوقت المناسب لبدء الحديث عن ترتيبات العمل المرنة والاستقلالية بشكل عام".
الاستقلالية تجعل الموظفين أكثر صحة وسعادة
كشفت دراسة حديثة نُشرت في مجلة علم النفس التطبيقي وجود صلة بين الصحة العقلية والوفيات ومستوى الاستقلالية التي يتمتع بها الشخص في العمل، بالإضافة إلى أعباء العمل ومتطلبات العمل ومدى قدرة الشخص على التعامل مع هذه المطالب.
ذلك أن العمال الذين كانوا يتمتعون بمزيد من الاستقلالية، بما في ذلك القدرة على تحديد طريقة عملهم وأهدافهم، كانت نسبة تعرضهم للضغط وخطر الإصابة بالاكتئاب أو الموت أقل.
اقرأ أيضا : هذا هو متوسط الرواتب في شركة "فيسبوك" (إنفوغراف)
أظهرت أبحاث أخرى أن الاستقلالية الوظيفية تعزز حجم تقدير الموظف لذاته وتساعد على تحسن أدائه الوظيفي، وتجعل نسبة رضاه الوظيفي مرتفعة. وهذا ما يقلل من احتمال تغييره لوظيفته.
على الرغم من أن عقودًا من البحث تؤكد فوائد استقلالية الموظف، إلا أن أنسيتش قال إن "أصحاب العمل لم يكونوا يؤيدونها خوفًا من أن العمال لن يقوموا بوظائفهم ما لم يتم الإشراف عليهم".
من خلال تسليط الضوء على بعض أوجه قصور ثقافة المكتب التقليدية، مثل الاجتماعات الشخصية المطولة، مكّنت جائحة كوفيد-19 الشركات من إدراك أن تحقيق قدر أكبر من الاستقلالية هو مكسب لجميع الأطراف.
كيف يمكنك إثارة مسألة الاستقلالية
نقل الموقع ما جاء على لسان لورا هاميل، أخصائية علم النفس التنظيمي ورئيسة قسم شؤون الموظفين في منصة تجربة الموظف "ليمياد"، التي أوضحت أنه "إذا كان حصولك على قدر أكبر من الاستقلالية يتوافق بشكل أفضل مع أسلوب عملك، فخصص وقتًا لمناقشة ذلك مع مديرك في العمل.
لكن عليك الحفاظ على الجانب الإيجابي من المحادثة ووضع توقعات واضحة والحرص على نيل ثقة مديرك في العمل.
وأردف المصدر ذاته أن" الثقة الحقيقية بين الموظف وصاحب العمل هي من أحد الأشياء التي غالبًا ما تفتقدها المؤسسات والتي ستفشل من دونها أي محاولات لتحقيق الاستقلال الذاتي الحقيقي".
وحسب هاميل، فإن "أفضل نهج هو أن تُظهر لصاحب العمل كيف أن منح المزيد من الاستقلالية سيخدم مصالحه".
كما يمكنك أن تقترح تجربة العمل على مشروع صغير وتظهر له كيف يمكن أن تسير الأمور بشكل جيد عندما تعمل بشكل مستقل.
ونوه الموقع بأنه يمكنك الاستشهاد بمناسبات سابقة كنت قد نجحت خلالها في إنهاء مشاريع بشكل مستقل.
على سبيل المثال، اشرح كيف أن الاستقلالية ستطلق العنان لحسك الإبداعي بشكل أفضل وستجعلك تحرص على أن تكون أكثر فعالية، على حد تعبير أنسيتش.
من جانبه، صرح أنسيتش أن حصولك على قدر أكبر من الاستقلالية في العمل يمكن أن يكون "سلاحا ذا حدين".
فمن المحتمل أن تختبر الاستقلالية حدود الموظفين، لاسيما في وقت بات من الصعب وضع حدّ بين العمل والحياة الشخصية مع استمرار اعتماد الكثير من الشركات استراتيجية العمل عن بُعد.
وفي هذا الصدد، أوضح أنسيتش أنه "قد يتعرض مدمنو العمل المتحمسون لخطر الإرهاق إذا تم منحهم قدرًا كبيرًا من الاستقلالية".
وأكد الموقع أنه من المحتمل أن أصحاب العمل سيشعرون براحة أكبر في قبول طلبك إذا وفرت لهم طرقا ملموسة لقياس تقدّمك، مثل عدد ساعات العمل المحددة كل أسبوع أو الإنجازات التي تمكنت من تحقيقها بشكل أسبوعي.
في الختام، ذكر الموقع أنه في البداية، من المرجح أن يكون من الصعب على مديرك التخلي عن عادة التدخل في كل تفاصيل العمل، لكنك ستكسب ثقته مع مرور الوقت، وسيشعر أنه ليس بحاجة إلى الاطلاع على كل شيء.