توصل الجانبان التركي واليوناني إلى اتفاق على إجراء مباحثات تمهيدية حول التنقيب في المناطق المتنازع عليها شرق البحر الأبيض المتوسط.
ومن المتوقع، وفق بيان صدر عن وزارة الخارجية اليونانية الثلاثاء، أن تنطلق المباحثات الاستكشافية بين الجانبين في مدينة إسطنبول التركية قريبا.
وقالت الخارجية اليونانية: "تم التوصل إلى اتفاق بين اليونان وتركيا لعقد الجولة الـ61 من المحادثات الاستكشافية في إسطنبول قريبا".
وانطلقت الجولة الأولى
من المحادثات الاستكشافية بين البلدين عام 2002، وانعقدت آخر جولة منها ورقمها 60،
في 1 آذار/ مارس 2016 بالعاصمة اليونانية
أثينا.
وبعد ذلك التاريخ،
استمرت المفاوضات بين البلدين على شكل مشاورات سياسية، دون أن ترجع إلى إطار
استكشافي مجددا.
اقرأ أيضا: أردوغان وماكرون يناقشان مسائل حول شرق المتوسط وأوروبا
وانعقدت الثلاثاء قمة ثلاثية عبر الفيديو جمعت الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مع رئيس المجلس شارل ميشيل، والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل.
وصرح المتحدث باسم رئيس المجلس الأوروبي، باريند ليتس، عقب القمة الثلاثية، بأن التحضيرات لإجراء محادثات استكشافية بين اليونان وتركيا بخصوص التوتر شرق المتوسط، ستتواصل على مستوى المستشارين.
ولفت إلى أن المباحثات
الثلاثية تناولت مختلف أوجه العلاقات بين تركيا والاتحاد الأوروبي.
وأضاف: "تناول ميشيل وأردوغان وميركل موضوع استئناف المحادثات الاستكشافية المباشرة بين تركيا واليونان".
وأردف: "ستتواصل التحضيرات
بهذا الخصوص على مستوى المستشارين".
وفي سياق متصل، أجرى الرئيس التركي اتصالا هاتفيا بنظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، في وقت متأخر الثلاثاء، هو الأول بين الجانبين عقب أسابيع من تصاعد التوتر بينهما.
وأكد الجانبان التركي والفرنسي على ضرورة احتواء التوتر في شرق المتوسط، عبر "الحوار المشترك".
وكانت فرنسا واليونان قد طالبتا بفرض عقوبات مشدّدة على أنقرة، في قمة الاتحاد الأوروبي المقرر انعقادها في الأول والثاني من تشرين الأول/ أكتوبر المقبل.
وانتهت الثلاثاء أيضا مجريات الاجتماع الفني الخامس بين الوفدين العسكريين التركي واليوناني لبحث "أساليب فض النزاع"، والذي عقد بمقر حلف شمال الأطلسي "الناتو" بالعاصمة البلجيكية بروكسل، بحسب إعلان وزارة الدفاع التركية.
وأشارت الوزارة إلى أنه من
المقرر عقد اجتماعات لاحقة في الأسبوع المقبل.
وسبق أن اتفق الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، على انطلاق محادثات فنية بين أنقرة وأثينا، لتأسيس آليات تجنّب حدوث مناوشات شرق المتوسط.
وعقد الاجتماع الأول
بين وفدي البلدين في 10 أيلول/ سبتمبر الجاري، بمقر "الناتو".
وفي 4 أيلول/ سبتمبر، أعلن ستولتنبرغ، انطلاق محادثات فنية بين تركيا واليونان، مشيرا إلى عدم التوصل إلى اتفاق بعد.
وتشهد منطقة شرق البحر
المتوسط توترا على خلفية مواصلة اتخاذ خطوات أحادية من الجانب التركي من جهة واليونان بالتعاون مع قبرص اليونانية من جهة أخرى، بخصوص مناطق الصلاحية البحرية.
وتقول أنقرة إن
لديها أكبر خط ساحلي بين جميع دول شرق البحر الأبيض المتوسط، لكنها تمتلك حصة
صغيرة غير متناسبة من البحر بسبب الجزر اليونانية التي يقع بعضها على مرمى النظر
من الشاطئ التركي.
ولكن أثينا تقول
إن موقفها يستند إلى القانون الدولي والاتفاقيات السابقة التي وقعتها أنقرة.
وأصرّ المسؤولون
الأتراك على أن سفينة تنقيب تابعة لها ستعود إلى متابعة عملها. ومددت تركيا أيضا
مدّة مهمة سفينة أبحاث أخرى في المياه المتنازع عليها قبالة قبرص، إلى تاريخ 18
تشرين الأول/أكتوبر.
تركيا لماكرون: لا خط أحمر سوى حقوقنا المشروعة بـ"المتوسط"
تركيا: أوروبا غير صادقة في دعوتها للحوار بشأن "المتوسط"
أنقرة: أثينا تصعد في "المتوسط" دون إدراك حجمها وقدراتها