توقع كاتب إسرائيلي حدوث مواجهة بين حكومة الاحتلال، وإدارة الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن، حول الاتفاق النووي مع إيران.
وقال الكاتب باراك رافيد، في مقال نشره موقع "ويللا" وترجمته "عربي21"، إن "بايدن يعتزم العودة للاتفاق النووي الموقع في 2015، في محاولة منه للوصول إلى اتفاق محسّن، فيما بدأ بنيامين نتنياهو حملة عامة ضد الخطوة المرتقبة، وقد تتكثف قبل الانتخابات الإسرائيلية المبكرة".
وأضاف رافيد أن "إسرائيل وإدارة بايدن في مسار متضارب حول الاتفاق النووي المبرم مع إيران، بسبب فجواتهما المتزايدة، فالرئيس ينوي الدخول بالاتفاق النووي، فيما تطالب إسرائيل عدم القيام بذلك، وشدد بايدن ومستشاروه عدة مرات بعد فوزهم بالانتخابات أنهم يعتزمون التوصل لاتفاق مبدئي مع إيران، بموجبه سترفع العقوبات عنها، والعودة للاتفاق النووي لعام 2015".
وكشف
أنه "لا توجد حتى الآن اتصالات بين إسرائيل وإدارة بايدن، لكن نتنياهو
ومستشاره المقرب، سفيره بواشنطن رون دريمر، يوجهان رسائل عامة للإدارة الجديدة ضد
العودة للاتفاق النووي منذ عدة أسابيع، وأعلن نتنياهو أن الإدارة الجديدة
"ممنوعة" من القيام بهذه الخطوة، وزعم درامر أن ذلك سيكون "خطأ
فادحا"، وذهب أبعد من ذلك، عندما صرح أن العودة للاتفاق النووي ستكون مروعة
وخطيرة على الشرق الأوسط".
وأشار إلى أن "مستشاري بايدن، الذين شغل معظمهم مناصب عليا بإدارة الرئيس السابق باراك أوباما،
يستمعون للأصوات القادمة من نتنياهو ودريمر، يشعر بعضهم وكأنهم استعادوا الحملة
التي شنها نتنياهو ضدهم في 2015، وهم غير راضين عن ذلك، لكنهم في هذه المرحلة يبقون
صامتين، ولا يردون".
وأكد
أنه "لا يوجد موقف موحد للحكومة الإسرائيلية في القضية الإيرانية، فرغم أن نتنياهو ودرامر لديهما الخط المتطرف الذي ينفي أي عودة للاتفاق النووي، لكن وزيري
الحرب بيني غانتس والخارجية غابي أشكنازي ورئيس الأركان أفيف كوخافي لديهم موقف
مختلف بعض الشيء، فهم لا يرفضون صراحة اتفاقا مع إيران، لكنهم يؤكدون أن
الاتفاقية يجب أن تكون جديدة ومُحسَّنة عن الموقعة في 2015".
وأوضح "مسؤولون إسرائيليون كبار أنه في ضوء عدم وجود اتصالات مع إدارة بايدن، قرر
كبار أعضاء المستويين السياسي والعسكري الاستفادة من زيارة هيئة الأركان المشتركة
الأمريكية، الجنرال مارك ميلي إلى إسرائيل، ومن المتوقع أن يظل في منصبه حتى بعد
دخول بايدن البيت الأبيض في 20 كانون الثاني/يناير، وقد يكون بمنزلة جسر للإدارة الجديدة مع إسرائيل".
وكشف أن "ميلي اجتمع مع نتنياهو وغانتس وكوخافي وأعضاء كبار آخرين في المؤسسة العسكرية، لأن الرسالة الرئيسية أنه لا ينبغي لبايدن التسرع بالعودة للاتفاق النووي مع إيران، ويمكن الاستفادة من الضغط الإيراني بعد العقوبات التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للتوصل إلى اتفاق أفضل، ولكن في حال عاد بايدن للاتفاق النووي السابق، فسوف يخسر كل نفوذه، وسيجد صعوبة بالغة بالتوصل لاتفاق محسّن بعد ذلك".
وأضاف
أن "رسالة أخرى أرسلتها إسرائيل مع ميلي، لنقلها للإدارة الجديدة، تتلخص
باهتمامها بالعلاقات بين الولايات المتحدة والسعودية والإمارات العربية المتحدة، بعد
أن انتقدهما بايدن مرارا وتكرارا، بسبب الحرب في اليمن، وانتهاكات حقوق الإنسان
فيهما، وقال مسؤولون إسرائيليون إن على بايدن أن يكون أكثر مرونة في تعاملاته معهما،
ويستفيد من اتفاقيات التطبيع والأجواء الجديدة في المنطقة، وعدم حرق الجسور معهما".
وأشار إلى أن "الوضع السياسي في إسرائيل له تأثير على النقاش مع إدارة بايدن، لأنه سيتولى
منصبه فيما تعيش إسرائيل أجواء انتخابات، فنتنياهو سيرغب بالسفر لواشنطن، ومقابلة الرئيس
الجديد قبل الانتخابات، ولكن من غير الواضح ما إذا كان الأخير سيرغب بأن يُنظر
إليه يتدخل في الانتخابات الإسرائيلية، كما فعل أسلافه في الحملات الانتخابية
الثلاث الأخيرة".
هآرتس: تطورات مرتقبة بالشرق الأوسط قبل تسلم بايدن منصبه
خبير إسرائيلي: اغتيال زاده رسالة تحالف إسرائيلية عربية لبايدن
خبير إسرائيلي: إيران بمأزق بين الرد على اغتيال زاده والخشية منه