قال محلل عسكري إسرائيلي إن "المناورة المشتركة التي أجرتها التنظيمات الفلسطينية في غزة في الأيام الأخيرة علامة فارقة أخرى، في محاولة حركة حماس توحيد المنظمات في غرفة عمليات مشتركة من أجل تعزيز سيطرتها على القطاع من جهة، وإرساء استراتيجية الغموض تجاه إسرائيل من جهة أخرى، وكان لهذه التدريبات انعكاسات على إسرائيل، على المستويين الاستراتيجي والعملي، ضمن استعداداتها لحملة عسكرية محتملة في غزة".
وأضاف عومر دوستروي في مقال نشره معهد
بيغن-السادات للأبحاث الاستراتيجية وترجمته "عربي21" أن "المناورة العسكرية
المكثفة التي أقيمت في 29 ديسمبر 2020 في قطاع غزة، لأول مرة بالتعاون مع مختلف التنظيمات
المسلحة، جاءت تحقيقا لعدد من الأغراض، لعل أهمها إيصال رسالة إعلامية للرأي العام
الإسرائيلي مفادها أن التنظيمات في غزة موحدة في التعامل مع التهديدات الأمنية ضد إسرائيل".
وأشار دوستري خبير السياسة الخارجية في مركز دراسات الشرق الأوسط بجامعة أريئيل، ومعهد دراسات الأمن القومي بجامعة تل أبيب، إلى أن "هدفا آخر لهذه المناورات تمثل بتحضير حماس لحملة عسكرية ضد إسرائيل تقودها
"غرفة العمليات المشتركة"، لكن الرسالة التي سعت حماس لإيصالها بخصوص وحدة
التنظيمات أهميتها كبيرة، في ظل احتمال تجدد المواجهة مع إسرائيل، فمن المهم لها أن
تقدم جبهة موحدة أمام الفلسطينيين".
الوحدة العسكرية
وأوضح أن "الوحدة العسكرية لجميع
المنظمات التي تقودها حماس تشير إلى أن التنظيم يحظى بدعم شعبي واسع، ويستبعد احتمال احتجاجات
في القطاع بسبب الظروف الصعبة، وتريد حماس أن توضح لإسرائيل أن السيطرة الأمنية في
غزة لا تعتمد عليها حصريا، وأن المنظمات الأخرى لها تأثير على مواجهة العدوان الإسرائيلي،
خاصة إطلاق الصواريخ".
وأكد أن "هذه المناورات تشير إلى
اهتمام حماس بالحفاظ على استراتيجية الغموض تجاه إسرائيل، والتي يتم التعبير عنها
في الادعاء بأن الهجمات التي تنفذها المنظمات الصغيرة لا تعتمد عليها، لإجبار إسرائيل
على إدراك أنه يجب تقليل عدد ونوعية الهجمات ضد أهداف حماس، رغم محاولة إسرائيل تقويض
فكرة "غرفة عمليات مشتركة" في غزة، وإحداث شرخ بين حماس والجهاد الإسلامي".
اقرأ أيضا: معاريف: مناورة المقاومة بغزة "سابقة كبيرة" في تعاون الفصائل
وأضاف أن "تقديم وحدة وجبهة موحدة
بين التنظيمات الفلسطينية ينعكس باستعداد حماس المحموم في ما يتعلق بإنشاء ونشر وتسويق
رسائل إعلامية للرأي العام في غزة وإسرائيل، قبل وأثناء المناورة المسماة "الركن
الشديد"، حتى إنها وزعت سلسلة من الإرشادات الصحفية التي تدعو للتوزيع الواسع
للصور ومقاطع الفيديو من التمرين عبر جميع المنصات الإعلامية، بما في ذلك وسائل التواصل،
والتركيز على رسائل الوحدة للمنظمات".
