توصف إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن بأنها الأكثر تنوعا في تاريخ البلاد، من حيث الخلفيات العرقية والدينية وحضور النساء، فيما تحضر كذلك علامات استفهام، خاصة حول علاقات بعضهم الاستثمارية الخاصة بمهامهم الجديدة، وحضور شبح تأثير المال والشركات الكبرى، لا سيما بقطاع السلاح.
وتعكس الخلفية الدينية لبايدن، نفسه، ذلك التنوع، إذ إنه ثاني رئيس كاثوليكي في تاريخ الولايات المتحدة، بعد جون كينيدي، الذي فاز بانتخابات عام 1960، واغتيل في تشرين الثاني/ نوفمبر 1963.
وفي ظل سيطرة الديمقراطيين على مجلسي الكونغرس، النواب والشيوخ، فمن المتوقع أن تتم المصادقة على تعيينات بايدن بسلاسة.
وبدأ مسلسل المصادقة على التعيينات بالفعل، إذ صادق الشيوخ، الأربعاء، على تعيين المسؤولة السابقة في وكالة الاستخبارات المركزية "سي آي إيه" أفريل هينز، مديرة لأجهزة الاستخبارات الوطنية.
وبأغلبية 84 صوتا مقابل 10 أصوات، صادق مجلس الشيوخ على تعيين هينز في هذا المنصب، لتصبح بذلك أول امرأة في تاريخ الولايات المتحدة ترأس أجهزة الاستخبارات في الولايات المتحدة، البالغ عددها 18 جهازا.
وتستعرض "عربي21" تاليا أبرز الأعضاء في الإدارة الجديدة:
1. كامالا هاريس - نائب الرئيس
حصدت السيدة القوية "أوائل" عديدة بفوزها مع بايدن بالانتخابات الرئاسية، فهي أول امرأة تشغل المنصب، ومن ثم أول امرأة ترأس مجلس الشيوخ، على اعتبار أنه موقع محفوظ لنائب الرئيس دستوريا.
وهاريس أيضا أول نائب للرئيس ينحدر من أصول أفريقية، وكذلك من أصول آسيوية، بالنظر إلى أن والدتها مهاجرة من الهند.
وتوصف هاريس بأنها النسخة الأنثوية للرئيس الأسبق، باراك أوباما، وتتبنى أفكارا تقدمية في الاقتصاد والرعاية الصحية والشؤون الاجتماعية، وشغلت مقعدا بمجلس الشيوخ (2017-2021) فيما تولت سابقا منصب وزيرة العدل-المدعية العامة لولاية كاليفورنيا (2011-2017).
ويتوقع أن يكون لهاريس (56 عاما) دور كبير في قيادة البلاد بالنظر إلى كبر سن بايدن (78 عاما)، وكانت قد خاضت المنافسة ضده لنيل ترشيح الحزب الديمقراطي للانتخابات الرئاسية، لكنها أعلنت الانسحاب مبكرا، مطلع كانون الأول/ ديسمبر 2019، ثم أعلنت دعم بايدن في آذار/ مارس 2020 على حساب السيناتور التقدمي بيرني ساندرز.
2. أنتوني بلينكن - وزير الخارجية
عمل بلينكن، الذي سيصبح حال المصادقة عليه قائدا للدبلوماسية الأمريكية، في إدارات ثلاثة رؤساء سابقين؛ بيل كلينتون، وجورج دبليو بوش، وباراك أوباما، لكن أعلى منصب تولاه كان نائب وزير الخارجية في عهد الأخير، ولمدة عامين (2015-2017).
وتربط الرجل علاقة خاصة بالرئيس الجديد، فقد كان مستشاره الخاص للأمن القومي، عندما كان بايدن نائبا لأوباما، وقد تولى المهمة أربع سنوات (2009-2013) قبل أن يصبح نائبا لمستشار البيت الأبيض للأمن القومي (2013-2015).
وعلى غرار الرئيس الجديد، دعم بلينكن غزو العراق، بل وساهم في صياغة موقف بايدن في هذا الاتجاه، حيث كان الأخير آنذاك رئيسا للجنة الخارجية في مجلس الشيوخ.
وأثنى بلينكن آنذاك على الصوت الديمقراطي الداعم لغزو العراق، في ظل إدارة الجمهوري بوش، واصفا ذلك بأنه تصويت من أجل "دبلوماسية قوية".
