نقلت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية عن مصادر وصفتها بـ"المطلعة"، قولها إن السعودية قامت بتكثيف جهودها لحل أزمتها المستمرة مع قطر، منذ تأكد هزيمة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وفوز غريمه الديمقراطي جو بايدن.
ورجحت الصحيفة، في تقرير ترجمته "عربي21"، أن تكون مبادرة الرياض لإنهاء الحصار الذي تقوده على جارتها الخليجية تأتي في إطار سعي ولي عهد المملكة، محمد بن سلمان، لكسب ود إدارة بايدن القادمة.
ومن المتوقع أن تكون إدارة بايدن "أكثر برودة تجاه الأمير الشاب الذي أثار انتقادات واسعة النطاق من جانب الديمقراطيين بشأن مقتل (الصحفي السعودي جمال) خاشقجي، وحرب اليمن، واحتجاز العشرات من النشطاء ورجال الأعمال وكبار أفراد العائلة المالكة"، على عكس "التسامح" الذي مارسه ترامب مع ذلك السجلّ.
ونقلت الصحيفة عن مستشار للسعودية والإمارات، قوله: "هذه هدية لبايدن"، مضيفا أن ابن سلمان "يشعر وكأنه في مرمى النار" بعد فوز بايدن في الانتخابات ويريد اتفاقا مع قطر "لإرسال إشارة مفادها أنه مستعد وجاهز لاتخاذ خطوات عملية" بما يرضي ساكن البيت الأبيض الجديد.
وقال علي الشهابي، المحلل السعودي المقرب من الديوان الملكي، إن القيادة السعودية كانت منذ شهور "منفتحة على طرح هذه القضية.. منذ بعض الوقت، كانوا يعملون على إغلاق العديد من الملفات الساخنة ومن الواضح أن هذه إحداها".
وقال دبلوماسي مطلع على المحادثات، لم تسمه الصحيفة، إن الجولة الأخيرة جرت بوساطة أمريكية وكويتية بهدف إرساء أسس مفاوضات مباشرة بين الرياض والدوحة.
اقرأ أيضا: وزير خارجية السعودية يتحدث عن الأزمة مع قطر ويهاجم إيران
"شروط مسبقة" من الجانبين
وتريد قطر التأكد من وجود شروط مسبقة قبل أي محادثات ثنائية، وقال الدبلوماسي إنها قد تشمل إجراءات "بناء الثقة" مثل رفع الحظر الجوي، أو السماح بحرية تنقل المواطنين القطريين إلى البلدان التي فرضت الحظر.
وكان "روبرت أوبراين"، مستشار ترامب للأمن القومي، قد قال في وقت سابق إنه يأمل أن يرى الخطوط الجوية القطرية قادرة على التحليق فوق الدول العربية المقاطعة "خلال الأيام السبعين المقبلة"، أي قبل نهاية رئاسة ترامب.
وقال "مستشار الرياض وأبوظبي" إن قيادتي البلدين تريدان من الدوحة "تخفيف حدة" قناة الجزيرة التلفزيونية، التي يتهمها منتقدوها بأنها أداة دعائية للدوحة، وأن توقف انتقاداتها للسعودية.
ولم ترد الرياض على الفور على طلب "فايننشال تايمز" للتعليق.
وبعد فرض الحظر، قدمت الرياض وأبوظبي للدوحة قائمة "غير عادية"، كما وصفها التقرير، من 13 مطلبا، تضمنت إغلاق قناة الجزيرة وتقييد علاقات الدوحة مع طهران وإغلاق قاعدة عسكرية تركية في قطر.
لكن المستشار قال إن وسطاء كويتيين توصلوا إلى اتفاق جديد ليحل محل البنود الـ13، من شأنه التمهيد لتفاوض مباشر.
يمكن أن يشمل الاتفاق الأولي شحن الغاز الطبيعي المسال من قطر إلى البحرين، وفقا للمطلعين على المفاوضات.
ومع ذلك، قال شخص مطلع على موقف الدوحة إنه لم تتم مناقشة أي تفاصيل بشأن تدابير بناء الثقة، فضلا عن وجود علامات استفهام على موقف أبوظبي.
والأسبوع الماضي، قال يوسف العتيبة، سفير أبوظبي لدى واشنطن، إن إنهاء الخلاف ليس أولوية، متحدثا عن خلافات عالقة بين البلدين حول الاتجاه المستقبلي للشرق الأوسط.
لكن مسؤولين غربيين ومحللين إقليميين قالوا إن الإمارات ستتبع على الأرجح السعودية حليفتها الأكبر.
ديفيد هيرست: ابن سلمان يعيش أوقاتا عصيبة بسبب فوز بايدن
لوموند: ابن سلمان يتقرب من إسرائيل لكسب ود بايدن
فايننشال تايمز: الإصلاحات الإماراتية جزء من سباق خليجي