تواصل القوات الأذرية هجماتها في قره باغ، وتحريرها لمناطق جديدة في المنطقة التي تشهد حربا مع أرمينيا، مع بدء محادثات بين البلدين في موسكو.
وأعلنت وزارة الدفاع الأذرية، أن قواتها تمكنت من السيطرة على بلدة "هاردوت" وقرى عدة في قره باغ، فيما قالت وزارة الدفاع التركية، أن القوات الأذرية تمكنت من السيطرة على 34 بلدة منذ بدء الصراع مؤخرا.
ولفتت في بيانات عدة، إلى أن اشتباكات عنيفة استمرت منذ أمس وحتى صباح اليوم على طول الجبهة مع القوات الأرمينية.
وكشفت صباح اليوم، أن وحداتها استهدفت الفوج الخامس من القوات الأرمينية، ما أدى لإصابة قادته بجراح خطيرة.
ولفتت إلى أن استهداف مقر الفوج الخامس للقوات المسلحة الأرمينية، نتج عنه إصابة رئيس أركان الفرقة العاشرة صامويل جريجوريان، وقائد وحدات المدفعية أرمان ديرمايان.
ونشرت وزارة الدفاع الأذرية، مشاهد من الجو للحظات قصف وتدمير دبابات ومدرعات للجيش الأرميني.
كما أعلنت عن تدمير صاروخ أرميني قبل سقوطه في مدينة مينغاشيفير الأذربيجانية، مؤكدة أن قواتها تمكنت من تدميره على ارتفاع 20 كم قبل وصوله إلى هدفه.
من جهتها نشرت وزارة الدفاع الأرمينية، مقطعا جويا، قالت فيه إنه لحظات قصف لآليات أذرية في قره باغ.
وذكرت أن الاشتباكات مستمرة، وأن المعارك ما زالت تدور على طول الخط الجنوبي من الجبهة، وأن قواتها تمكنت من إلحاق خسائر بالجيش الأذري.
وتحتل أرمينيا منذ عام 1992، نحو 20 بالمئة من الأراضي الأذربيجانية، التي تضم إقليم "قره باغ" و5 محافظات أخرى غربي البلاد، إضافة إلى أجزاء واسعة من محافظتي "آغدام" و"فضولي".
بدء محادثات في موسكو
وفي موسكو، بدأت محادثات بين وزيري خارجية أرمينيا وأذربيجان اليوم الجمعة، بعد يوم من إطلاق فرنسا وروسيا والولايات المتحدة مبادرة للسلام في اجتماع عقد في جنيف.
وقالت أرمينيا إن محادثات اليوم الجمعة تركز على وقف الأعمال العدائية والقتالية وتبادل الجثث والأسرى.
اقرأ أيضا: طرفا حرب قره باغ يلبيان دعوة بوتين.. وفرنسا: هدنة قريبة
وقالت تركيا، الحليفة المقربة من أذربيجان، إنها تريد أيضا حلا دبلوماسيا للصراع لكن خطوات السلام لن تنجح إلا إذا ضمنت انسحاب القوات الأرمينية من ناغورنو قره باغ حيث اندلع القتال في 27 أيلول/ سبتمبر.
وقال المتحدث باسم تركيا إبراهيم كالن: "من شبه المؤكد أن تفشل (المساعي) إذا لم تتضمن خطة مفصلة لإنهاء الاحتلال".
وقال نيكول باشينيان رئيس وزراء أرمينيا اليوم إن ناغورنو قره باغ على شفا "كارثة إنسانية".
بدوره قال، رئيس أذربيجان إلهام علييف إنه يقدم ليريفان "الفرصة الأخيرة" للعودة إلى المفاوضات وسحب قواتها من إقليم قره باغ، وذلك تزامنا مع انطلاق مشاورات مع أرمينيا في موسكو بوساطة روسية.
وقال علييف في خطاب متلفز لشعب بلاده إنه ينبغي على أرمينيا قبول المبادئ الأساسية لتسوية نزاع قره باغ ومغادرة الأراضي المحتلة لأذربيجان.
وأكد علييف أنه لا يوافق على طرح أن هذا النزاع لا حل عسكريا له، وأضاف: "لقد غيرنا الوضع القائم في قره باغ ولا خط تماس الآن فنحن دمرناه".
وصرح علييف بأن أذربيجان ستستعيد أراضيها بأي وسيلة، لكنها تريد أن تفعل ذلك سلميا وتعطي أرمينيا "الفرصة الأخيرة".
وعبر رئيس أذربيجان عن استعداده للعودة للمحادثات بشأن قره باغ، لكنه جدد تمسكه بسيادة بلاده الكاملة على الإقليم، وأضاف أنه لن تكون هناك أي مفاوضات إذا أصرت أرمينيا على اعتبار قره باغ جزءا من أراضيها.
وأشار إلى أن الجيش الأرميني تلقى ضربة موجعة منذ انطلاق الاشتباكات في 27 أيلول/ سبتمبر الماضي، مبينًا أن الجيش الأذربيجاني تمكن من تدمير 16 مركز قيادة، و196 دبابة، و38 راجمة لصواريخ غراد، وراجمة صواريخ من طراز "أوراغان"، و10 مدافع متحركة، و36 عربة مدرعة".
