وجه وزير إسرائيلي سابق رسالة مفتوحة لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، تطالبه بمواصلة التركيز على صنع السلام، "مذكرا إياه أنه قبل 25 عامًا، أتى عباس سرًا إلى مكتبه في تل أبيب للاحتفال بنهاية جهود استمرت قرابة عامين على مسودة اتفاق فلسطيني-إسرائيلي دائم، وكان المفاوضان الفلسطينيان هما حسين آغا وأحمد الخالدي، والإسرائيليان هما يائير هيرشفيلد ورون بونداك، وشربنا نخبًا بعصير البرتقال، لأنك لا تشرب الكحول أبدًا".
وأضاف يوسي بيلين، الذي شارك في مفاوضات القنوات الخلفية التي أدت لاتفاق أوسلو عام 1993، في مقاله بموقع المونيتور، ترجمته "عربي21" أن "عباس في حينه كان متحمسًا جدًا لحقيقة أنه تم لأول مرة الاتفاق على خطة مفصلة للسلام، مصحوبة بخرائط، بين الإسرائيليين والفلسطينيين، ووعدت بعرضها على رئيس الوزراء يتسحاق رابين، الذي عملت في حكومته وزيرا للاقتصاد والتخطيط".
وأوضح أن "عباس عرضها على الرئيس ياسر عرفات، وبعد أيام اغتيل رابين، وأوقف خليفته شمعون بيريس الخطة، وأصبحت ورقتنا المشتركة المعروفة باسم اتفاقية بيلين - أبو مازن، حجر الزاوية في جميع خطط السلام التالية، من معايير كلينتون لعام 2000 إلى خطة ترامب الإشكالية للغاية لعام 2020، والتقينا للمرة الأولى قبل عامين في البيت الأبيض، بعد مراسم توقيع اتفاق أوسلو التي سيطر عليها كلانا من مسافة بعيدة".
وأكد أننا "بذلنا قصارى جهدنا لاختصار الفترة الانتقالية، السنوات الخمس المحددة في اتفاقية أوسلو حتى التوقيع على الاتفاق الدائم، حتى لا نسمح للمتعصبين من الجانبين بإفشال السلام، لكننا لم نفلح، لأنهم نجحوا في تحويل الاتفاقية المؤقتة إلى اتفاق طويل للغاية، ورغم كل العقبات، لا يزال دورنا هو تحقيق حل دائم على أساس العمل المهم الذي تم القيام به تجاه هذا الحل على مر السنين".
وأشار إلى أن "أي حل سيقوم على أساس حدود 1967، مع تعديلات طفيفة ومتساوية، وإقامة دولة فلسطينية غير مسلحة، لكنها مستقلة، وسيتم حل مشكلة اللاجئين بطرق مالية ورمزية، والعاصمة في القدس الشرقية، لكن مدينة العاصمتين ستكون مفتوحة، وسيتم التعامل مع الأماكن المقدسة بطريقة تحترم المؤمنين بالديانات السماوية الثلاث، مع التفكير بجدية في خيار مظلة كونفدرالية فلسطينية إسرائيلية لتمكين حل الدولتين".
اقرأ أيضا : جهاز أمن الاحتلال: عباس قرر عدم مواجهتنا.. وهذا ما نخشاه
وأضاف أن "التطورات الأخيرة المتعلقة باتفاقيات التطبيع بين إسرائيل وبعض الدول العربية تثير حنق عباس، الذي اعتقد أن العالم العربي لن يطبع العلاقات مع إسرائيل طالما لم تكن هناك معاهدة سلام بين فلسطين وإسرائيل، لكن عباس أدرك الآن أنه من المستحيل الحفاظ على هذا الالتزام الجماعي لأكثر من 18 عامًا، وإن إدانة واستخدام الصفات ضد الدول العربية، واستدعاء السفراء منها، وتحدي الإدارة الأمريكية، لا تؤدي لسياسة فعالة، لأنها لحظة يجب أن نفهم فيها، نحن الإسرائيليين والفلسطينيين، أن الحل سيأتي منا".
وأوضح أن "الوقت ينفد، وهناك جيل من الفلسطينيين في مخيمات اللاجئين الفقيرة والمكتظة يرى أن القيادة الحالية بحاجة لتحمل مسؤولية ثقيلة، وإن الوضع الذي تهيمن فيه أقلية يهودية على غالبية الفلسطينيين يمثل ضربة كبيرة لفكرة إسرائيل كدولة ديمقراطية، فقط نحن الفلسطينيين والإسرائيليين نستطيع أن نخلص بعضنا البعض، وفي نهاية المطاف، على قطعة أرض صغيرة جدًا ناضجون لاحتواء رواية الجانب الآخر".
وأشار إلى أننا "إذا لم نفعل شيئًا، فلن يتطلب الأمر الكثير لإعادة إشعال الكراهية، والرغبة في الانتقام، صحيح أن هناك صعوبات كبيرة من جانب الفلسطينيين، ليست هذه الطريقة التي تريدها أن تكون لرئاسة عباس، لأن الصدع بين الضفة الغربية وقطاع غزة مأساة، وحتى لو صنعنا السلام، يمكن تطبيقه أولا في الضفة الغربية فقط، لكن الصعوبات لن تمنعه من صنع السلام، فأنت آخر الآباء المؤسسين القلائل لحركة فتح".
صحيفة إسرائيلية: دحلان يتطلع لخلافة عباس في الرئاسة
تقدير إسرائيلي: عباس سينتظر لمعرفة نتائج انتخابات أمريكا
صحيفة عبرية: هذا ما عُرض على عباس مقابل مباركة التطبيع