يتوجه الأمريكيون، الثلاثاء، إلى صناديق الاقتراع في انتخابات تشمل الرئاسة ومقاعد في مجلسي الشيوخ والنواب، فضلا عن منافسات محلية في العديد من الولايات، وسط استنفار أمني خشية من وقوع صدامات.
وسيختار الناخبون بين التمديد للرئيس الجمهوري دونالد ترامب، أو استبداله بالمرشح الديمقراطي جو بايدن، في واحدة من أكثر المنافسات سخونة منذ عقود، لكن الصراع على مجلس الشيوخ لا يقل حدة، وسط توقعات بنتيجة "تاريخية".
على أعتاب حدث تاريخي
ووفق نتائج استطلاعات وتوقعات اطلعت عليها "عربي21"، فإن مجلس الشيوخ يتجه نحو تساو بين الجمهوريين والديمقراطيين (50- 50)، في حالة لم تشهدها البلاد إلا مرتين فقط منذ تأسسيها (1881، و2000).
ومنذ عام 2014، يسيطر الجمهوريون على مجلس الشيوخ، ويتمتعون حاليا بـ53 مقعدا مقابل 47 للديمقراطيين (مقعدان منها يشغلهما مستقلان ليبراليان).
وفي هذه الدورة، يتنافس الحزبان على 35 مقعدا، 23 منها يشغلها جمهوريون، مقابل 12 للديمقراطيين.
تابع التطورات لحظة بلحظة عبر صفحة "عربي21" الخاصة بالانتخابات الأمريكية
ولا يتم طرح جميع مقاعد مجلس الشيوخ الأمريكي للاقتراع دفعة واحدة، وتجرى انتخابات تشمل بعضها كل عامين، على أن يشغل كل عضو المنصب لست سنوات على الأقل، مع إمكانية التجديد دون سقف محدد، حال فوزهما في المنافسة الحزبية والانتخابية دورة بعد أخرى.
وبالمقابل، تتم دعوة الناخبين كل عامين للتجديد لممثليهم في مجلس النواب (دون سقف لعدد الدورات)، أو اختيار بدلاء لهم من داخل الحزب نفسه أو من الحزب المنافس.
حسابات معقدة للجمهوريين
وبحسب معدل عدة استطلاعات، رصدتها منصة "270 تو وين"، يتوقع أن يحصل الديمقراطيون على مقعدين إضافيين على الأقل، مقابل خسارة الجمهوريين سبعة مقاعد، فيما تبقى خمسة مقاعد أخرى خارج نطاق التوقعات كونها في دوائر متأرجحة.
ويتطلب احتفاظ حزب ترامب بالأغلبية في مجلس الشيوخ حصد المقاعد المتأرجحة الخمسة جميعها، فيما تعد مهمة الديمقراطيين أسهل نسبيا، إذ هم بحاجة إلى مقعد واحد لتعقيد حسابات الجمهوريين، ما لم تحدث مفاجآت في الدوائر التي ترجح الاستطلاعات ميل الأصوات فيها لأحد الغريمين.
من يقود الشيوخ في حالة التساوي؟
بحسب الدستور الأمريكي، فإن نائب الرئيس هو من سيتولى رئاسة مجلس الشيوخ في مثل هذه الحالة، دون حق بالتصويت إلا لكسر "التعادل" لمنع البلاد من السقوط في فخ تعطل المؤسسة التشريعية.
وبهذه الحالة، سيحافظ الجمهوريون على سيطرتهم على المجلس في حال فاز ترامب، وسيكون نائبه "مايك بنس" رئيسا لـ"الشيوخ"، بينما ستصبح الغلبة للديمقراطيين في حال فوز بايدن و"كامالا هاريس".
الديمقراطيون على أعتاب سيطرة تاريخية
ومع ترجيح الاستطلاعات فوز بايدن وهاريس، وانتزاع الديمقراطيين الأغلبية في مجلس الشيوخ، فإنهم يقفون على أعتاب سيطرة تاريخية على مفاصل الحكم بالبلاد.
ولا يتوقف الأمر على مؤسستي الرئاسة والشيوخ، إذ إن جلّ الاستطلاعات ترجح احتفاظ الديمقراطيين بالسيطرة على مجلس النواب، وإن حصد الجمهوريون جميع مقاعد الدوائر المتأرجحة (24 مقعدا)، ما لم يحدث اختراق كبير.
مخاوف أمنية من سيناريو "الفوضى"
وفي مشهد غير معتاد في الدول الديمقراطية، تعمل متاجر عدة في وسط العاصمة واشنطن، وغيرها من مدن وولايات البلاد، على تحصين واجهاتها بألواح خشبية خوفا من حصول تظاهرات تتطور إلى أعمال عنف في يوم الاقتراع أو بعده.
كما أعلنت الشرطة إغلاق شوارع في منطقة واسعة جدا بمحيط البيت الأبيض في الثالث والرابع من تشرين الثاني/نوفمبر.
وحال تقارب النتائج بشكل كبير أو تأخرها، يخشى البعض من حصول سيناريوهات كارثية يقوم فيها أنصار المرشحين بالنزول إلى الشارع أو حتى حمل السلاح.
ولم تكن تصريحات ترامب مطمئنة عندما رفض مرات عدة أن يقول بوضوح إنه سيسلم السلطة بشكل سلمي في حال هزيمته.
وأشار تقرير لموقع "يو أس تودي" إلى ارتفاع كبير لمبيعات الأسلحة وبعض المستلزمات الضرورية لالتزام المنازل.
ووفقا لإحصاءات مكتب التحقيقات الفيدرالي (أف بي آي)، أجرى تجار الأسلحة في حزيران/ يونيو أكثر من 3.9 ملايين عملية طلب للاطلاع على سجلات المشترين الجنائية، وهو أعلى رقم تم تسجيله على الإطلاق في شهر واحد، ما يشير إلى إقبال كثيف على اقتناء الأسلحة، بحسب التقرير.
ويدور الحديث بالدرجة الأولى عن أفعال عدائية قد يقدم عليها يمينيون متطرفون وسط نشر كثيف لنظريات المؤامرة عبر الإنترنت، ما قد يتطور إلى اشتباكات تخرج عن السيطرة، مع الأخذ بالاعتبار الاحتقان الكبير لدى شرائح مختلفة بالمجتمع الأمريكي، ولا سيما لدى ذوي الأصول الأفريقية، إزاء العنصرية المتصاعدة.
وتعيش البلاد أجواء قلق شديد مع رفض ترامب الالتزام بتهدئة الشارع، بل وبإقدامه على صب الزيت على النار بتلويحه باللجوء إلى القضاء في حال خسر، وبثه روايات غير مؤكدة عن سرقة أصوات وإلقاء أخرى محسوبة له، ولا سيما تلك الخاصة بأفراد الجيش، في خطاب ذي حساسية خاصة لليمينيين والمحافظين.
هكذا تتباين سياسة ترامب وبايدن تجاه الشرق الأوسط
لماذا يتحرك أوباما بفلوريدا بالإنابة عن بايدن.. ما أهميتها؟
5 أيام على الانتخابات | مؤشرات أولية للنتائج بولايات أمريكية