وقال إنه تم تدمير أيضًا 24 بطارية مدفعية، ونظامين دفاع جوي من طراز "ريم"، ونظامي دفاع صاروخي "إس-300"، و25 نظام للدفاع الجوي من طراز "أوسا"، ونظامي دفاع صاروخي "كوب"، ونظام صاروخي من طراز "توس-1"، و136 مدفعية و56 مدفع هاون.
كما أكد السيطرة على 18 دبابة، و4 مدافع، و22 عربة مدرعة، و12 مدفع هاون، و4 شاحنات من طراز "أيواز"، و27 نظام صاروخي من طراز "أغلا"، وشاحنة زيل، و9 شاحنات من نوع "غاز" تابعة للجيش الأرميني.
وشدد علييف على أن الجيش الأرميني لم يسيطر على أي عربة عسكرية أذربيجانية.
وأوضح أن الجنود الأرمينيين محتلين، ويهربون من مواقعهم، وأن علم أذربيجان يرفرف اليوم في المناطق المحررة.
وأشار أن إدارة يريفان متخبطة وفي حالة ذعر، ورئيس الوزراء نيكول باشنيان يتصل بزعماء من العالم ويطلب الدعم ويتوسل من أجل ذلك.
وأضاف: "السبيل الوحيد لخلاصهم هو الخروج من أراضينا"، محذرًا إدارة يريفان من أنها ستندم طالما أنها لا تنفذ قرارات الأمم المتحدة.
وشدد الرئيس على أن باكو تمنح أرمينيا فرصة للخروج من أراضيها المحتلة عبر التفاوض والسلام.
ونوه علييف إلى أن المفاوضات التي استمرت على مدار 30 عامًا من أجل حل قضية قره باغ، لم تخرج بأي نتيجة، مبينًا أن بلاده تحل المشكلة اليوم عسكريًا.
وحذر علييف أرمينيا من أنها ستندم إذا أقدمت على الخداع بعد محادثات موسكو، مؤكدًا أن أذربيجان ستستعيد أراضيها وأنها ترغب في أن يتحقق ذلك عن طريق السلم.
أنقرة: إجتماع "مينسك"سيفشل ما لم يتضمن خطة لإنهاء احتلال "قره باغ"
وقال المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم كالن، ما لم يتضمن اجتماع الرؤساء المشاركين لمجموعة مينسك التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، خطة مفصلة لإنهاء احتلال أرمينيا لإقليم قره باغ، فإنه مصيره سيكون الفشل.
جاء ذلك في مقابلة أجرتها معه قناة الجزيرة الانجليزية، الجمعة، تطرق خلالها إلى اجماع مجموعة مينسك الذي يستضيفها جنيف حول "قره باغ".
وفي رده على سؤال "لماذا لا تريد تركيا حلا دبلوماسي لهذه الأزمة؟"، أكد أن بلاده تدعم الحل الدبلوماسي.
وتابع: " مجموعة مينسك لديها توجيهات محددة لإنهاء النزاعات القائمة".
وأضاف إنهم حثوا مجموعة مينسك على وضع تقويم فعلي حول اقتراح جديد يمكن تنفيذه "لإيجاد طريقة لإنهاء احتلال أرمينيا للأراضي الأذربيجانية".
وبيّن أن المجموعة في الواقع قامت "بالقليل" لوضع حد لهذه المشكلة في جنوب القوقاز، مشيرا إلى أن ما يطالب به الأذربيجانيون أيضا هو إيجاد خارطة طريق جديدة.
وقال : "نعم لوقف إطلاق النار، لكن يجب أن يكون مستدامًا، والشيء الوحيد الذي سيجعله مستدامًا هو الحديث عن إنهاء الاحتلال الأرمني للأراضي الأذربيجانية".
وشدد قالن أن إقليم "قره باغ" هو أرض أذربيجانية وفقا لقرارات الأمم المتحدة، مضيفا "نعم للحل الدبلوماسي، ولكن يجب أن يأتي مع جدول زمني وخارطة طريق لإنهاء احتلال الإقليم من قبل أرمينيا".
وفي معرض رده على سؤال: "هل تؤيدون جهود الممثلين الفرنسيين والروس والأمريكيين (الدول المشاركة في رئاسة المجموعة) المتوجهين إلى جنيف لبدء رسم خارطة طريق؟"، فقال قالن "إذا كانوا يطالبون فقط بوقف إطلاق النار، فلن يكون أكثر من تكرار لما حدث في السنوات الثلاثين الماضية".
وتابع: "إذا لم يتضمن (الاجتماع) خطة مفصلة لإنهاء الاحتلال، فمن شبه المؤكد أنه سيفشل".
طرفا حرب قره باغ يلبيان دعوة بوتين.. وفرنسا: هدنة قريبة
أذربيجان تسيطر على مدينة استراتيجية.. خريطة جديدة لقره باغ
معارك عنيفة في قره باغ.. ومجلس الأمن يطلب وقفها فورا