قالت صحيفة الغارديان البريطانية، إن اللواء الليبي المتقاعد، خليفة حفتر، فقد نفوذه الخارجي وهيبته المحلية، ما سمح باستئناف الحوار السياسي في ليبيا، مشيرة في الوقت نفسه إلى أن تقارب طرابلس والقاهرة يشير إلى "انقطاع أو تباعد" في الرؤى بين الأخيرة وأبو ظبي.
وأوضحت الغارديان، في تقرير لها ترجمته "عربي21"، أن فشل حفتر في حصار طرابلس سمح بسماع مزيد من الأصوات الواقعية، وازدهار فرص المصالحة الوطنية، برعاية البعثة الأممية للدعم.
وحول جهود تثبيت وقف إطلاق النار في ليبيا، قالت الصحيفة إن الأمم المتحدة ستحاول إعادة الأمل لدفع الوحدة الوطنية في ليبيا، من خلال جلب مراقبين للإشراف على وقف إطلاق النار، الذي تم انتهاكه على نطاق واسع، وإجبار القيادة السياسية الممزقة في البلاد على إيجاد آلية لانتخاب رئيس الوزراء.
ولفتت إلى أن الأمم المتحدة تخوض سباقا مع الزمن لتحقيق تقدم ملموس نحو تشكيل حكومة وحدة وطنية، وتجنب الانهيار المحتمل لوقف إطلاق النار المستمر منذ ثلاثة أشهر.
اقرأ أيضا: الحوار الليبي.. تشكيل لجنة استشارية لتخطي عقبة اختيار السلطات
ووصف الغارديان مساعي إرسال نشر مراقبين في ليبيا بأنها "أول خوة نشطة" على الأرض تتخذها الأمم لفرض وقف إطلاق النار، بما يتجاوز نهجها السابق في نشر التقارير التي توضح بالتفصيل كيفية انتهاك وقف النار وحظر الأسلحة.
وشددت الصحيفة على أنه في الأشهر الثلاثة الماضية، ازدهرت فرصة المصالحة الوطنية، ويرجع ذلك جزئيا إلى أن العقل المدبر للحصار الفاشل على العاصمة طرابلس، الجنرال خليفة حفتر، فقد نفوذه الخارجي والهيبة محليا، ما سمح بسماع المزيد من الأصوات الواقعية.
وحول المساعي الأممية لاستئناف الحوار، قالت الصحيفة إن المبعوثة الأممية، ستيفاني ويليامز، اغتنمت الفرصة لإقناع القيادة الليبية بالحوار، وفي تشرين الثاني/ نوفمبر، عقدت في تونس منتدى للحوار السياسي الليبي ضم 75 عضوا، لتمهيد الطريق للانتخابات المقرر إجراؤها الآن في 24 كانون الأول/ ديسمبر.
ولكن ومنذ ذلك الحين، وصل المنتدى إلى طريق مسدود بعد فشل المجتمعين على إقرار آليات اختيار السلطات الجديدة في البلاد.
اقرأ أيضا: مستشار بالمجلس الرئاسي الليبي: نتوقع نجاح جهود الأزمة قريبا
في تطور مفاجئ، قام وفد من كبار الدبلوماسيين المصريين ومسؤولي المخابرات بزيارة طرابلس الأسبوع الماضي، وهو أول اتصال دبلوماسي بين مصر وحكومة الوفاق الوطني منذ 2014. ويبدو أن الزيارة تشير إلى تباعد -إن لم يكن انقطاعا- بين القاهرة وأبو ظبي على قيمة حفتر والمزيد من الحرب.
وقالت الصحيفة، "كان من الجدير بالملاحظة أن سفير مصر لدى ليبيا، محمد أبو بكر، كان مشاركا رئيسيا في الوفد، ولطالما كان نهجه هو العمل مع جميع الأطراف ودعم الأمم المتحدة، لكن صوته تقوض بسبب الدعم الإماراتي والفرنسي لحملة حفتر العسكرية".
وختمت الغارديان تقريرها بالإشارة إلى تصريح لبيتر ميليت، السفير البريطاني السابق في ليبيا، الذي قال فيه: "لقد انتصرت أصوات الدبلوماسية مؤقتا في القاهرة، وعلى المصريين إعادة بناء روابطهم مع حكومة الوفاق الوطني"، وتابع: "لطالما كانت هناك انقسامات في القاهرة بين وزارة الخارجية التي تفضل حل تفاوضي سياسي والجيش الذي دعم حفتر وعمل مع الإماراتيين، لكن الخيار العسكري لم ينجح، وأعطي النهج الدبلوماسي فرصة مرة أخرى".
إيكونوميست: لا داعي للاحتفال بالربيع العربي في عيده العاشر
هافينغتون بوست: ترامب يريد بيع أسلحة لديكتاتور الإمارات