تشهد مدينة بنغازي شرق ليبيا حالة انفلات أمني، وعمليات سطو للمحال التجارية منسوبة لقوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر التي تسيطر على المدينة.
وفي هذا السياق قالت قنوات تلفزة محلية، إن مسلحين ملثمين يستقلون سيارات تابعة لقوات حفتر هاجمت الأربعاء محال تجارية في منطقة الليثي ببنغازي وسرقت محتوياتها، ثم خطفت المواطن إبراهيم الفخاري من المنطقة المذكورة.
يأتي ذلك بالتزامن مع تصريح لعبدالحميد الصافي، مستشار عقيلة صالح قال فيه إنه نجا من هجوم مسلح من قبل "مجموعة ملثمة" في بنغازي فجر الثلاثاء.
وفي تطور لاحق، قام عناصر من قبيلة العواقير بتغيير رئيس قسم البحث الجنائي في بنغازي، وتنصيب ابن عمومتهم علاء بوجواري العقوري رئيسا له تحت تهديد السلاح.
وشهدت المنطقة الشرقية مؤخرا احتقانا، بعد مصادرة مليشيات حفتر أراضي يملكها مواطنون من قبائل "العواقير" بمنطقة "الحوتة" في بنغازي، ووقعت مواجهات بعدما رفض ملاك الأراضي التنازل عن أملاكهم، حيث اعتقل بعضهم.
الناطق باسم قوات بركان الغضب، مصطفى المجعي قال، إن ما يحصل هذه الأيام ليس جديدا، فالاستيلاء على الأراضي والعقارات وأملاك المواطنين، والخطف والقتل كان حاضرا طيلة سيطرة حفتر على بنغازي.
وشدد المجعي في حديث خاص لـ"عربي21"، بالقول: "لسنا في حاجة إلى التذكير بشارع الزيت، واقتحام البيوت في بداية سيطرة حفتر على
بنغازي، حيث لازال المهجرون يعدون بمئات الآلاف"، لافتا إلى أن ما يحصل في
بنغازي مجاهرة بالانفلات (قياسا على المجاهرة بالأمن).
وأضاف: "في السابق كانت هيبة حفتر
لدى البعض تجعلهم يسكتون عن حقوقهم، خشية من وصمهم بالإرهاب والانتقام منهم دون
اعتراض من أحد، لكن وبعد هزيمة حفتر على أبواب طرابلس تلك الهزيمة المذلة، ورجوعه للدفاع
عن قواعده بعد خسائر في صفوفه تقدر بالآلاف، لا شك أن هيبته قد زالت أو خف تأثيرها
على الأقل، وأصبح بإمكان بعض مراكز القوى الاحتجاج، ما شجع المغبونين على رفع
أصواتهم".
أما المحسوبين على حفتر، وتحديدا
الميليشيات التي يقودها بعض أبنائه، شدد المجعي أن هؤلاء يحاكون في تصرفاتهم ما
كان يقوم به أبناء القذافي في العاصمة طرابلس، ويستولون على أرزاق غيرهم في وضح
النهار وتحت فوهات البنادق، وسط صمت مطبق.
وتابع: "ما يقوم به أبناء حفتر مؤشر
على تراجع آمالهم في الحكم المطلق خاصة وأن المفاوضات الأخيرة لم تذكرهم بخير ولم
تشر إليهم مطلقا، ما يوحي بأنهم ربما يكونون خارج المشهد القادم، وبعقلية الغنيمة يحاولون
نهب ما يستطيعون نهبه، لأن أمامهم أيام صعبة قد تكون في الغربة، خاصة والمحاكم
الأمريكية تحجز على أملاكهم في فرجينيا، ومن المنتظر أن تصادر لصالح ضحاياهم".
حسب قوله.
وشهدت مناطق الشرف الليبي في آب/ أغسطس الماضي تظاهرات ضد تدهور الأوضاع الاجتماعية وتغول الفساد، وفي الـ23 من نفس الشهر خرجت مظاهرات في بنغازي، وعدة مدن بينها سرت (شمالا) وسبها (جنوبا)، وتلتها مظاهرة في مدينة القبة معقل عقيلة صالح.
وقمعت قوات حفتر هذه المظاهرات بالقوة، واعتقلت خمسة في بنغازي و80 في سرت، بحسب منظمة رصد الجرائم الليبية (حقوقية).
اقرأ أيضا: منظمة حقوقية: اعتقالات عشوائية لمحتجين بمدينة خاضعة لحفتر
وانتشرت ظاهرة الاختطاف في المناطق التي يسيطر عليها حفتر، ومن المختطفين وزير المالية بحكومة الثني، كامل الحاسي، وعجوز من قبيلة الحاسة في البيضاء، والنائبة سهام سرقيوة، التي اختطفت من بيتها في تموز/ يوليو 2019 لمعارضتها الحرب على طرابلس.
واشتكى أطباء وممرضون في بنغازي، من اعتداءات قوات حفتر وأبنائه على العاملين في قطاع الصحة بالضرب والشتم، لأسباب مختلفة بينها وفاة أحد رفاقهم بكورونا، بحسب بعض الشهادات.
وارتفع عدد المصابين والوفيات بكورونا بشكل غير مسبوق، رغم محاولات التكتم عليها في المنطقة الشرقية، لكن الأمور خرجت عن السيطرة، في ظل منظومة صحية على حافة الانهيار في كامل البلاد.
بينها إعدامات ميدانية.. مرتزقة فاغنر نفذوا جرائم حرب بليبيا
هذه أبرز المبادرات السياسية لحل الأزمة الليبية (إنفوغراف)
موسكو وبكين تعارضان كشف منتهكي حظر السلاح إلى ليبيا