استنكرت عائلة المواطن المصري عويس عبد الحميد الراوي، رواية الأمن المصري التي سردتها النيابة العامة بشأن واقعة مقتله، وسط تضامن حقوقي واسع من أسرة القتيل.
وأكد أحد أفراد عائلة الراوي، في حوار خاص لـ"عربي21" أن "رواية السلطة بشأن مقتل عويس غير حقيقية، وتتنافى مع الواقع تماما".
وكشف أن "الأسرة قررت، بعد جلسات مع قيادات قبلية بالمدينة، اتخاذ الإجراءات القانونية حيال الواقعة، وذلك بعد أن أخذت العزاء في وفاة نجلهم"، واصفا بيان النيابة بأنه "كان مخيبا".
ونفت النيابة المصرية في بيان لها، الثلاثاء، صحَّة ما تم تداوله بمواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الإخبارية المختلفة حول ملابسات الواقعة، من وقوع اعتداء من قبل أفراد القوة الأمنية على والد "الراوي".
اقرأ أيضا: منظمة حقوقية: الاستبداد والقمع يدفعان بمصر إلى حافة الهاوية
وكان أقارب القتيل وعدد من أهالي قرية العوامية بالأقصر، قد أكدوا في تصريحات صحفية مختلفة واقعة مقتل عويس بعد توجه حملة أمنية لمنزل الأسرة في 30 أيلول/ سبتمبر، بحثًا عن أحد أقاربه المشاركين في احتجاجات 20 سبتمبر، ثم وقعت مشادة بين الضابط وعويس أسفرت عن مقتل الأخير.
وزعم بيان النيابة، أنها أذنت بضبط المتوفى (الراوي) وآخرين من ذويه لاستجوابهم في ما نُسب إليهم من جرائم "إرهابية" على ضوء ما أسفرت عنه تحريات "قطاع الأمن الوطني".
وأضاف أنه تم إخطارها "بوفاته بعد محاولته مقاومة قوة الشرطة التي توجَّهت إلى مسكنه وذويه المطلوب ضبطهم، وذلك بسلاح ناري آلي ضُبِط جوارَ جثمانه بقصد الحيلولة دون تنفيذ الإذن".
وتاليا نص الحوار مع أحد أقارب القتيل والذي تتحفظ "عربي21" عن ذكر اسمه بناء على طلبه:
في البداية ما تقييمك لرواية الأمن التي سردتها النيابة العامة في بيانها؟
رواية النيابة العامة بشأن مقتل عويس غير حقيقية، وتتنافى مع الواقع تماما.
اتهامه (بالإرهاب)
هل كان عويس مطلوبا للأمن؟
عويس ليس مدانا في أي قضية سواء جنحة أو جناية، وغير مطلوب للأمن، وليست له سوابق، أو حتى محاضر أمنية.
ما هي طبيعة عمل عويس في بلدته؟
عويس ممرض في المستشفى الدولي، ولا يمكن له ارتكاب أي فعل من الأفعال المنسوبة له مطلقا، ومشهود له بالانضباط والاحترام بين زملائه.
كيف كانت تسير حياته قبل الواقعة المؤسفة؟
عويس (38) عاما، متزوج وسعيد بزواجه، له ولد كان يتردد به على مستشفى أسيوط لعلاجه، له ولدان صغيران، ومن منزله إلى مكان عمله.
كيف كان يقضي أوقات فراغه بعد فترة عمله؟
لم يكن يذهب إلى أي مكان غير المقهى، يجلس لشرب كوب من الشاي، أو لقاء أحد الأقارب أو المعارف ثم يعود للمنزل، ويحضر المناسبات المختلفة كالأفراح والعزاء، وليس له أي أعداء أو مشاكل مع أحد.
هل كان له أي توجه سياسي أو محسوب على حزب أو فصيل ما؟
لم يكن له أي توجه سياسي، ولا علاقة له بالسياسة والأحزاب، وهو مهموم بمشاكل الناس اليومية العادية مثله مثل أي مواطن، هو إنسان محترم وهادئ.
كيف تورط عويس في هذا الكم من الأحداث التي لم تشعل الأقصر فحسب بل مصر والعالم الحقوقي؟
تسارع الأحداث كان مفاجئا، ولا يعلم أحد كيف حدث ما حدث، وتعددت الروايات واختلفت بشأن الواقعة، لكن المؤكد أن عويس ليس "إرهابيا"، ولم يحمل يوما السلاح.
ما حقيقة مقتل عويس على يد ضابط الشرطة؟
قوة أمنية داهمت المنزل فجرا بحثا عن ابن عم عويس، وعندما لم تجده اصطحبت شقيقه، ولما حاول عويس اللحاق بالقوة وسؤالهم عن سبب القبض على شقيقه، أطلق أحد الضباط عدة طلقات نارية باتجاهه أصابته بشكل مباشر، وأردته قتيلا.
عن ماذا أسفرت حملة القوة الأمنية على منزل الضحية؟
إلى جانب مقتل عويس، ألقت قوات الأمن القبض على شقيقه، ولكن لم يصب والده بأذى.
كيف تصف تعاطف مصر والعالم مع مقتل عويس؟
الناس كلها تعلم أنه إنسان محترم وضحية وليس جانيا، وكل البلاد المجاورة لنا تعرف أنه إنسان لا غبار عليه.
ما هو موقف الأسرة وما هي الخطوات التي سوف تتخذها؟
سوف تتخذ الأسرة الإجراءات القانونية اللازمة حيال ما حدث، والوضع كله الآن بين يدي والده وإخوته بالدرجة الأولى، وقد قرروا بعد جلسات مطولة، أخذ عزاء نجلهم وفتح بيت الضيافة، لا توجد أي خطط أخرى لديهم في هذا الصدد.
انتقادات حقوقية دولية
ووصف الباحث في قسم الشرق الأوسط بمنظمة هيومان رايتس ووتش، عمرو مجدي، بيان النيابة بـ"أنه يفتقر للمصداقية تماما، ويجعلنا نميل إلى تصديق رواية الأهالي والأقارب بشأن مقتل الراوي على يد القوة الأمنية التي داهمت منزل أسرته"، مشيرا إلى أن "هناك أشياء غائبة عن البيان ولا يقدم أي إجابات شافية".
وأوضح في حديثه لـ "عربي21": "البيان جاء متأخرا بعد ستة أيام من الواقعة التي أثارت موجة من الاحتجاجات وفضها بالقوة، ولو كان هناك سلاح مع الضحية لماذا لم يصدر بيان فوري من الشرطة المصرية أو النيابة، لكننا نتعامل مع مؤسسات تاريخها معروف في الانتهاكات والقتل".
وقام أهالي وأقارب عويس في بلدة العوامية بنشر العديد من المقاطع المصورة سواء بكاميرات الهواتف المحمولة، أو المراقبة التي كانت بشارع منزل القتيل لحادث مقتله، وحادث تفريق قوات الأمن لجنازته، واعتدائها على المشيعين، واشتباكها مع الأهالي.
محمد علي لعربي21: نهاية السيسي مسألة وقت.. واقترب النصر
الحقوقي حجاج نايل: العسكر سيدفعون ثمنا غاليا لضياع مصر
أكاديمي مصري لـ"عربي21": ممارسات السيسي تقود لهبة عفوية