وبدا نهج بلينكن "الخشن" واضحا في العديد من المواقف اللاحقة، فقد دعم التدخل العسكري في ليبيا عام 2011، وتزويد المعارضة السورية بالسلاح، ودعم حرب السعودية في اليمن، وهو ما سيضعه في مواجهة مع التقدميين في الكونغرس.
ورغم دوره في صياغة الاتفاق النووي مع إيران، عام 2015، إلا أن بلينكن أكد أن إدارة بايدن ستواصل ضغوطها على طهران لوقف "سوء سلوكها" في المنطقة، وفق ما نقل عنه موقع "جويش إنسايدر".
ويوصف بلينكن بشكل خاصة بأنه صديق للاحتلال الإسرائيلي، وهو ينتمي لعائلة يهودية، وسعى لاستخدام ذلك لـ"طمأنة" الاحتلال بشأن العودة للاتفاق النووي مع إيران.
3. جانيت يلين - وزيرة الخزانة
اسم آخر سيتردد كثيرا في حال واصلت واشنطن نهج العقوبات ضد خصومها في ظل إدارة بايدن.
تولت الاقتصادية الأمريكية المخضرمة (74 عاما) رئاسة الاحتياطي الفيدرالي بين عامي 2014 و2018، وكانت أول سيدة تتولى المنصب.
اقرأ أيضا: "أموال شركات السلاح" تلقي بظلالها على "تشكيلة بايدن"
وتمتد مسيرة يلين في المؤسسات المالية الأمريكية لعدة عقود، وستصبح حال المصادقة على ترشيحها أول سيدة تتولى وزارة الخزانة.
وتؤمن يلين بالاقتصاد المختلط، وبتفعيل التعاون بين القطاعين العام والخاص، وهي زوجة "جورج أكرلوف" الحائز على جائزة نوبل للاقتصاد عام 2001، وكلاهما ينتمي لعائلة يهودية.
4. لويد أوستن
سيكون الجنرال أوستن أول وزير من أصول أفريقية للدفاع، وكان قبل ذلك الأول أيضا الذي يتولى القيادة المركزية (2013-2016) وقبلها نائب رئيس الأركان (2012-2013).
وتقاعد أوستن من الجيش عام 2016، لينتقل إلى القطاع الخاص، حيث التحق بمجلس شركة "رايثون" العملاقة للإنتاج العسكري.
وبحسب "نيويورك تايمز"، فإن مجموع ما بات يملكه أوستن في الشركة بحلول تشرين الأول/ أكتوبر 2020 يقدر بنحو 1.4 مليار دولار، ما يضع علامات استفهام كبيرة على اختياره من قبل بايدن لمنصب وزير الدفاع.
لكن الأمر لا يتوقف على أوستن، فهو أيضا شريك في "باين آيلند كابيتال" للاستثمارات، رفقة بلينكن، فيما عمل الأخير أيضا في إطار عدة مؤسسات يعتقد أنها تستفيد من نفوذها في أروقة صنع القرار في واشنطن.
ويتوقع أن يثير ذلك قلق التقدميين في الكونغرس، لكن ترشيح أوستن قد يحظى بدعم بعض الجمهوريين أيضا ما يضمن له المنصب.
5. ميريك غارلاند - وزير العدل (النائب العام)
نشأ غارلاند في أسرة يهودية محافظة، وتفوق في هارفارد بالعلوم الاجتماعية، قبل أن يلتحق بكليتها للقانون، ليدخل بعدها سلك القضاء ويتدرج وصولا إلى رئاسة محكمة الاستئناف لدائرة مقاطعة كولومبيا (واشنطن العاصمة)، التي عمل فيها منذ عام 1997.
وبرز اسم غارلاند عندما رشحه أوباما لتولي منصب معاون قاض في المحكمة العليا، قبيل انتخابات 2016، وهو ما أسقطه الجمهوريون في مجلس الشيوخ بحجة أن التقاليد تقضي بأن يترك ذلك للرئيس المقبل، وهو ما لم يلتزموا به في عهد دونالد ترامب.
6. ديب هالاند - وزيرة الداخلية
ستكون هالاند، حال المصادقة عليها، أول أمريكية أصلية تتولى وزارة في أي إدارة بتاريخ الولايات المتحدة.