واستدرك بالقول إنه "بجانب البعد
الإعلامي، هدفت المناورة المشتركة لتمكين حماس وباقي المنظمات في غزة من الإعداد والتدريب
لحملة عسكرية محتملة ضد إسرائيل، مع تحسين المواقف والتعديلات على المستوى التنظيمي،
وشملت المناورة إطلاق صواريخ في البحر لاختبار استمراريتها، والهجوم عن طريق الهبوط
على الشاطئ باستخدام زوارق بخارية وغواصين من الكوماندوز البحري".
وأكد أنه "تم تنفيذ مناورات برية
ونصب كمائن للمركبات العسكرية واختطاف جنود، وإحباط غزو إسرائيلي لغزة بتخفيف المدفعية
القوية المصحوب بدخول سريع للقوات البرية إلى الساحة، ونيران القناصة، والطائرات بدون
طيار، وأنشطة قوات الدفاع المدني، ويحتمل أن تكون حماس مارست القتال في الخفاء، رغم
عدم تصوير هذه التدريبات لأسباب أمنية ميدانية".
قدرات جديدة
وأضاف أن "المناورة كشفت عن أسلحة
وقدرات جديدة لحماس، استخدمت الاشتباكات الأخيرة مثل الكوماندوز البحري والطائرات بدون
طيار والقوات الخاصة، بما فيها تحت الأرض، ونيران الصواريخ بعيدة المدى بقوة متزايدة،
ويجب أن نتذكر أن حماس والمنظمات تعمل باستمرار على تحسين وصقل قدراتها العملياتية
ووسائلها القتالية المختلفة، بما في ذلك مدى ودقة وقوة صواريخها".
وأوضح أنه "بجانب الرغبة في التوحد
والاستعداد لحملة عسكرية مستقبلية ضد إسرائيل، فقد شكلت المناورة المشتركة للفصائل تهديدا
لإسرائيل متعدد الأبعاد، ما يتطلب من الجيش أن يستعد لحملة عسكرية يعمل فيها بكثافة
عالية في مجموعة متنوعة في وقت واحد: جواً براً بحراً، وصولا إلى الفضاء السيبراني،
وتحت الأرض، ما يتطلب من الجيش الإسرائيلي أن يستعد لاحتمال تعميق القتال بين الأذرع
المسلحة في غزة".
وأشار إلى أن "هذه المناورة المشتركة
الأولى تشير إلى إمكانية قتال عملياتي مشترك ضد إسرائيل في مناطق أخرى على مستوى متعدد
الأبعاد، رغم أن الزخم الذي يحققه الجيش في هذه السنوات يفترض أن يوفر حلاً للحملة المقبلة
في غزة، عندما يقوم بإجراء تعديلات على المستوى الاستراتيجي والتشغيلي والتكتيكي لأسلحته،
ويجهز نفسه للقتال متعدد الأبعاد والمناورات متعددة الأذرع".
وطالب الكاتب "إسرائيل بالاستمرار
في إرسال رسائل ردع لحماس من أجل إبقاء الحملة القادمة بعيدة قدر الإمكان، بما في ذلك
الإشارة لاحتمال وقوع اغتيالات مستهدفة ضد كبار أعضاء التنظيمات، والاستعداد للمناورة
البرية الإسرائيلية في عمق قطاع غزة، والرغبة بتقصير الحملة قدر الإمكان، من خلال القوة
النارية الهائلة، والقتال المميت الذي يسعى لاتخاذ قرار في ساحة المعركة".
وأوضح أنه "من المثير للاهتمام
ملاحظة أنه في اليوم الذي أُجريت فيه المناورة المشتركة في غزة، أجرى الجيش الإسرائيلي
تدريبات عسكرية في المنطقة الجنوبية شملت في إطارها حركة نشطة للقوات والمركبات والسفن
في المنطقة، وتصادف إجراء التمرينين المتعارضين في وقت واحد تقريبا".
"يديعوت": الاحتلال يرفع حالة التأهب بالتزامن مع مناورات غزة
كشف مقترح لإقامة "الوطن اليهودي" بالمغرب قبل فلسطين
نتنياهو يعين رئيسا للموساد عمل بتجنيد العملاء.. وغانتس غاضب