كشفت دراسة لمعهد الأرصاد الجوية الفيزيائية، التابع للمعهد الوطني للبحث العلمي وجامعة كليرمون أوفيرن في فرنسا، عن تسجيل مستويات مقلقة من تلوث الهواء في شرق المتوسط.
وبحسب الدراسة التي أجراها المعهد، فقد تم تسجيل مستويات مقلقة من تلوث الهواء في السنوات العشر الأخيرة في كبرى مدن شرق البحر الأبيض المتوسط، مثل بيروت والقاهرة، ما يؤدي إلى تبعات صحية جسيمة.
وأوضحت الباحثة بالمعهد أنييس بوربون، إلى أن "تلوث الأوزون والجسيمات الدقيقة، وهما العائلتان الرئيسيتان من ملوثات الغلاف الجوي، سجل معدلات عالية في هذا الجزء من العالم، مع مستويات أعلى في الشرق مقارنة مع تلك المسجلة غربا في هذه المنطقة".
ولفتت بوربون إلى أنه "على مدى عشر سنوات، رصدت الفرق الدولية بتنسيق من المعهد الوطني للبحث العلمي في فرنسا، بصورة مستمرة جودة الهواء في الحوض الشرقي للبحر المتوسط، في ظل النقص في البيانات المتوافرة في هذا المجال"، مشيرة إلى تركيز الفرق في بحوثها على أكبر مدينتين في هذه المنطقة، أي اسطنبول التركية والعاصمة المصرية القاهرة، إضافة إلى العاصمة اللبنانية بيروت.
وأكدت على أن التحليلات بينت وجود مستوى مرتفع من تلوث الغاز، مع ازدياد واضح في كميات المركّبات العضوية المتطايرة، وهي من المركّبات الطليعية لتشكل الأوزون، كلما اتجهنا شرقا في منطقة المتوسط، ويزداد تركيز المركبات العضوية المتطايرة في الهواء بواقع ثلاث مرات كلما اتجهنا من الحدود الغربية في مرسيليا الفرنسية إلى الحدود الشرقية في بيروت اللبنانية .
ويعود ذلك بجزء أساسي إلى الانبعاثات المتأتية من حركة المرور، بفعل تبخر المحروقات إضافة إلى الوقود المستخدم للتدفئة شتاء في أثينا.
وذكرت الباحثة بوربون أن اعتماد البلدان الواقعة في شرق المتوسط تشريعات "أقل تشددا" على صعيد الانبعاثات الملوثة للبيئة، مقارنة مع تلك المعتمدة غربا، يفسر الفرق في المستويات.
اقرأأيضا : دراسة: تلوث الهواء يزيد خطر الوفاة بكوفيد-19 بنسبة 15%
ووضع الباحثون تقديرات بشأن معدلات الوفيات المتصلة بالتعرض المزمن لتلوث الهواء، حيث تسجل العاصمة المصرية 11% من الوفيات غير العرضية لدى الأشخاص فوق سن الثلاثين عن الجسيمات الدقيقة، و8% عن ثاني أكسيد النيتروجين، وتوازي هذه النسبة 62 وفاة لكل مئة ألف نسمة، في مقابل 25 وفاة لكل مئة ألف نسمة في فرنسا على سبيل المثال، وفق المعهد الوطني للبحث العلمي.
وجاءت هذه النتيجة وفق برنامج بحثي بشأن البيئة المتوسطية، حيث تندرج هذه البحوث في إطار برنامج "ميسترال" الذي أُطلق في مارس 2010 مع أكثر من ألف عالم من 23 بلدا، حللوا وضع البيئة في منطقة البحر المتوسط، وكشفت نتائج أعمالهم هذا الأسبوع.