وتنتمي هالاند لقبيلة "لاغونا بويبلو" الأصلية، التي عاشت لقرون في مناطق تتبع اليوم لولاية نيو ميكسيكو.
وحتى تسميتها للمنصب، شغلت هالاند مقعدا بمجلس النواب، فازت به في انتخابات التجديد النصفي عام 2018، وتتبنى مواقف تقدمية لا سيما فيما يتعلق بالبيئة والرعاية الصحية.
اقرأ أيضا: اليوم الأول لبايدن رئيسا.. بدء مهامه واستمرار للتهاني الدولية
7. بيت بوديجيج - وزير المواصلات
نافس بوديجيج بقوة في السباق التمهيدي على ترشيح الحزب الديمقراطي للانتخابات الرئاسية، أمام بايدن، لكنه استسلم في النهاية وأعلن دعمه للأخير، في الأول من آذار/ مارس 2020.
وسيصبح بوديجيج أول وزير أمريكي "مثليّ" في تاريخ البلاد، ويتبنى مواقف تقدمية بهذا الخصوص، لكنه تعرض لانتقادات إزاء اعتماده على دعم الطبقات الثرية والطامعة بالتأثير على صنع القرار في واشنطن، خلال حملته الانتخابية، وظهر آنذاك ضد ساندرز وأفكاره غير التقليدية.
وشغل الشاب الطموح سابقا منصب عمدة مدينة "ساوث بند" في ولاية إنديانا (2012-2020).
8. أليخاندرو مايوركاس - وزير الأمن الداخلي
برز اسم مايوركاس من بين مرشحي بايدن باعتباره من أصول كوبية، لكنه مخضرم في مجاله، إذ شغل منصب نائب وزير الأمن الداخلي (2013-2016) ومديرا لجهاز خدمات الهجرة والجنسية (2009-2013)، وقبل ذلك في الجهاز القضائي بولاية كاليفورنيا.
وينتمي الرجل لعائلة يهودية، كوبية رومانية، وولد في هافانا، ويعلق الديمقراطيون عليه آمالا كبيرة في التعامل مع مخلفات إدارة دونالد ترامب بملف الهجرة.
9. كاترين تاي - الممثلة التجارية
اختار بايدن سيدة من أصول صينية لتولي أحد أكثر الملفات المعقدة في علاقة البلاد مع أكبر منافسيها على الساحة الدولية.
وولد والدا "تاي" في البر الرئيسي للصين، لكنهما عاشا في تايوان، قبل الهجرة إلى الولايات المتحدة.
وتتحدث تاي اللغة الصينية بطلاقة، وعملت لسنوات في مجال الشؤون التجارية للولايات المتحدة، وينتظر أن يصادق الشيوخ على تسميتها ممثلة تجارية للبلاد، حيث ستتولى التفاوض مع بكين وغيرها من العواصم لصياغة اتفاقات وتفاهمات تجارية بعد أربع سنوات من الاضطراب في ظل "انعزالية" ترامب.
10. رون كلين - رئيس موظفي البيت الأبيض
لا يتطلب منصب كلين الجديد مصادقة من مجلس الشيوخ، فهو مرتبط بالرئاسة وحسب، ولاختياره دلالة مهمة، إذ كان في عهد أوباما منسقا لجهود مواجهة وباء "إيبولا".
وكان كلين رئيسا لموظفي نائب الرئيس لفترتين (2009-2011، و1995-1999)، عندما شغل بايدن المنصب، وقبل ذلك أيضا "آل غور"، في عهد بيل كلينتون.
وعرف الرجل بأنه ذراع ضغط قوية في واشنطن، وكان مسجلا رسميا حتى عام 2005، وعرف بتقديمه خدمات المشورة السياسية، ومثل دوره النجم الهوليوودي كيفن سبيسي بفيلم "ريكاونت" أو "إعادة العد"، حول انتخابات عام 2000 المثيرة للجدل.
* مصدر الصور: موقع البيت الأبيض
ما هدف واشنطن من معاقبة أبرز قادة الحشد الشعبي بالعراق؟
استطلاعات تكشف: الجمهوريون في أزمة عنوانها "ترامب"
بلومبيرغ: إسرائيل ستحبط جهود بايدن للعودة للاتفاق النووي