رغم توصل اللجنة
العسكرية الليبية المعروفة بلجنة (5+5) إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، ومنع التصعيدات
العسكرية، وتشكيل قوة مشتركة، ونزع الأسلحة الثقيلة من خطوط التماس بين الطرفين، إلا
أنه حتى اللحظة لم يتم تفعيل أي بند من بنود هذا الاتفاق، وسط تشكيك في استمرار
مفاوضات اللجنة أو تنفيذ الاتفاق.
واتفقت لجنة (5+5)
المشكلة من فريق يتبع حكومة الوفاق وآخر يتبع حفتر على وقف دائم لإطلاق النار، وتشكيل قوة مشتركة للإشراف على فتح الطرق بين أقاليم
ليبيا الثلاثة (طرابلس وبرقة
وفزان)، وسحب القوات الأجنبية والمرتزقة، وأمور فنية أخرى، إلا أنها لم تنفذ من هذه
البنود شيئا.
"أياد
خفية"
وطالبت قوة حماية
طرابلس التابعة لحكومة الوفاق رؤساء وأعضاء اللجنة العسكرية المشتركة، بتوضيح
سبب تأخير وعرقلة تنفيذ بنود الاتفاق بينهما، متهمة من أسمتهم الـ"أياد
خفية" بعرقلة تنفيذ بنود الاتفاق الموقع بين الطرفين، وأنه هناك تعمد في عدم
التنفيذ"، وفق بيان.
ومع غياب الحديث عن
جلسات للجنة العسكرية، والحديث عن تحشيدات من قبل حفتر، يُطرح تساؤل: هل يفشل
الاتفاق العسكري أو يتعثر مثل المسار السياسي؟ أم فقد الثقة بين قيادات الطرفين هو
المعرقل؟
"تدخل
أممي"
من جهته، رأى وزير
الدفاع الليبي الأسبق، محمد البرغثي، أن "اللجنة العسكرية 5+5 هم من خيرة ضباط
الجيش، ولا تنقصهم الوطنية، ولكن لم يحسبوا حساب "العصابات" المسلحة التي تعمل ضد "الجيش"، والذى كان حصار طرابلس من أجل التخلص منها ونزع
أسلحتها"، وفق زعمه.
وأضاف في تصريحات
لـ"عربي21" أن "هذه العصابات ما زالت تعمل بقوة ضد هذه اللجنة
العسكرية؛ كون أفرادها ضباطا حقيقيين في الجيش الليبي، أما قرار وقف إطلاق النار
وتشكيل قوة لتنفيذ ما اتفق عليه، خاصة إخراج القوات الأجنبية والمرتزقة، فيعتمد على
جدية بعثة الأمم المتحدة بإلزام كافة الأطراف بذلك، ولو تم حتى بتدخل أممي"،
كما طالب.
"تعنت
حفتر"
في حين أكد الضابط من
الشرق الليبي، عقيد طيار سعيد الفارسي، لـ"عربي21"، أن "طرف حفتر
الممثل في هذه اللجنة هو من يقوم بالتعنت كون أغلب الضباط غير مؤهلين للمحادثات، بل
بعضهم متورط في جرائم عسكرية، وهذا ما يجعل اللجنة فاشلة من أول اجتماع لها داخل
ليبيا بمدينة سرت".
وأوضح أن "حفتر
لا يريد السلام أبدا، حتى وإن شارك في مفاوضات، ولكن يريد كسب الوقت لاستئناف الحرب، والسيطرة على كامل ليبيا، وتحويلها إلى حكم عسكري قبلي، وتوريث ابنه للحكم، أما
المرتزقة التابعون للأخير، فلن يخرجوا أبدا إلا بقوة السلاح"، وفق تقديراته
العسكرية.
"مسارات
أخرى أهم"
عضو البرلمان الليبي،
محمد راشد، رأى من جانبه أن "الأجدى تقديم المسارين الاقتصادي والسياسي على
المسار العسكري، فنجاح المسارين يساعد كثيرا في نجاح المسار الآخر، والعكس غير صحيح، زد على ذلك أن المسارين يستطيعان لجام المسار العسكري بقطع تمويل الحرب".
وأكد في تصريحات
لـ"عربي21" أنه "بخصوص الحالة الليبية الآن، فإنه لضرورة إيقاف
الحرب تكون القوة العسكرية هي العنصر المهم والمنوط بإيجاد الحلول وإيقاف
الاقتتال، ومسألة فقد الثقة بين قيادات الطرفين، فهي أقل ما يقال، بل يزاد عليها أن
خمسة حفتر لا يستطيعون تجاوز الخطوط المرسومة لهم"، كما صرح.
"أزمة
المرتزقة"
وقال المتحدث باسم قوة
حماية "سرت" سابقا، طه حديد، إن "المرتزقة الآن أقوى من حفتر، ولن
يستطيع إخراجهم، بل على العكس، تم خلال الأسبوع الماضي رصد عدة رحلات لطائرات شحن
تابعة للقوات الجوية الروسية تهبط في شرق ليبيا وقاعدة القرضابية في سرت، معقل
تواجد مرتزقة
فاغنر"، حسب معلوماته.
وتابع: "لذا
أعتقد أن قرار انسحابهم من خطوط التماس هو بيد الروس؛ لأنهم هم المتواجدون مع
منظوماتهم الدفاعية ومدفعيتهم الثقيلة في الجبهة الأمامية في جارف غرب سرت رفقة
المرتزقة التابعين للنظام السوري، وبالتالي لا يملك حفتر ولا أعضاء لجنته القرار
بسحبهم، وسيكون هذا إحراجا للبعثة التي أعطت وعودا بإخراجهم خلال 90 يوما"،
كما قال لـ"عربي21".