أكد خبير عسكري إسرائيلي، أن الاهتمام المتزايد بوباء فيروس كورونا المستجد، والتطبيع مع الإمارات والبحرين، يأتي على حساب القضايا الأمنية على الجبهتين الشمالية والجنوبية.
وأوضح الخبير الإسرائيلي يوآف ليمور
في تقرير نشرته صحيفة "إسرائيل اليوم"، وترجمته "عربي21"، أن
دوافع حركة حماس بالتصعيد مرتفعة، في حين أن تصريحات حسن نصر الله الأخيرة تبقي فرضية
التوتر على الساحة الشمالية قائمة.
وقال ليمور إن "اهتمامات
الإسرائيليين موزعة بين كورونا والأزمة الاقتصادية والسلام مع الخليج، وبالتالي فإنه لا
يوجد اهتمام بالمسائل الأمنية، ما لم ينفجر الوضع الأمني"، مضيفا أنه
"صحيح أن هناك قدرا لا بأس به من المنطق في هذا، لكنه يحمل تجاهلا للواقع، ويدل
على شيء مخادع وكاذب".
إحباط هجوم
ولفت إلى أن "الدليل على عدم
جدية هذا الهدوء، ما كشفه مؤخرا جهاز الشاباك، من هجوم تم إحباطه عند مفترق بيلو،
وخطط له فلسطيني من سكان النقب بالجنوب، جندته حركة حماس في غزة، لتفجير عبوة
ناسفة، ولكن تم إيقافه بالوقت المناسب، كما تم تجنب هجوم آخر".
وتابع: "صحيح أن هذه نجاحات
أمنية، لكنها في الوقت ذاته تأخذ بعين الاعتبار مؤشر التحفيز الآخذ في الارتفاع
لدى حماس"، مؤكدا أن "عمل الجيش الإسرائيلي يفترض أن حدثا واسع النطاق
قد يتحول من حدث محلي إلى متعدد الوزارات".
اقرأ أيضا: ماذا استهدف الاحتلال بغارته على حلب السورية؟ (صور)
وأردف: "بدأ سيناريو التمرين
هذا الأسبوع بحدث في الشمال، وهذا يعني أن ترف الحرب المركزة قد انتهى، حيث يتركز
الجيش الإسرائيلي بأكمله على جبهة واحدة لمحاربة عدو واحد، وأي حدث في الشمال قد
يشعل الضفة الغربية أو قطاع غزة، وأي هجوم في الضفة الغربية قد يصبح حملة شاملة
للفلسطينيين".
وأوضح أنه "في ترتيب التهديدات،
يضع الجيش الجبهة الشمالية في المقام الأول، ومع أن الساحة الفلسطينية أكثر تفجرا، فإن الساحة الشمالية أخطر بكثير بسبب قوة حزب الله، ورغم أن حسن نصر الله لا مصلحة
له في محاربة إسرائيل، فإن الانتقام الذي يعد به، ورغبته بقتل جندي إسرائيلي ردا
على مقتل عنصره في هجوم لسلاح الجو في دمشق، يجعل الجيش الإسرائيلي يقف في حالة
تأهب قصوى على الحدود منذ شهرين".
وأضاف أنه "خلال هذه الفترة،
يحاول الجيش الإسرائيلي، وبنجاح جزئي فقط، الدخول لرأس نصرالله، فهو لا يريد
التصعيد كما ذكر من جهة، ومن جهة أخرى يعرف أن قتل إسرائيلي سيؤدي لتصعيد يسعى
لتجنبه، وقد أثرت إخفاقاته في السنوات الأخيرة ضد إسرائيل بسبب عملياتها في
الساحة الشمالية، وهناك تفسير آخر أن مصدرها ضغوط من مقاتليه في الميدان، الذين
يبحثون عن عمل ما".
"النزول من الشجرة"
وأوضح أنه "أتيحت لنصر الله
فرصتان للنزول من الشجرة بعد الهجمات الفاشلة لرجاله على الحدود الشمالية، لكن
تجنبه لهذا، وتصريحاته العلنية بأن القضية لا تزال مفتوحة، وأن الانتقام سيأتي،
يحافظ على إمكانية التصعيد، وربما حتى على نطاق واسع، يحدث هذا في وقت حساس بشكل
خاص، عشية الأعياد اليهودية، وفي ذروة الجهد المبذول لإعادة الحياة الروتينية
وتأهيل الاقتصاد في الشمال المعتمد على السياحة".
وأكد أن "حزب الله يدرك ذلك،
وقد يحاول استغلال هذا الوضع لمصلحته، وستكون إسرائيل مطالبة بالرد، دون أن ترمش؛
مثلما تمسكت بمبادئها في الجولة الأخيرة من القتال في القطاع، سيكون عليها الآن أن
تفعل ذلك في الشمال، مع تحمل مخاطر أكبر بكثير، وأي سياسة أخرى قد تؤثر سلباً على
ميزان الردع المتبادل في الشمال، وتزيد من شهية نصر الله ورعاته الإيرانيين".
وأشار إلى أن "كل هذا يحدث
بعيدا عن أعين الإسرائيليين، ورغم أن الشمال مليء بنقاط تفتيش الشرطة العسكرية،
إلا أنه لا توجد قيود على المستوطنين، لكن حدثًا ما قد يكسر هذا الصمت في لحظة،
ويحول القطاع بأكمله إلى ساحة حرب، هذا هو الوضع أيضًا في الضفة الغربية، التي
تتمتع في ظاهرها بهدوء غير مسبوق، لكن كل البيانات الموجودة فيه تنقل عدم
الاستقرار، باعتبارها منطقة متفجرة، وقد تتفاعل بشكل غير متوقع".
وختم بالقول إن "الفلسطينيين
ينتظرون شهر نوفمبر لمعرفة من سينتخب للبيت الأبيض، في غضون ذلك، ينظرون بقلق
للعالم الإسلامي الذي يفقد الاهتمام بهم، فالعلاقات مع الإمارات قد تعيد للواجهة
محمد دحلان المرتبط بمحمد بن زايد، والمكروه من قيادة السلطة الفلسطينية، فدحلان
لديه علاقات طويلة الأمد مع المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، ومن غير الواضح لأي مدى
سيقبله الفلسطينيون".
خبير إسرائيلي: جهود مبذولة لمنع التصعيد مجددا بغزة
تقدير إسرائيلي بتمسك حزب الله بـ"معادلة الردع".. تفاصيل
يديعوت: حماس منحت إسرائيل تهدئة لشهرين.. هذا ما طلبته