نشر موقع "سايكولوجي توداي" الأمريكي مقال رأي للكاتبة أوبيهي ألفوجي تناولت فيه العوامل التي تفسر سبب المماطلة في العمل.
وقالت الكاتبة، في مقالها الذي ترجمته "عربي21"، إن المماطلة غالبا ما تكون المشكلة الأساسية التي يريد رواد الأعمال معالجتها، إذ يشعر الكثير من الأشخاص أنهم غير قادرين على العمل بشكل فعال كما يريدون، ويفشلون في بعض الأحيان في إتمام حتى أهم المهام، الأمر الذي من شأنه أن يجعلهم يواجهون عواقب وخيمة.
وأشارت الكاتبة إلى أن مشكلة المماطلة عادة ما ترتبط بالإرهاق الذي يجعلك تتجنب القيام بالأشياء المهمة، وتولي اهتمامك لتلك غير المهمة بدلا من ذلك، أو تدون قائمة المهام التي ترغب في إنجازها، أو تتجاهل المشكلة وتستسلم. لكن هذه الاستراتيجيات تعدّ فاشلة، لأنها بكل بساطة لا تعالج الأسباب الكامنة وراء المماطلة في حد ذاتها.
إذا كنت ترغب في تعزيز إنتاجيتك، عليك أن تغرس ثلاثة أشياء مهمة في عقلك:
1. يجب أن تحدد المهمة التي تخطط للقيام بها، والهدف من إنجازها، على سبيل المثال، الوصول إلى العملاء عن طريق كتابة منشور مدونة.
2. يجب أن تعرف طريقة القيام بذلك، وكيفية تدوين المنشور، وتحديد الموضوع الذي ستتناوله، وكيفية تنظيمه، وما إلى ذلك.
3. يجب أن تبادر بالقيام بهذه المهمة، وإذا كنت لا ترغب في فعل ذلك، فعليك أن تحدد الأمر الذي يقف عائقا أمامك.
وإذا تجاوزت عنصرا من هذه العناصر عند التعامل مع مهمة ما، فستسقط في فخ المماطلة.
ونصحت الكاتبة بتجنب انتقاد ذاتك إذا وصلت إلى مرحلة المماطلة لأن ذلك لن يجدي نفعا، وبدلا من ذلك، من الأفضل أن تسأل نفسك "لماذا أفعل هذا؟". اجعل عقلك يدرك أن السبب لا يُعزى أساسا إلى كسلك أو عجزك أو قلة إنتاجيتك، بل لأن هناك أسبابا باطنية تساهم في تخريب إنتاجيتك.
كما تتمثل الخطوة التالية في التركيز على كل عنصر من هذه العناصر والحرص على إكمالها. على سبيل المثال، إذا كنت تكتب منشور مدونة، تأكد من أنك متمكن من كيفية استقطاب هذا النشاط للمزيد من العملاء، لأنك إذا لم تكن متأكدا من خطواتك، فإن عقلك سيظن أن الأمر ليس في غاية الأهمية.
بعد ذلك، تأكد من أنك تتمتع بالمعرفة الكافية لتنفيذ مهمتك. قد تحتاج مثلا إلى استثمار بعض الوقت في البحث عن المعلومات التي تعزز موضوعك والعثور على نصائح حول كيفية الوصول إلى المتلقي الذي ترغب في استقطابه.
إذا لم تؤت هذه الطريقة أُكلها وبقيت المماطلة متواصلة، فعليك أن تسأل نفسك هذا السؤال: "هل أرغب حقا في القيام بهذا؟".
إذا كانت الإجابة الصادقة هي لا، ففكر فيما إذا كانت هناك أي وسيلة أخرى يمكنك استخدامها لتحقيق الغاية نفسها؛ فعلى سبيل المثال، يمكنك تقديم بث مباشر أسبوعي أو ربما تسجيل تدوينة صوتية، بدلا من الكتابة.
وقالت الكاتبة إنه من المهم أن تجد الطريقة الأكثر سلاسة لإكمال المهمة لكي يقلل ذلك من مخاطر المماطلة في المهام الحاسمة التي يمكن أن تفتح لك آفاقا مهمة. وعليك أن تحدد السبب الذي يجعلك تماطل. فالسبب الحقيقي وراء ذلك لا يتعلق بقدرتك الذاتية أو عجزك أو قلة نظامك، وإنما تكمن المشكلة الرئيسية في عدم إتقانك لمعايير النجاح الثلاثة (معرفة ما يجب القيام به، وكيفية القيام به، والهدف منه). فإذا نجحت في تطبيقها، سيصبح تأجيل تلك المهام غير المرغوب فيها من الماضي.