تحدث الكاتب البريطاني روبرت فيسك، في مقال نشرته صحيفة "الإندبندنت"، عن ردود الفعل المحتملة في حال أعاد الشعب الأمريكي انتخاب الرئيس الحالي دونالد ترامب.
وذكر فيسك في مقاله الذي ترجمته
"عربي21"، أنه "خلال الشهرين المقبلين، سيتوجب علينا أن نقرر ما إذا
كنا سنسامح الشعب الأمريكي، إذا أعاد انتخاب ترامب أم لا"، لافتا إلى أنه
"في عام 2016، وعلى الرغم من أن المخرج مايكل مور كان يصف المرشح بأنه مهرج
بائس وخطير بدوام جزئي، ومعتل اجتماعيا بدوام كامل".
وتابع: "كان من الممكن أن نغفر
للناخبين الأمريكيين ونسامحهم على انتخاب ترامب، بعدما اتضح أنهم قاموا بالخطأ
لأول مرة"، مشيرا إلى أن "الديمقراطيين كانوا ينادون بغباء بعد انتخابات
2016، بأنه من الممكن أن يصبح ترامب رئيسا محترما، لكن تلك الأعذار لم تعد متاحة
الآن".
وأردف: "بالنسبة لبعض الدول لا
يهم ذلك، اسأل العرب عن هذه الظاهرة الغريبة"، موضحا أنه "عندما يجبر
العرب على التصويت لطاغيتهم المحلي في انتخابات مزورة بالكامل، فإننا نسامحهم على
اختيارهم على أساس أن انتخاباتهم مهزلة، أو أنه ليس لديهم بديل".
اقرأ أيضا: ترامب يتعهد بفصل اقتصاد أمريكا عن الصين.. ما إمكانية ذلك؟
واستشهد الكاتب البريطاني بفوز رئيس
النظام المصري عبد الفتاح السيسي عام 2018 بنسبة 97 بالمئة من الأصوات، منوها إلى
أن ترامب اتصل بالسيسي ليقدم له "خالص التهاني"، لكنه بعد مرور عام كان
يصف السيسي بـ"الديكتاتور المفضل".
وأشار إلى أن ترامب وصف فوز ألكسندر
لوكاشينكو بالانتخابات الرئاسية في بيلاروسيا، بنسبة تصويت بلغت 80.1%، بأنه
"وضع مروع تشهده البلاد".
وتطرق فيسك إلى نماذج متعددة منها
الأردن وإيران والعراق وسوريا، مؤكدا أننا "اتخذنا وجه نظر مفادها أن ترامب
لا يمثل القيم الأمريكية الحقيقية بشكل مماثل لوجهة نظرنا: أن الديكتاتوريين العرب
لا يعسكون آراء شعوبهم".
أين أمريكا من هذا؟
وقال فيسك: "لقد قرر جميع
الأمريكيين أن يحبسوا أنفاسهم بشكل أو بآخر حتى نوفمبر على أساس أن هذه ستكون
اللحظة المناسبة للبلاد لاستعادة هيبتها القديمة، ولكي يعتذر لنا الديمقراطيون
المنتصرون عن جنون ترامب في السنوات الماضية".
اقرأ أيضا: استطلاعات رأي محسوبة على الجمهوريين تؤكد تفوق بايدن
وتابع: "كنا نأمل ودعونا وخدعنا
أنفسنا للاعتقاد بأن (فترة حكم ترامب) مجرد استبداد مؤقت وانحراف، وصديق قديم
(أمريكا) موثوق يعاني من مرض عقلي خطير ولكنه قابل للشفاء في النهاية. ومع ذلك،
كلما شاهدت النخبة الديمقراطية وهي تصطف خلف جو بايدن غير الملهم وهي تتأرجح بين
الإدانة والابتذال".
وتابع: "كلما تساءلت أكثر كيف سنرى الأمريكيين
إذا تحولت فترة ترامب إلى عهد ترامب؛ أو إذا سعت عائلته المروعة والطموحة إلى
خلافته. بالتأكيد، ستظهر اللغة الستالينية القديمة ولغة الستار الحديدي حول
الإمبريالية و’كلابها الجريئة’ في شكل جديد".
وختم بقوله: "كيف سيكون رد
فعلنا إذا تم تجاوز الخط، وشعرنا بأن أمريكا التي كنا نظن أنه يمكننا دائما
الاعتماد عليها، في النهاية تتحول إلى دولة لا يمكننا الوثوق بها أبدا؟".
NYT: بايدن يعد بسياسة خارجية ليست الأفضل للولايات المتحدة
CNN: مؤتمر الحزب الجمهوري حمل "رسائل مشوشة" من بومبيو
توماس فريدمان: هل تنتهي ديمقراطية أمريكا بانتخابات 2020؟