نشرت صحيفة "ليبراسيون" الفرنسية تقريرا، تحدثت فيه الكوارث التي تتعرض لها أقلية الروهينغيا المسلمة في ميانمار.
ولفتت في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن حريقا هائلا نشب الخميس الماضي، في أحد مخيمات اللاجئين في "كوكس بازار" جنوب بنغلاديش.
وقالت إن ألسنة اللهب دمرت ما لا يقل عن 550 منزلا يُؤوي نحو 3500 شخص، وألحقت أضرارا بمحلات تجارية ومغازات. وبفضل مجهودات رجال الإطفاء واستجابة اللاجئين المدربين على إجراءات الإخلاء، لم تُسجل إصابات خطيرة في صفوف المواطنين، ولكن احترقت الوثائق المحفوظة بعناية التي تثبت هويتهم وأنهم مواطنون من "بورما" (ميانمار)، وليسوا "مهاجرين غير شرعيين"، على عكس ما تدعيه السلطات هناك.
اقرأ أيضا: شركة إسرائيلية متورطة بجرائم "ميانمار" ضد الروهينغيا
وفي آب/ أغسطس 2017، لجأ 750 ألف شخص من الروهينغيا إلى منطقة كوكس بازار في بنغلاديش، هربا من عملية التطهير العرقي التي تنفذها سلطات إنفاذ القانون البورمية والمليشيات البوذية في ميانمار.
وأشارت الصحيفة إلى أن المخيمات السابقة، مثل مخيم نايابارا، الذي كان يستقبل موجات سابقة من اللاجئين، إلى جانب القرى والحقول والغابات المطيرة في بنغلاديش، دُمّرت بالكامل.
ومع هبوب الرياح الموسمية، قد تنهار التلال بسبب عملية إزالة الغابات، ما يزيد من خطر الانجراف وتدمير ما تبقى من منازل.
وبحسب تقديرات منظمة الأغذية والزراعة، التابعة للأمم المتحدة، فإن مليون شخص من السكان المحليين واللاجئين "يعيشون في خطر كبير" بسبب الانهيارات الأرضية. وبناء على ذلك، وضعت المنظمة نظام إنذار يسمح بإخلاء المنازل المهددة قبل أيام من حدوث انهيار طيني محتمل.
وذكرت الصحيفة أنه في كانون الأول/ ديسمبر، نُقل 3446 لاجئا إلى جزيرة مهجورة تبعد 32 كيلومترا عن الساحل.
ونظرا لردود الفعل السلبية للمجتمع الدولي في مواجهة انتهاكات السلطات في بورما وضمان عودة كريمة وعادلة لشعب الروهينغيا إلى أراضيهم، تجاوز عدد اللاجئين في 34 مخيما مكتظا أكثر من 900 ألف شخص في منطقة كوكس بازار، التي يقع فيها أكبر مخيم للاجئين في العالم، وهو عبء يثقل كاهل البلد المضيف.
وتخطط حكومة بنغلاديش لنقل مئة ألف لاجئ منهم إلى بهاسان شار، وهي جزيرة طينية ظهرت في خليج البنغال منذ حوالي عشرين عاما، حيث هيأتها ببنية تحتية بتكلفة ضخمة.
اقرأ أيضا: أوبزيرفر: الروهينغيا يدفعون ثمن الحرب الباردة الجديدة في آسيا
وعلى قطعة الأرض المعزولة هذه والمعرضة للخطر جراء العواصف والفيضانات، التي تبعد ثلاث ساعات عن البر الرئيس، يزيد خطر الغرق، وانعدام الأمن الغذائي بشكل كبير.
ونبّهت الصحيفة إلى أن خليج البنغال يتعرض بشكل منتظم للأعاصير، التي أصبحت أكثر تواترا مع تغير المناخ. وفي حال حدوث إعصار في منطقة كوكس بازار، وهي أرض محصورة بين المحيط الهندي ونهر ناف الذي يمثل الحدود مع بورما، سيكون من المستحيل إجلاء مئات الآلاف من اللاجئين أو إيواؤهم في ملاجئ أخرى.
وقالت: "لكن مأساة هذا الشعب المنسي لا تنتهي عند هذا الحد، نظرا لتفاقم حالات الفقر المدقع، وارتفاع معدلات القتل والاغتصاب والاتجار بالبشر، التي تنضاف إلى عنف الشرطة والمشاكل النفسية، التي باتت جزءا من الحياة اليومية بالنسبة لهم".
ومثل جميع أقطار العالم، فاقم انتشار جائحة فيروس كورونا من مآسي شعب الروهينغيا.
وترى الصحيفة أن الحريق الهائل لمخيم نايابارا ينبغي أن يكون تحذيرا للمجتمع الدولي، الذي عليه أن يدرك أن التعويل على مجهودات المتطوعين والعاملين في المجال الإنساني ليس كافيا.