قالت خبيرة استراتيجية
إسرائيلية إن المعطيات
الإسرائيلية المتوفرة تشير إلى اعتماد
الصين المتزايد على مصادر الطاقة الأجنبية،
والموارد اللازمة لتحقيق رؤيتها بأن تصبح قوة اقتصادية، ما يفسر زيادة مصالحها
المباشرة في الشرق الأوسط، وتنامي مشاركتها بقضاياه بشكل مطرد، بالتوازي مع
الفوائد الاقتصادية والسياسية والاستراتيجية التي تستمدها منه.
وأضافت شارون دفيري في مقال في بموقع
نيوز ون،
ترجمته "عربي21" أن "الاهتمام الصيني وصل للاستثمار بإسرائيل،
وبلغت
الاستثمارات الصينية فيها أكثر من 14 مليار دولار، وبالنسبة للشركات
الإسرائيلية المحلية، فإنه يمكن للصين أن تكون بمثابة مصدر مهم للاستثمار الخارجي،
إضافة إلى فرص الأعمال المربحة، ووفقًا لتوقعات بنك إسرائيل فإنه بحلول 2035،
ستشكل الصادرات للصين 10% من إجمالي الصادرات الإسرائيلية".
وأشارت إلى أنه "كجزء من التعاون العلمي
الصيني الإسرائيلي، تمت مؤخرا دعوة الباحثين والعلماء الإسرائيليين لتقديم مقترحات
مشتركة لتنفيذ مشاريع بحثية من قبل علماء صينيين، وجاءت الدعوة من وزارتي العلوم
والتكنولوجيا الصينية والإسرائيلية، وهدفهما هو دعم التعاون العلمي والتكنولوجي
بين الباحثين الصينيين والإسرائيليين، المدعوين لإنشاء شبكات بحث ذات أوجه
متعددة".
وأكدت دفيري، الخبيرة في استراتيجية الأعمال،
ولديها خبرة في الإدارة والصناعة، وساعدت العديد من رواد الأعمال في مجال الشركات
الناشئة والباحثين والعلماء على تقديم ابتكارات، أن "الصين وإسرائيل تسعيان
جاهدتين للتعاون البحثي؛ وتعزيز تبادل المعرفة بين علمائهما، والبحث في الأجهزة
الطبية والزراعية، وهناك مجالات تحقق فيها إسرائيل إنجازات أكثر من الصين، كما
أعلن الملياردير روني تشان، أحد أغنياء هونغ كونغ".
وأوضحت أنه "في ضوء كل هذه العمليات المثمرة،
تدعو سلطة الابتكار الشركات الإسرائيلية في جميع مجالات التكنولوجيا لتقديم طلبات
للحصول على منح، وستسرع المنح بتنفيذ مشاريع البحث والتطوير، وستعزز البرامج
الجارية بالتعاون مع الشركات الصينية".
وأضافت أن "مسارات التعاون الصيني
والإسرائيلي يتركز أولها في البحث والتطوير الثنائي، بالتعاون مع شراكة أجنبية،
وثانيها في المشاريع التجريبية الجاهزة بالفعل للتشغيل، وثالثها التعاون مع شركة
المنتجات الكهربائية الصينية، المتعددة الجنسيات، وذات الشهرة العالمية، وستساعد
المجتمع الإسرائيلي لتحقيق تقدم كبير بجاهزية المنتج للتسويق، وهناك فرصة واعدة
أخرى تتمثل في خطة ثنائية على حدود منطقة هونغ كونغ".
وأكدت أن "شركات إسرائيلية سوف تشارك في
مجالات صينية مهمة مثل علوم الحياة والزراعة والبيئة والتكنولوجيا الذكية، في حملة
عرض افتراضية لأغراض الدعاية والتسويق، وسيشارك فيها الشركات والمستثمرين وشركاء
الأعمال المحتملين، وجميعهم من أفضل الكيانات التجارية في الصين، وهذه فرصة نادرة
للشركات الإسرائيلية المهتمة باختراق السوق الصينية، وإيجاد شريك أو مستثمر
إسرائيلي في الصين".
وأوضحت أنه "من المهم جدًا متابعة
المنشورات المختلفة حول المنح والبرامج التي تشاركها إسرائيل والصين، حيث ستفيد
الشركات الإسرائيلية المبتدئة المهتمة بمشاريع في السوق الصينية بشكل كبير، وخلال
العام الجاري، تم إغلاق وفتح العديد من البرامج الإسرائيلية في مختلف المجالات،
وفي الآونة الأخيرة، تم الانتهاء من برنامج بالتعاون مع وزارة بكين للعلوم
والتكنولوجيا وبرنامج إسرائيل – شاندونغ".
وأكدت أن "الصين تدرك جيدًا أن الابتكار
التكنولوجي الإسرائيلي هو المحرك الرئيسي للنمو من أجل الازدهار الاقتصادي
المستدام، ويعرف قادتها أن القوة الاقتصادية الإسرائيلية تقاس إلى حد كبير بالقدرة
على الابتكار والإبداع، وتشير بيانات الاقتصاد الكلي لإسرائيل، ومكانتها في الساحة
العالمية في السنوات الأخيرة إلى مورد لا يقدر بثمن تقدمه إسرائيل للعالم، لأن
الابتكار هو ما يميز منتجاتها".
وأضافت أن "حجم التعاون الصيني
الإسرائيلي تعزز منذ أواخر 2017، حين أعلن الرئيس شي جين بينغ عن هدفين
استراتيجيين يواجهان الصين لتحقيقهما في العقود المقبلة: أولهما تشكيل مكانة الصين
كقوة مستقرة وواسعة الحيلة وقوية من شأنها أن تمنحها مكانة دولية رفيعة بين القوى
الأخرى؛ وثانيهما جعل الصين قوة تشارك في خط المواجهة في السباق العالمي للتقدم
الاقتصادي".
وأشارت إلى أنه "من أجل تحقيق هذين الهدفين من
هذه الرؤية، ترى إسرائيل أنه يتعين على حكام الصين اتخاذ سلسلة من الخطوات من
شأنها أن تسمح بنمو متجدد، وتشمل التطوير المبتكر والتوسع في السوق الدولية،
واليوم، وفق الرؤية الإسرائيلية، تسعى الصين جاهدة لتوسيع استثماراتها الضخمة في
البنية التحتية في جميع أنحاء العالم بشكل كبير".
وختمت بالقول إن "الصين وإسرائيل تعملان
بشكل سريع ومستمر على تطوير استثمارات في مشاريع المجالات الأكثر تقدمًا وتأثيرًا:
السيبرانية والاتصالات والتطورات الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي.. لأنه في
الآونة الأخيرة، يتجه النشاط الصيني العالمي نحو الاستثمار في الأوساط الأكاديمية
والتعليم والثقافة في العديد من البلدان، ومنها إسرائيل".